بوابة مخيم البداوي الأهلية

المرحوم ابو حاتم مرعي

شخصيات ما زالت في الذاكره || ابو حاتم مرعي


المرحوم ابو حاتم مرعي - محمد أحمد مرعي الحسن - مخيم البداوي
محمد أحمد مرعي الحسن

هو محمد أحمد مرعي الحسن المعروف بين اهالي مخيم البداوي بـ “ابو حاتم مرعي”. ولد عام 1937 في قرية الصفصاف وهي قرية فلسطينية تقع في قضاء صـفـد، لـواء الجليل. خرج مع اسرته كباقي اهالي الصفصاف في العام 1948 إلى لبنان ليستقر في مخيم البداوي. تزوج في سن مبكر و بنى منزلاً كبيراُ في مخيم البداوي – فيما يعرف “المخيم التحتاني”. وخصص فيه شقق لأبنائه.

– حاتم (عمل في السعودية ويقيم حالياً في المخيم)
– زياد (يعمل في شركة بترول – الامارات العربية المتحدة)
– ابراهيم (عمل في الامارات ويعمل حالياً في مجال البناء – مخيم البداوي)
– احمد (يعمل في الولايات المتحدة )
– محمود (درس ويعمل في تركيا)
– مصطفى ( صاحب محل حلاقة في المخيم).

توفي عام 2005 تاركاً وراءه ارث من الذكرى الطيبة التى لا تنسى … والسيرة الحسنة بين اهالي المخيم …. احسن تربية ابنائه …فكانوا وما زالوا من خيرة ابناء وبنات المخيم … لم ينسى اولاده فضله فبنوا “مصلى التقوى” عن روحه بجوار المخيم ( قرب ملعب عمر كمال ) حسنة جارية عن روحه.

بدأ حياته العملية كممرض في عيادة الانروا (UN ) … وإكتسب الخبرة الكافية لفتح عيادة مستقلة له، فكان من اوائل الذين افتتحوا عيادة منزلية بكامل الأجهزة المستوردة من الخارج واتبعها بصيدليه صغيرة، الامر الذي اكسبه الشهرة..

وفي الوقت الذي كان المخيم والجوار يفتقد الى اي عيادة اسنان كان “ابو حاتم مرعي” حاضراً بين الجميع … فكان يقصده ابناء المخيم والجوار من اخواننا البنانين الذين يسكنون في اطراف المخيم ( وادي النحلة – المنكوبين – العيرونية – البداوي … وغيرها ) للعلاج مقابل ثمن رمزي مراعياً الحالة المادية لمرضاه….. فما يكاد الطفل… او الشاب… او الشيخ… وحتى النساء… يشكوا من وجع الاسنان… حتى يكون اسم الحاج ابو حاتم حاضرا للعلاج … وما ادراك ما العلاج … وخصوصا تلك “الكماشة” التي لا ترحم الوجع .. . ومن يعرف قلب الحاج ابو حاتم وطيبته… لا يخشى “كماشته”… وينسى وجعه….

كان رجلاً ملتزما مواظباً على صلاة الجماعة في المسجد وأكرمه الله بأن حج وإعتمر مرات عدة. كان من اهل الخير ومن الحاثين عليه… كان عطوفاً على العائلات المحتاجة في المخيم والجوار… كان من الداعين لاصلاح ذات البين بين اهالي المخيم… وجودة كان مهماً في عقد المصالحات في المناطف اللبنانية المجاورة.

والصورة التي لا تنسى … بينما كان الحاج ابو حاتم يتنقل من حارة الى حارة … ومن “المخيم الفوقاني” الى ” التحتاني” … و بين المناطق والقرى المجاورة لمخيم البداوي والبارد…

يتوسط كل من “الحاج ابو جمعة شتلة” – “الشيخ ابو موسى” – “الحاج ابو محمد السمرة” – “ابو تيسير ابو سراج” والحاج حسين (من اخواننا اللبنانين)، الذين كانوا حاضرين في المناسبات الاجتماعية … من زيارة مريض … الى التعزية بمتوفي … او المباركة بفرح … او حتى بغياب صديق … فلا يمنعهم عن ذلك الا الصلاة في المسجد وفي الصفوف الاولى ….

كان الحاج ابو حاتم من رواد مجلس الحاج ابو جمعه شتلة ….فما ان يجتمع “الختايرة” … حتى تختلط الرائحة المنبعثة من مصب قهوة ابو جمعة العربية مع دخان “سيجارة” ابو حاتم الملفوفة بالتبغ العربي… فالعلبة الحديدية المملوءة بالتبغ العربي لم تكن قط تفارق جيب الحاج ابو حاتم … مثلها مثل ( عكازته ) التي ابت ان تسقط او تفارق… ما دام قلب الحاج ابو حاتم ينبض بعبق الماضي والاصالة والتراث الذي لا ينسى….

ومن ينساك يا حاج ابو حاتم ؟
ومن ينسى تلك القامة الشامخة في شوارع وازقة المخيم … قبل كل صلاة وبعدها ملبياً النداء … ساعياً الى الخير والصلاح في كل الانحاء … تاركاً ورائك نعم الرجال والاخلاق …

رحمك الله يا ابو حاتم مرعي … ورحم الله رفاق دربك … فالبركة تنشر عطرها في ذكراكم … والقلب ينبض شوقاً وتقديراً لكم …. رحمة الله عليكم … والسلام عليكم

خالد حسن حمد / ابو الحسن
ابوظبي في: 12/10/2008