المقالات

هشاشة المرافق الخدماتية في قطاع غزة مشكلة بنيوية وسياسية

هشاشة المرافق الخدماتية في قطاع غزة مشكلة بنيوية وسياسية

بقلم: صلاح أبو صلاح

صحفي وكاتب فلسطيني

يعاني قطاع غزة من مشاكل بنيوية هشة في شتى النواحي المادية والاقتصادية والخدماتية والسياسية سرعان ما تنكشف عند حلول اول أزمة طبيعية او سياسة او اقتصادية .

هذا القطاع المغلوب على امر اهله يعاني من مشاكل بنيوية في المرافق الخدماتية الرئيسة كالكهرباء والمياه والشوارع ومصارف المياه ،ويعاني من مشاكل في البنية السياسية الهشة التي تنهار عند اول اختبار يضعها على المحك ويتكشف هذا التوحُد الهش وينعكس وبالاً على اهلها وحياتها المُكدَرة اصلاً من تراكم المصائب التي حلت عليها طوال السنوات الماضية .

ان مشاكل قطاع غزة تحتاج الى علاج جذري لكافة هذه المفاصل التي تحدثنا عنها سابقاً ويجب البدء بالبنية السياسة التي مازالت تتموضع في مصالحها الحزبية الضيقة بعيداً عن أي حسابات للمصلحة العامة وحالة الشعب المكلوم.

ان المرافق الخدماتية كقطاع الكهرباء والمياه والبنية التحتية كالشوارع وتصريف مياه الأمطار سرعان ما تنهار عند قدوم اول منخفض جوي او زيادة في نسبة هطول الامطار وبالتالي تتزايد معاناة المواطنين بشكل مضاعف جراء هذه الأحوال الطبيعية المتقلبة .

يجب التسليم بهشاشة هذه المرافق الخدماتية المهمة ورفع يد الساسة اومن هم محسوبين على الوان حزبية عن ادارة هذه المرافق وتسليمها لكفاءات مهنية تعمل على معالجة الامر من نواحي بنيوية ووضع خطط لإصلاحها وتقويمها، وليس معالجة الامر وفق الية المناكفات الحزبية المعمول به حالياً والتي لن تحل المشكلة بل تزيدها تعقيداً وينعكس صداها على النسيج الاجتماعي والسياسي.

ما يعاني منه قطاع غزة يحتاج الى وقفة مع النفس من الجميع وتغليب المصلحة العامة والتنازل للصالح العام من اجل تجنيب المواطن الفلسطيني المكلوم ازمات من الممكن تلافيها ويكفي هذا المواطن ويلات الاحتلال الاسرائيلي الذي يعاني منه هذا الشعب منذ سنوات طولية كأطول احتلال مازال جاثم على صدور شعبنا .

وكما يقول المثل الشعبي “نصف البلا ولا البلا كله ” بيدنا ان نحلحل مشكلة الكهرباء والمياه والشوارع ومصارف المياه ،ونستطيع ايجاد تحسن طفيف على الخدمة المقدمة من خلال تشخيص المشكلة من نواحي مهنية وبنيوية وليس سياسية وحزبية ، والعمل سويا من كافة الأطياف السياسة على وضع خطط استراتيجية للتخلص تدريجياً من هذه المشاكل المستفحلة والتي يعاني منها شعبنا منذ سنوات دون أي تحسن ملموس على الواقع المرير والذي يزداد سوءاً ويردف على كاهل الشعب الفلسطيني في قطاع غزة مشاكل اخرى اوجدتها الحروب الاسرائيلية المتتالية على قطاع غزة من تدمير للمساكن والمنشأت الاقتصادية والزراعية والصناعية والشوارع وبالطبع المرافق الرئيسية .

ان السير خطوة وان يرجعنا الاحتلال خطوة او خطوات افضل الف مرة من عدم السير الى الامام او التراجع ذاتياً .

الواقع المرير الذي يعيشه ابناء الشعب الفلسطيني في قطاع غزة يشير الى اننا نجاري الخطوات المتراجعة التي ضرب بها الاحتلال البنى التحتية بخطوات مماثلة متراجعة على جميع الصعد وبالتي تتضاعف الاثار السلبية للممارسات الاحتلال.

ان الضربات المتتالية التي نتعرض لها من الاحتلال ليس مبرر وليست شماعة لتعليق عليها الفشل والانهيار في الخدمات والمرافق الرئيسة في قطاع غزة ،ثمة مشاكل لها علاقة بإدارة الازمات والتعامل مع الواقع والنظر الى الامور من منظار المصلحة العامة وتغليبها على الخاصة والتنازل للصالح العالم لا يعتبر تنازل بل انتصار وانجاز للجميع .

مقالات ذات صلة