المقالات

وكأنهم يقتلوننا مرتين ،

وكأنهم يقتلوننا مرتين ،

نكبة جديدة تضاف إلى تارخ النكبات المستمر ،

باسل عبد العال

يطل علينا قرار اّلأنروا الجائر والقاسي في اولى ايام شهر رمضان المبارك كهدية انسانية بمناسبة حلول شهر الخير والحب والتسامح ، لم يكن الأمر مفاجئا بحجمه ووقته وسياسته المعلنة لشعبنا الباحث عن لقمة العيش وعن لحظة الأمل والحلم والتفاؤل في هذا الوقت بالذات.

في ظل الجراح التي ما زالت تكبر منذ اكثر من سبعة سنوات التي كلما عبرت سنة رأينا فيها ما رأينا من نكبة تأتي ، تأتي معها بعض التحركات والمطالبات بالحق ذاته والنشيد ذاته في كل أمسية من أماسي ساحة الحرية في المخيم التي اصبحت ما يسمى ” ساحة الحرية والكرامة” .

في كل سنة من سنوات الجرح الباردي المستمر بعد الافطار مباشرة يتوجه المعتصمون من شباب الحراك في مخيم نهر البارد الى السهر في خيمة الاعتصام على نور المخيم وصمته الليلي تعلو الشعارات التي خلدت في نفوسهم منذ اللحظة الأولى من دمار المخيم ، هي لحظة الشعلة ولحظتهم المتبقية كي يقولوا ما يشاؤون ويثورا ثورتهم السلمية ضدّ أشرس واوحش الحروب التي حلت بهم ، من هم ؟ هم اللذين أدمنوا هذه اللغة وهذا النداء الموجع في صدورهم النازحة من خيمة الى خيمة ، هم المطالبين بأدنى الحقوق الانسانية للبشر ” نريد العيش بكرامة ” نحن ما تبقى من نكبة كبرى ويسألون : أمن كوكب آخر نحن ؟

نعم. للأسف. ما زال البعض يعتبرنا من كوكب آخر او لسنا بشرا مثلهم ونحتاج الى الماء والهواء ومنزل من نوافذ اربع تطل على معنى الحياة الحقيقية ، ويزال فينا جرح المخيم الذي يحتاج بالفعل الى طبابة ومواد تمويل وتغذية صحية ومكان دافىء يحتمي به من برد كانون ومن حر تمّوز ، أليست الكرامة حق شرعي ؟ لا يكفّ السؤال عن الدوران في الذات الحائرة كأزقة البارد المدفونة تحت بركسات الحديد ، هل نمسي في الشوارع ؟ فلا تقتلونا بسلاح من نوع آخر وتتقمصون وجه المحتل في طريقته الأولى بتشريدنا من ترابنا ، فأنتم الآن تحاولون سلب الحقوق وتشريدنا من انسانيتنا وكرامتنا ، فلن تستطيوا اخماد ثورتنا العادلة .

باسل عبد العال

باسم موقع ومجلة ” طين ” الاعلامية

مقالات ذات صلة