أخبار الجاليات العربية

إشادة بدور مؤتمر فلسطينيي في تفعيل قضية الأسرى والمعتقلين

رحبت الشبكة الأوروبية للدفاع عن حقوق الأسرى الفلسطينيين بالتحركات التي نظمها مؤتمر فلسطينيي أوروبا الحادي عشر، والذي انعقد في بروكسل يوم السبت الماضي 18-5-2013، واصفا إياها بخطوات مميزة و متقدمة تفضي إلى كسب مزيدا من التضامن مع الأسرى الفلسطينيين في السجون الإسرائيلية على المستويين الشعبي والرسمي الأوربيين.

وقالت الشبكة الأوروبية في بيان لها نشرته اليوم الأربعاء 22 -5-2013 ، أن قضية الأسرى كانت حاضرة وبقوة، وأنها احتلت مكانة متميزة في أعمال النسخة الحادية عشر من المؤتمر الذي يجمع كافة أطياف الشعب الفلسطيني والمناصرين لقضيتهم وتفرعاتها من عرب ومسلمين وأجانب أحرار على الساحة الأوروبية.

وأضافت الشبكة ومقرها أوسلو، أن منظمين المؤتمر قاموا بتوزيع عريضة جمع توقيعات على الحافلات التي نقلت المشاركين وعددهم نحو ثلاثة آلاف شخص حضروا للمؤتمر من جميع دول أوروبا، إضافة إلى توزيعها على باقي المؤتمرين، مشيرة إلى أنه سيتم تقديم العريضة لبرلمان الاتحاد الأوروبي، ولبرلمانات الدول الأوروبية كل على حدة، للضغط على إسرائيل من اجل إعطاء الأسرى حقوقهم التي نصت عليها المواثيق والأعراف الدولية، و أقرتها اتفاقية جنيف الرابعة.

وأشارت الشبكة الأوروبية أن مشاركتها في المؤتمر، جاءت تلبية لدعوة القائمين عليه، والمتمثلة في كل من الأمانة العامة لمؤتمر فلسطيني أوروبا، ومركز العودة الفلسطيني ومقره لندن، وتنوعت أنشطة الشبكة بين خيمة نصبت في قلب ساحة المؤتمر لتعريف الحضور بقضية الأسرى و صور من معاناتهم، من خلال كتيبات توضيحية، إلى جانب معرض صور يظهر أشكال هذه المعاناة والانتهاكات الإسرائيلية بحق الأسرى الفلسطينيين.

كما نظم مؤتمر فلسطيني أوروبا ندوة حول الأسرى الفلسطينيين، شارك فيها رئيس الشبكة الأوروبية، محمد حمدان، حنين شحتو الباحثة الحقوقية في ممارسات الإهانة المتعمدة للاحتلال الإسرائيلي، مجدي عقيل وهو أسير فلسطيني محرر يقيم في بريطانيا و المحامي صباح مختار عضو المؤتمر القومي العربي ورئيس جمعية المحاميين العرب في بريطانيا. وعرضت الندوة فيلم يروي نماذج من معاناة الأسرى، ودور الشبكة الأوروبية في تفعيل قضيتهم، و وأشار محمد حمدان في مداخلته إلى التغير في الموقف السياسي والثقافي الأوروبي سواء على المستوى الرسمي أو الشعبي، قائلا ” لم نكن نسمع قبل سنوات عن احد يتحدث عن الأسرى الفلسطينيين، أما اليوم فهناك قرارات ولقاءات لمناصرة الأسرى و وعي أوروبي بهذه القضية وهي حاضرة بين الأوربيين، ونحن نعتقد أننا جزء مهم جدا لتغيير ثقافة الناس وتنويرهم بقضية الأسرى، وتدويلها”.

وجاءت مداخلة المحامي صباح مختار، إلى الإهتمام الذي بدأت تحظى به قضية الأسرى على الساحة الأوروبية، معزيا ذلك إلى انتقال العمل العربي من حالة عدم النشاط إلى إيجاد النشاط، و ما ترك ذلك من تأثير على الوعي الأوروبي، مشددا على أن العمل لا يقتصر على مؤسسة أو مركز، بل يتعداه إلى الدور الفردي، وأن الجهد يبدأ من الفرد.

وفي جوابه حول إمكانية مقاضاة الاحتلال قضائيا، أجاب مختار موضحا اختلاط الأمر بين جرائم الحرب وجرائم الاحتلال الذي يقوم بها الاحتلال الإسرائيلي بحق الأسرى، قائلا” رغم أن النظام القانوني الإسرائيلي نظام متقدم، إلا أن الممارسات على الأرض بحق الأسرى الفلسطينيين مخالفة للقانون الإسرائيلي والمواثيق الدولية، وجرت ملاحقات قانونية مختلفة لإسرائيل في بعض الدول الأوروبية، بيد أن اختلاط الأمر بين جرائم الحرب وجرائم التعذيب، زاد من تعقيد المسألة، لأن جرائم التعذيب حسب القانون البريطاني على سبيل المثال، لا يمكن تتبعها أو مقاضاتها في داخل البلد، وكذلك بالنسبة للدول الأوروبية الأخرى”. مستدركا” هناك إمكانية لفلسطين كدولة غير عضو في تغيير المعادلة من خلال طرق الباب القانوني للمنظمات الأممية، والتقدم للجهات القضائية فيها”.

وعلى صعيد الوضع في السجون الإسرائيلية، وعملية اعتقال الأسير الفلسطيني، قال الأسير السابق مجدي عقيل ” ظلمة السجن قاسية، وعزل الأسير في زنزانة قاسي، والصمت المخيف وصراخ التعذيب قاس جدا”. مضيفا” الاحتلال الإسرائيلي كان يستطيع اعتقالك من خلال ورقة استدعاء إلى مركز التحقيق، لكنه يتعمد إرهابك و إرهاب كل الحي، من خلال تجييش وحدة عسكرية مدججة بالأسلحة تحيط بالمنطقة ليلا، وتقتحم المنزل عليك، ولم يسمحوا لي بتوديع والدتي المسنة ولا أطفالي، ولا حتى تغيير ملابسي، وتعرضت للضرب منذ لحظة الاعتقال، ونقلت إلى معتقل النقب الصحراوي، وفي السجن طعام سيء، و المياه ساخنة تغلي، والخيام مزدحمة بالأسرى والحديث عن ذلك يطول”.

واستعرضت الباحثة حنين شتو، في مداخلتها أساليب الإهانة الإسرائيلية المتعمدة، موضحة” وزارة الدفاع الإسرائيلية وضمن دورات تدريب الجنود، تطرح برنامج خاص يشرح للجندي الإسرائيلي حساسيات وخصوصية المجتمع الفلسطيني، وكيف يمكن إهانته، وكسره، سواء كان رجلا، أو امرأة، ويتخرج الجندي وهو مدرك لتلك الأساليب ويطبق ما تعلمه على الفلسطيني”.

وتطرق حمدان إلى الخطط المستقبلية للشبكة الأوروبية للدفاع عن الأسرى الفلسطينيين في نقاط سريعة، حيث أشار إلى العريضة التي ستوقع من البرلمانيين الأوربيين على اختلاف مشاربهم والتي احتضنها المؤتمر، كما كشف حمدان عن إطلاق الحملة الدولية للإفراج عن الأسير الدكتور المهندس ضرار أبو سيسي، وتم عرض الإعلان الترويجي للحملة خلال الندوة.

ولفت حمدان الانتباه إلى خصوصية قضية الأسير المهندس د.ضرار أبو سيسي، الذي اختطف في 18 فبراير 2011 من قبل السلطات الإسرائيلية، أثناء تواجده بشكل شرعي في أوكرانيا، منوها إلى أن هذه الخصوصية اقتضت أن تطلق الشبكة الأوروبية حملة دولية للإفراج عنه، تساعد على كشف وجه الاحتلال و ممارساته اللا إنسانية بحق الفلسطينيين بشكل عام والأسرى منهم بشكل خاص.

وفي ذات الصدد قال حمدان ” أعلنا اطلاق حملة دولية للتعريف بقضية أبو سيسي و ظروفه اعتقاله الخاصة، حيث اختطف على ارض أوروبية وكان يقيم فيها بطريقة شرعية ولم يقم باي مخالفة على هذه الأراضي ،وعمليات اختطافه لم تتم بموجب مذكرة جلب دولية أو بقرار من محكمة أوروبية، كما هو معمول به وفقا للقانون الدولي والأوروربي وقال مستدركا إن عملية اختطفاه تمت بطريقة سرية وبطريقة وبأسلوب اقرب إلى عصابات المافيا، فغيب ولم يعرف احد مكانه، حتى ظهر في السجون الإسرائيلية فجأة، واعترفت الأجهزة الاستخباراتية بانها من اختطفته، ليصبح بذلك الأسير ضرار أبو سيسي، هو الأسير الوحيد الآن، الذي يتجاوز السنتين داخل زنازين العزل الانفرادي، و الأسير الوحيد الذي اختطف من خارج الأراضي الفلسطينية” مشيرا إلى أن الحملة ستتضمن جمع توقيعات للمطالبة بالإفراج عنه، إعداد فيلم وثائقي تفصيلي عن ملابسات اختطافه، تكثيف العمل على الساحة الإعلامية للتعريف بقضيته، إضافة إلى بعث رسائل للبرلمانيين الأوروبيين والساسة الأوكرانيين.

واختتم حمدان حديثه مشيدا بالجماهير التي تفاعلت مع أنشطة الشبكة على هامش المؤتمر، معتبرا إياه نسخة استثنائية في الاهتمام بقضية الأسرى منذ انطلاق مؤتمر فلسطينيي أوروبا في لندن 2003.

بروكسل- المركز الإعلامي للشبكة الأوروبية

مقالات ذات صلة