اخبار الوطن العربي

بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة الأول من أيار

بيان صادر عن الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين بمناسبة الأول من أيار

عاش الأول من أيار يوماً كفاحياً للطبقة العاملة ورمزاً لوحدتها ونضالها

على طريق العودة والحرية والاستقلال وتحقيق العدالة والمساواة

يا جماهير شعبنا الفلسطيني العظيم:

أبناء الطبقة العاملة الفلسطينية الصامدة الصابرة: 

تحتفي طبقتنا العاملة وشعبنا الفلسطيني مع كل شعوب العالم والطبقة العاملة العربية والعالمية وتتوحد في هذا اليوم، يوم العمال العالمي، تأكيداً على قيم التضحية والنضال ضد الاضطهاد والاستغلال للشعوب والأمم وفي مواجهة سياسات العولمة المتوحشة للقوى الرأسمالية الغربية، والتي تمعن في سرقة مقدرات وثروات الشعوب، واستهداف طاقاتها وتقدمها عبر الاحتلال والقتل والمجازر ونشر الفوضى وإذكاء الصراعات الفئوية والاثنية، وهي التي انعكست سلباً على أوضاع الشعوب وخصوصاً الطبقة العاملة في كافة بقاع العالم.

يطل علينا الأول من أيار وشعبنا الفلسطيني يعيش أحلك أوضاعه سياسياً واجتماعياً واقتصادياً، حيث تتواصل وتتصاعد الهجمة الصهيوأمريكية عليه في ظل تواطؤ رسمي عربي وصمت دولي، حيث تواصل الإدارة الأمريكية تحالفها الاستراتيجي مع الكيان الصهيوني، والذي نتج عنه مؤخراً قرار الرئيس الأمريكي ” ترامب” الاعتراف بمدينة القدس عاصمة للكيان وقراره نقل السفارة الأمريكية إليها، ليضاف إلى دعمها للسياسات والعدوانات والجرائم الصهيونية من استيطان ومصادرة أراضي وقتل وتنكيل وتهويد وحصار بحق شعبنا وأرضنا الفلسطينية.

أبناء شعبنا في كل مكان:

إن ما تشهده ساحات البطولة والتحدي على الحدود الزائلة بين قطاع غزة وأراضينا التاريخية المحتلة عام 1948، رغم تردي الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية، من جرائم وعدوان صهيوني واستهداف للشباب والأطفال المشاركين في مسيرة العودة الكبرى، إلا تجسيداً لهذا العدوان الإجرامي الممنهج، وشكلاً من أشكال العنصرية الصهيونية بحق شعبنا الأعزل الذي يخوض اليوم معركة الكرامة تأكيداً على حقه الثابت في العودة إلى أرضه التي هجر منها، ورفضه للمؤامرات والصفقات المشبوهة التي تستهدف شعبنا وعلى رأسها صفقة ترامب، وتأكيداً على حقه في الحرية والاستقلال، ورفضه للذل والمهانة في ظل استمرار الحصار والإغلاق ورفضه للإجراءات العقابية والانقسام والمناكفات السياسية، التي فاقمت من أوضاع شعبنا المعيشية اجتماعياً واقتصادياً، حيث وصلت نسبة الفقر في الضفة الغربية وقطاع غزة في آخر احصاءات رسمية إلى ما يقرب من 30%، وصلت في قطاع غزة وحده إلى ما يزيد عن 55% من السكان، ونسبة البطالة إلى ما يقرب من 28%، في قطاع غزة وصلت إلى 44% منها، أصبحت أعلى من 46%، وتفاقمت في أوساط الخريجين والشباب إلى ما فوق 67% في ظل الارتفاع الحاد في الأسعار، وتراجع القدرة الشرائية بفعل قرارات السلطة ورئيسها بالخصومات التي طالت الرواتب وصولاً لقطعها بالكامل، وسياسات التقاعد المبكر الاجباري وغيرها من الإجراءات، إلى جانب تعطيل المصالحة، والتي ساهمت في بروز أمراض اجتماعية خطيرة بين مختلف فئات وشرائح أبناء شعبنا في القطاع، ناهيكم عن الوضاع الاقتصادية والمعيشية والحياتية الصعبة التي تعيشها تجمعات شعبنا في داخل الوطن وفي مواقع اللجوء والشتات وخاصة في مخيمات سوريا ولبنان، حيث أن مجمل هذه الأوضاع أثرت سلباً على الطبقة العاملة وضاعفت من معاناتها، التي وصلت إلى حدود مأساوية، وهو ما يستدعي من الجميع تحمّل المسئولية الوطنية من خلال العمل على إنهاء الانقسام وإنجاز المصالحة واستعادة الوحدة الوطنية، وتغليب مصالح شعبنا الوطنية على المصالح الفئوية والحزبية الضيقة.

يا جماهير شعبنا الأبي.. أبناء الطبقة الكادحة:  

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين تؤكد على أننا ستواصل جهودنا ومساعينا من أجل تعزيز صمود شعبنا ومساندته، والمضي قدماً في جهود إنهاء الانقسام واستعادة وحدتنا الوطنية بعيداً عن سياسات التفرد والهيمنة والإقصاء، وهو الأمر الذي ترجمناه بشكلٍ واضحٍ من خلال قرارنا المبدئي والوطني بمقاطعتنا جلسة المجلس الوطني الأخيرة، التي تعقد بصيغتها الحالية في رام الله، كونها تتجاوز الاتفاقات الوطنية الموقعة، وتعزز من الانقسام وتفاقم من معاناة شعبنا، ولا ترقى لمستوى التحديات الكبيرة التي تنتصب أمامنا، مؤكدين في الوقت ذاته رفضنا وبشكل قاطع أية محاولات لتشكيل أجسام  أو أطر بديلة، وسنواصل نضالنا من أجل استعادة مكانة منظمة التحرير الفلسطينية، كإطار جامع وممثل شرعي لشعبنا في كافة أماكن تواجده، وإعادة إصلاحها وترتيب مؤسساتها على أسس وطنية وديمقراطية.

إننا في الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ننطلق من كون يوم الأول من أيار – يوم العمال العالمي محطة نضالية، نؤكد فيها دعمنا ومساندتنا لحقوق العمال والطبقة الفلسطينية العاملة، باعتبارها في طليعة الشرائح النضالية لشعبنا، وعليه فإننا نؤكد على وندعو إلى ما يلي:

1)    نتوجه بالتحية والتقدير والإكبار لعمال فلسطين البواسل ولدورهم البطولي في النضال، ولصمودهم الأسطوري في مواجهة سياسات الاحتلال الإجرامية، وكل أنواع الظلم والتهميش من قبل الجهات الفلسطينية المسئولة. كما ونتوجه بتحية الفخر والاعتزاز إلى شهداء الطبقة الفلسطينية العاملة، والذين ارتقوا دفاعاً عن الوطن والحقوق.

2)    إعطاء أولوية لمعالجة الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة، التي تعاني منها التجمعات المختلفة لشعبنا وخاصة في كل من مخيمات سوريا ولبنان، وهذا ما يحتاج من منظمة التحرير ومؤسساتها إيلائه الأهمية التي تستحق.

3)    ضرورة رفع الحصار الظالم المفروض على القطاع، ووقف كافة الإجراءات العقابية وإعادة الرواتب للموظفين ووقف إجراءات التقاعد المبكر الإجباري والمطالبة بوضع سياسات حكومية واضحة لتعزيز اقتصادنا الوطني وتوسيع قدرته الاستيعابية لتشغيل العمال العاطلين عن العمل.

4)    ندعو حكومة الوفاق إلى الإسراع في تطبيق القوانين الاجتماعية بشكل عادل ومنصف وخاصة قانون العمل الفلسطيني وقرار الحد الأدنى للأجور، والإسراع بتطبيق قانون الضمان الاجتماعي وتشكيل صندوق التكافل الاجتماعي بما يكفل حماية حقوق العمال وضمان حياة حرة كريمة لهم ولأسرهم.

5)    ندعو الحركة النقابية إلى القيام بدورها الفاعل وطنياً ونقابياً من خلال فضح ممارسات الاحتلال في العالم، والعمل على حماية حقوق العمال والخريجين وتنظيم التحركات الجماهيرية الضاغطة ضد القرارات المجحفة بحق العمال والموظفين والخريجين والشباب عموماً.

6)    ندعو حركات التحرر في العالم وقوى اليسار والتقدم والحركة النقابية والعمالية إلى تعزيز مقاطعة الكيان ومؤسساته، والنضال الأممي ضد سياسات ” ترامب” الداعمة للاحتلال، ونتوجه بالتحية إلى حركة المقاطعة الفلسطينية والعربية والدولية BDS لدورها في فضح سياسات الاحتلال وممارساته، وتدعو إلى توسيع نشاطها ومحاصرة الاحتلال ومعاقبته على جرائمه بحق شعبنا.

ليكن الأول من أيار محطة كفاحية هامة نؤكد فيها على حقوق الطبقة العاملة، والنضال من أجل وحدتها لاستثمارها في خدمة استمرار الانتفاضة والمقاومة ضد الاحتلال الصهيوني، والتصدي للمخاطر والتحديات التي تحدق بقضيتنا، على طريق انتزاع حقوق شعبنا في العودة وإقامة الدولة المستقلة وعاصمتها القدس على كامل التراب الوطني.

سنبقى مدافعين عن قضايا شعبنا الوطنية والسياسية والاجتماعية

المجد والخلود لشهداء العودة وكافة شهداءشعبنا… الحرية لأسيراتنا وأسرانا البواسل والشفاء العاجل لجرحانا البواسل

وإننا حتماً لمنتصرون

الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين

دائرة الإعلام المركزي

الأول من أيار/ 2018

مقالات ذات صلة