المقالات

أبشري يا قدس ..فبقاء الحال من المحال…!!!

أبشري يا قدس ..فبقاء الحال من المحال…!!!

د.م.احمد محيسن- برلين

لقد آن الأوان ليخرج أبناء شعبنا عن صمتهم وقهرهم تجاه ما يحصل للوطن من ضياع وتغييب… بل وتغرييب للقضية… ونتنياهو يعلنها أمام المجتمع الدولي … لا حل مع الفلسطينيين إلا بقبولهم بيهودية الدولة … وذلك ضمن حل مسخ لا يرتقي إلى مستوى بلدية أو مقاطعة … حل كما يريده تتنياهو والمؤسسة الإحتلالية بكل تفاصيلها… وسموها إن أردتم إمبراطورية … لكن الواقع يقول هي أقل من بلدية … وأنتم لا تجرؤون على الذهاب إلى المحافل والمؤسسات الدولية… من أجل مقاضاة الإحتلال على جرائمه اليومية المتعددة… وهي أمامكم متاحة … وعلى سبيل المثال وليس حصرا… مثل قضية سور الفصل العنصري الذي قطع أوصال الوطن غلى كافة الأصعدة وما صدر بشأنه من قرارات في محكمة لاهاي… وكذلك أيضاً تقرير غولدستون… وقضية الأسرى والمستوطنات … ولا أفق سياسي لديكم …ولا مؤسسات فاعلة على الأرض في داخل الوطن والشتات… وأهلنا في مخيمات العذابات في الشتات أمرهم لديكم مغيب والله راعيهم… وتنظيمات متناحرة ومغيبة … المعارض منها وهم قلة قليلة… يأتيكم اليوم إما بالعصا وإما بالجزرة … ومنظمة التحرير الفلسطينية لم تعد للتحرير. وهي اغتصبت وغير موجودة إلا على الورق إسميا فقط يستخدم عند الحاجة له… ومؤسسات تستحضروناها فقط عندما تكون هناك مؤتمرات لتقاسم المقاعد فيها … وحكومة وسلطة ورقية لا تملك قرارا نافذا يخدم شعبنا في التغلب على معاناته اليومية … وذلك لقلة حيلتها وتكبيلها وارتباطها بالدول المانحة… وثمن قرارتكم يكون دوما سياسيا…خوفا من أن يسد ويغلق صنبور الأنابيب التي تضخ عليكم الملايين من الدولارات… كما هو الحال بالعودة الى ما يسمى بطاولة المفاوضات… بعد أن سمعنا أيمانا غلاظا… بأن لا عودة للمفاوضات إلا بوقف الإستيطان وإطلاق سراح الأسرى والمعتقلين … وذهبتم لتلك الطاولة التي سيقلبها شعبنا قريبا … ولم نسمع طحنا ولم نرى طحينا … وألقاب فلكية في فلسطين… لا يوجد مثيل لها في الصين الشعبية … وجيش ينتظر في الطابور على شبابيك البنوك لاستلام الراتب… وهو ما يلقيه المانحون من فتات … والكل يعرف من يكونوا هؤلاء المانحين ولماذا يمنحون ويغدقون في المِنٓح المالية والمستلزمات الأمنية … والمنحة تكون دائماً مشروطة … وذلك ضمن شروط مذلة للفلسطينيين … منها ما هو معلن ..وما خفي منها لهو أشد بلاءا وأعظم… وكذلك ديون المواطن واستحقاقات للبنوك … فحدث ولا حرج … وكان الله في العون … فهل من أجل ذلك انطلقت الثورة الفلسطينية واستشهد الشهداء … قولوا لنا نحن عامة الشعب … ما الذي ننتظره وأرضنا تقضم يوما بعد يوم… وشبابنا خلف القضبان بالمؤبدات… والقدس متروكة وحدها تلقى مصيرها… يا وحدها يا وحدها… والأقصى يقسم … لا بل ويعملون على هدمه… ومفاوضاتكم لم ينجم عنها على مدى اكثر من عقدين من الزمن … إلا بناء المزيد من المستوطنات… وبناء سور الفصل العنصري… وجيش من أهلنا وأحبتنا الأسرى والمعتقلين ما زالوا يقبعون خلف القضبان …ونجم أيضاً المزيد من الفساد وبطاقات ألفي أي بي … والإنتفاع وشراء للذمم وما يلازمه من أمراض إجتماعية … فهل سيبقى شعبنا يتجرع الويلات إلى ما لا نهاية …؟!

فاعتبروا يا أولوا الألباب …!!

مقالات ذات صلة