المقالات

جورج عبد الله .أنت الخصم والحكم

نحن لسنا في حالة شغف إلا لعناق جورج البطل المقاوم ، ولم يكن يوما في أبجدية تعاملنا مع قضية المقاوم الصلد إنتظار قرار شفقة أو تسول من حكومات موغلة في عنصريتها وحريتها الزائفة ، لهذا كان على الدوام في كل تضامن مع المؤمن عميقا بأن الثورة هي فن المستحيل لا الممكن جورج عبد الله يعتمل داخلنا كأسرة للثائر الأحمر مزيجا من شعورين ، شعور سلبي منطلقا من وعينا بحقيقة وطبيعة العدو الذي نواجهه في معركة الحرية التي يخوضها أخي جورج على مدى ثلاثين عاما دون أن تنكسر روحه يوما ما حيث بتنا لا نتفاجئ من أية قرارات تسويفية لإطلاق سراح جورج وشعور آخر إيجابي لا يفارقنا يرتبط بصمود جورج الذي كما كل أسرى قضايا الحق لم يبالي يوما بقرار المحكمة السافرة .

فجورج حدد خياره منذ البداية في جوهر الحياة التي ينتمي إليها من خلال الثبات على المواقف والرسوخ على المبادئ التي باتت من أصعب قرارات الحياة اللائقة بالشرفاء في ظل البيع والمساومات الرخيصة على القيم التي باتت تعرض للتجارة في سوق العبيد والقطيع والنخاسين ، جورج كما يقول شقيقه روبير عبد الله سيبقى أيقونة الحق القابض على جمرة كلمة الرفض الحاسمة ( لا ) في وجه كل من قالوا (نعم ) وهو يمارس في كل لحظة تمر عليه خلف الجدران التعسفية نضاله الثوري البعيد عن هدف قطف ثمار البهرجة ، فمن إختار وطنه وإستوطنت قضية فلسطين والحرية في مسامات روحه وفكره لا يأبه بإنتظار قرار معروف ومعد مسبقا في مختبرات الإمبريالية العالمية المتوحشة .

كما أن جورج يعرف ويعي جيدا أن قضيته أولا قضية سياسية وليست قضية قضاء ومحكمة ، وردا على سؤال الحراك القادم في ظل التعسف الفاضح لحكومات الإستكبار العالمي قال روبير إن قضية جورج مرتبطة بموازين قوى لكل الدول المدعية للحرية والديمقراطية التي تطلق على نفسها إسم الدول العظمى وهي بعيدة عن العظمة إلا في بغضها لقضايا الحق والحرية ، وفرنسا كما الولايات المتحدة الأمريكية مرتاحة جدا في أن يبقى جورج في السجون الفرنسية لأن عقلية وفكر الجلاد الذي يحكم ممارساتها لن يتغير .

وأشار إلى أن شقيقه جورج يؤكد في كل إتصال له أن كل ما يهمه في قضايا الأسرى عموما إستمرارية التضامن الذي يعتبره السلاح الحاد حيث لا إنتظار لوقت اللاوقت مع دول وحكومات تعشق التسويف والمماطلة وكسب جولات لمصالحها أولا وأخيرا ، و عبر روبير عبد الله شقيق جورج خلال حوارنا معه عن أنه لم يتفاجئ يوما بحالات الإعدام اليومية بحق قضية جورج والمعتقلين في سجون الجبروت العالمية والتي لا يمكن إختزالها بأسر مواطن في بلد حكومتها لا تضع قضية الأسرى على أجندتها بل بحصار قضية وطن وحرية ، وأشار أن هذا الإدراك لا يلغي أهمية المثابرة على التضامن مع قضية جورج وتصعيد كافة أشكال التفاعل الجماهيري مع قضايا الأسرى المنسيين في غياهب السجون ، ومن جانب آخر وجه بسام القنطار منسق الحملة الدولية لإطلاق سراح جورج إبراهيم عبد الله كلمته لكل المترقبين من الحضور الذين تجمعوا ظهر اليوم أمام السفارة الفرنسية في بيروت تزامنا مع موعد النطق بالحكم في طلب الافراج المشروط التاسع الذي تقدم به جورج عبدالله. قائلا تبلغت الحملة الدولية للإفراج عن جورج إبراهيم عبد الله ، المعتقل منذ ثلاثين عاما في السجون الفرنسية قرار محكمة التمييز الفرنسية برفض الطلب التاسع بالإفراج المشروط عنه ، مما يثبت مرة جديدة ومتوقعة الدور المشبوه لإئتلاف الجمعيات الصهيونية في فرنسا ، المعروفة باسم ال CRIF التي سجلت خلال الشهر الماضي سلسة تصريحات وقحة تملي فيها على القضاء الفرنسي ما يجب القيام به.

وقال إن هذا القرار الجائر الغير مستهجن هو قرار مصنوع في القارة الأمريكية في فرنسا حيث أن بقاء مناضل لبناني أكثر من 30 عاما في سجون فرنسا العنصرية هو أولا وصمة عار لمن يرفعون لواء الحرية والعدالة والمساواة” .

واضاف القنطار: “في الوقت الذي تصمت فيه السفارة الاميركية في باريس عن التعليق عن قضية جورج عبدالله، بعكس ما فعلت في السنوات السابقة، يتضح اكثر ان المهمة القذرة المتملثة بمعارضة اي محاولة لاطلاق سراح جورج عبدالله من قبل القضاء الفرنسي، قد اوكلت الى اتحاد المنظمات اليهودية في فرنسا.

ونوه القنطار إلى أن جورج عبد الله سبق أن تقدم بعدة طلباتٍ للإفراج المشروط، وكان القرار الصادر في 21 تشرين الثاني 2012 من قبل محكمة تنفيذ الأحكام في باريس ايجابياً على طلبه، شرط صدور قرار بترحيله، وقد أيدت محكمة الإستئناف في باريس هذا الحكم الصادر في 10 كانون الثاني 2013. لكن محكمة التمييز ألغت الحكم الصادر في 4 نيسان 2013 على أساس أن الشروط المنصوص عليها في المادة 729-2 من قانون الإجراءات الجنائية لم تتحقق، أي صدور قرار إداري بترحيله عن الأراضي الفرنسية .

وأشار القنطار أن “القضاء الفرنسي وجد في جنسية جورج عبدالله سبباً إضافياً لاستمرار اعتقاله وامتهان كرامته كأسير وكإنسان يحاول أن يتمسك بحقه بالافراج المشروط منذ العام 1999. وان القرار القضائي الذي ينص على انه طالما جورج عبدالله لا يستطيع البقاء داخل الأراضي الفرنسية لمدة عام لتتم مراقبته بسوارٍ الكترونيٍ، فلا بأس أن يموت في السجن.

وتابع القنطار: هذا القرار لن يجعلنا نحبط بل على العكس نحن في بداية المعركة ، ونقول للسفير الفرنسي في بيروت، سوف تسمع الهتافات المطالبة بحرية جورج عبدالله في جميع الاماكن التي ستزوره ، ووجه بسام القنطار رسالة إلى الحكومة اللبنانية وإلى الوزير جبران باسيل الذي عندما سئل خلال زيارته الأخيرة إلى باريس عن المقاوم المناضل جورج ، قال أن الحكومة تحترم القرارات القضائية وهنا تساءل القنطار أحب أن أقول للوزير وكل الحكومة ، أين هي اللجنة الوزارية من الإشارة إلى قضية إبن الوطن الذي قضى نصف عمره وراء الجدران دون سؤال أحد ، أين المتابعة لقرار إطلاق سراح جورج الذي خضع لتسويفات ومماطلات سياسية الهدف لا علاقة لها بالحكم القضائي ؟ وهل ستقبل الحكومة السياسية بأن يؤبد جورج في السجن حتى الموت ؟ كل هذه الأسئلة برهن إنتظارالإجابة لحكومة هي في موقع الشراكة والتواطؤ والموافقة العلنية على إستمرار إعتقال جورج عبد الله الذي تعتبر قضيته إحدى المحطات التي تكشف تبعية الحكومة التي أقصى ما تحلم به أن يعلق السفير الفرنسي وسام الشرف لجمعية وهمية تضم المخبرين والقضاة المرتشين والعسكريين الصامتين للأسف الشديد ، لكن يبقى كل الأمل في صمود جورج ومعنوياته العالية التي لم تهزم يوما خلال ثلاثين عاما من السجن خلف الأسوار البغيضة ، فمن صوته الهادر نستلهم دوما وقود الإستمرار والنفس الثوري الطويل ونحن نعتبر أن معركتنا تبدأ كل لحظة ما دام جورج في السجون الإمبريالية و ستبقى صورة جورج تظلل أحرار العالم، وترفع فوق أعلام كل السفارات وكل التابعين وكل حملة أوسمة الشرف، الذين هم بلا شرف ولا كرامة، من دون حرية جورج عبد الله”. ومن هنا تعلن “الحملة الدولية للافراج عن جورج ابراهيم عبد الله انها ستنظم اعتصاماً الأحد المقبل 9 تشرين الثاني 2014 أمام السفارة الأميركية في عوكر، الساعة 12 ظهراً، حيث عنوان المرحلة دوما هو التصعيد المستمر حتى عناق البطل اللبناني الجنسية الفلسطيني الهوية والهوى والأممي الإنتماء المطارد دوما من أجهزة الموساد حتى داخل السجون ، الحارث الذي يقيم حب فلسطين الثائرة ولبنان المقاومة في فؤاده والذي يتجلى في صرخته الواثقة وهو يحي أبطال المقاومة قائلا أنتم حماة الديار في وجه الصهاينة وأسيادهم وفي فعله الثوري الذي دفع ثمنه أغلى ما يمكن أن يملك الإنسان ..حيث سيظل جورج النموذج المثال لمعنى سؤال الوجود . …

ويجدر الذكر أن الرفيق جورج علق في إتصال للرفيق حسن صبرا من الحملة الدولية على القرار قائلا :: نحن لا تعنينا قراراتهم، فليرفضوا كما يشاؤون، متمسكون بقضايانا أكثر، وأنا أقوم بواجبي الوطني وانتم قوموا بالمناسب وبناءا على قرار الرفيق جورج فإن محاميه ،سيتقدم غدا باستئناف ضد حكم القضاء الفرنسي الرافض لاطلاق سراحه .من محكمة تطبيق الاحكام التي ترتكز في رفضها على غياب امر بابعاده من فرنسا..وهو أمر ترفض الحكومة “الاشتراكية”إصداره.وحيثية المحكمة لا ترتكز على أساس قانوني بل و يرفضه العقل و المنطق إذ أن رفيقنا جورج تعهد بمغادرة فرنسا مباشرة بعد اطلاق سراحه كما تعهدت السفارة اللبنانية هي الأخرى بترحيل رفيقنا الى لبنان مباشرة بعد تحريره .

جورج عبد الله

نجوى ضاهر
06 نوفمبر, 2014

مقالات ذات صلة