اخبار مخيم البداوي

“رغم القيود والتخوين… السلطة الوطنية الفلسطينية، تبني الحلم على أنقاض الحصار”

إعلام حركة “فتح”-شمال لبنان
في زمنٍ تُحاصر فيه الحقيقة، وتُقلب فيه الموازين، وتُنهك فيه الشعوب تحت ثقل الإحتلال والإنقسام، تقف السلطة الوطنية الفلسطينية، رُغم كل ما يُقال ويُروّج، شاهدًا على صمود شعبٍ، وحارسًا لمشروع وطني لم يمت.
`رغم الحصار… نُنجز`
منذ تأسيسها عام 1994، لم تكن طريق السلطة مفروشة بالورود.
لقد واجهت الإحتلال الصهيوني بممارساته القمعية اليومية، وحروبًا مفتوحة على الأرض والمال والشرعية.
ومع ذلك، ورغم كل محاولات التجويع والتجريح والتشويه، إستطاعت أن تبني مؤسسات، وتحمي نسيجًا إجتماعيًا، وتُقدّم ما استطاعت من خدمات في التعليم والصحة والأمن، وأن تُبقي شعلة الدولة الفلسطينية حية في الوجدان والعالم.
`من الحصار المالي إلى الحصار السياسي`
الإحتلال الصهيوني يحتجز أموال المقاصة، ويمنع المشاريع التنموية، وتعزل المدن وتقطع أوصالها، ومع ذلك لا تزال السلطة تصرف الرواتب، وتدير المستشفيات والمدارس، وتدعم الجامعات، وتُعيل أسر الشهداء والأسرى، الذين يحاول الإحتلال تصنيفهم كـ”إرهابيين”، لكنهم في الوجدان الوطني منارات حرية.
`الدبلوماسية الفلسطينية: صوت من لا صوت له`
في الأمم المتحدة، في المحكمة الجنائية الدولية، في كل محفل عالمي… كان صوت فلسطين حاضرًا.
لم تخشَ القيادة الفلسطينية التهديدات، ولم تتراجع أمام الإبتزاز السياسي، بل سعت بكل طاقتها إلى فضح جرائم الإحتلال، وإنتزاع الإعتراف بدولة فلسطين، وترسيخ الرواية الوطنية في وجه آلة التزييف الصهيونية الإحتلالية.
`بين التخوين والصبر… خيار الصمود`
نعم، هناك انتقادات، بعضها مشروع، وأكثرها مسيّس.
هناك من يرفع شعارات التخوين والشيطنة، ويتناسى أن هذه القيادة تعمل تحت الإحتلال، بلا سيادة حقيقية، وفي ظل إنقسام مدمر.
ومع ذلك، لم تفرّط في القدس، ولم تتنازل عن الثوابت، بل بقيت على العهد، تحمل الأمانة، وتحمي الحلم.
`السلطة ليست كمالًا… لكنها جدار الصمود`
لسنا هنا لنقول بأن السلطة كاملة.
هي مشروع بشري، فيه النجاح وفيه التعثر، لكنها تبقى الإطار الوطني الجامع، والمؤسسة الوحيدة التي تقود الشعب الفلسطيني في الداخل والشتات، وتُشكل نقطة الإلتقاء بين المقاومة والدبلوماسية، وبين الحلم والواقع.
`ختامًا`:
في وقت يُراد لنا فيه أن ننهار من الداخل، أن نتآكل، أن نفقد الثقة بأنفسنا… يجب أن نُعيد قراءة المشهد جيدا.
`السلطة الوطنية الفلسطينية`… رغم كل شيء، لا تزال تقاوم بالثبات… بالتمسك، وبالعمل الصامت أحيانًا.
فلنختلف كما نشاء، لكن لا نُسقط ما تبقى لنا من أدوات بيدنا، ولا نُكمل على أنفسنا ما بدأه الاحتلال.

مقالات ذات صلة