
أخبار الجاليات العربية
ندوة حول نضال المرأة الفلسطينية عبر التاريخ حاضرتها المناضلة سميرة صلاح
برلين، ألمانيا – الإثنين 01 سبتمبر 2025
نظّمت لجان المرأة الفلسطينية في ألمانيا ندوة فكرية متميزة بعنوان “المرأة الفلسطينية: سردية نضال وصمود”، استضافت خلالها المناضلة والناشطة السياسية سميرة صلاح، التي قدّمت محاضرة غنية بالمضامين التاريخية والإنسانية، تناولت فيها أبرز محطات نضال المرأة الفلسطينية منذ بدايات القرن العشرين وحتى يومنا هذا.
من البدايات إلى الثورة
افتتحت صلاح حديثها باستعراض تاريخي يعود إلى عام 1917، حيث بدأت المرأة الفلسطينية تشارك في مقاومة الاستعمار البريطاني، من خلال التنظيم الشعبي والمشاركة في المظاهرات والكتابة السياسية. ثم انتقلت إلى ثورة عام 1936، مشيرة إلى أن النساء لعبن دورًا محوريًا في دعم الثوار، عبر تهريب السلاح، إسعاف الجرحى، وتوفير الحماية للمقاومين.
الانتفاضات والاجتياح: المرأة في قلب الحدث
تطرّقت صلاح إلى الاجتياح الإسرائيلي للبنان عام 1982، حيث برزت المرأة الفلسطينية في المخيمات كقائدة مجتمعية، ثم تناولت الانتفاضة الأولى عام 1987، التي شهدت مشاركة نسائية واسعة في التظاهرات، التعليم الشعبي، وتوثيق الانتهاكات. وأكدت أن المرأة لم تكن فقط ضحية للاعتقال أو القمع، بل كانت فاعلة ومبادِرة، تقود مجموعات شبابية وتنظم العمل الشعبي.
غزة والصمود في وجه الحرب
في القسم الأخير من المحاضرة، ركّزت صلاح على دور المرأة في الحرب على غزة، حيث جسّدت النساء أسمى معاني التضحية والصمود، رغم القصف والحصار. تحدثت عن الأمهات اللواتي فقدن أبناءهن، والمعلمات اللواتي واصلن التعليم في ظروف قاسية، والممرضات اللواتي عملن تحت النار لإنقاذ الأرواح. وأشارت إلى أن المرأة الفلسطينية أصبحت رمزًا عالميًا للصمود، تنقل الرواية الفلسطينية إلى العالم بلغات متعددة، وتكسر الصورة النمطية التي تحصرها في دور الضحية.
حضور فلسطيني وتفاعل حيّ
تميّزت الندوة بحضور فلسطيني خالص من أبناء الجالية في ألمانيا، الذين تفاعلوا مع المحاضرة بشكل كبير، وشاركوا بمداخلات أثرت النقاش، وعبّروا عن تقديرهم العميق للطرح الصادق والغني الذي قدّمته المناضلة سميرة صلاح. وقد اختتمت الندوة بالتأكيد على أهمية توثيق هذا التاريخ النضالي، وتدريسه للأجيال القادمة، كي تبقى المرأة الفلسطينية حاضرة في الوعي الوطني والإنساني.













