ثقافة وفن

وحدي اناديگ/ بقلم الشاعر الفلسطيني “هاني مصبح “

وحدي اناديگ
لست أنت التي تغيب
فأظلمت الدنيا
وبقي نورك
فى سمائي ساطع
إن الذي أصابني
يفوق كل الآلام
شوق وهيام
ماذا جرى
يا ملاكي
كالهواء حضورك
فلما الغياب
وظلم وحرمان
بك أتنفس
يا عيونى
فيك أرى
جمال الكون
وقد تعاهدنا
أصدقاء وأحباب
لما بتنا غرباء
وأنا والنوم أعداء
أشتاق لكلام الصباح
وهمس الضحى
وعتاب المساء
هذه الروح
تشتاق إليك
تسافر لكل مكان
بحثا عن الأوطان
تعانق الطيف والسهر
تدق أبواب النجوم
لترسم بالأفق
ترانيم الألحان
مزاجى أنت كالقهوة
مرارك عسل مصفى
وإن سألوني
القهوة أو من أهوى
القهوة مع من أهوي
انت مذاقها الجذاب
أيتها الملاك بقلبي
أين كنت يا ترى
وأنا الحاضر
دون غياب
ألهفة الشوق
أم هو عتاب
سنين وسنين
ونحن أصحاب
والقلب للقلب
قصر وترحاب
ومغارة الأسرار
نبوح معا بما لدينا
دون غيرنا
دون همس وعتاب
ارهقني الغياب
تعلمت منك القرب
فلما الهجران
كل شيء فيك يجمعنا
وحنين الماضى
وكيف إلتقينا
صدفة أم قدر وعذاب
كم تبسمنا ورسمنا
أحلام جسام
يأسرنا القلب
فيحلق بنا فوق السحاب
والغيوم من حولنا
تمطر أشواق وترحاب
جميله فى عيوني
يا عيوني السمراء
وخدودك بغمزتها
ترسم الضحكات
وقوامك الممشوق
وشعرك كالليل منسدل
تداعبه الريح
وأبحر فيه بالنظرات
كم عشقت فيك
عيونك وشفتاك
وعطرك الأخاذ
وحدك أنت أميرتي
القادرة على جمع أجزائي
كل أجزائي المبعثرة
شاء القدر أن يحكمنا
بالعقل مستحيل اللقاء
فبقينا أخوة وأصحاب
كل شيء بيننا
طهر وإحترام
كم بكينا بلهفه
حين تصيبنا
وتتملكنا الأحزان
فكنا لبعضنا
جسر نعبر فيه
الأحزان والصعاب
يا أميرتي
أميرة الورد أسميتك
فكل الورود
فيك أراها
عبيرها ونعومتها
وضحكتك تفوح
ليزداد الجمال جمال
فلما الغياب والهجران
يسألني قلبى وهو حيران
والروح فيك منشغلة
لا يغيب عنها السؤال
أخبريني ماذا جرى
أأنت بخير يا ترى
رسائل الشوق أرسلها
مع النجوم فى السماء
أخاطب الحنين بالمساء
وبالنهار مع زقزقة العصافير
كلماتى إليك تطير
ومع شعاع الشمس
أخط بدموعى
وجع الأنين
وأرسلها تعانقك بحنين
تكتب على الجبين
إنى أشتاق لرؤياك
يا ملاك الشوق والأشواق
لا تطيلي الغياب
وأخبريني ولو بالأحلام
فالروح تلقى الروح
بالمحبة دون عتاب
أخبريني لما هذا الجفاء
لست أنت التي تغيب
والشمس والنجوم لا تجيب
وأنا فى أمري عجيب
لست أدرى أهذا قدرى
فأنت يا عمرى
عيوني التي
آرى بها جمال الكون
أنت كما أنت حاضرة
أنا الجسد وأنت الروح
وأنا لك وفى للعهد والوعد
بقلم والكاتب الفلسطيني/ هاني مصبح

مقالات ذات صلة