المقالات

إحتلال مجاني.. بسعر الفجل…!!

تصريح مرعب لأبي مازن رئيس السلطة الفلسطينية في مقابلة مع التلفزة الإسرائيلية تم نشرها حديثا في 27/01/2014 وقع كالزلزال على أسماعنا.. حيث يقول فيها.. ونحن هنا نفرغ ما سمعناه وشاهدناه بالحرف وكما ورد.. حيث يقول فيها.. بأن كل الأجهزة الأمنية الفلسطينية تقوم بعمل واحد ووظيفة واحدة فقط لاغير.. ألا وهي منع أي إنسان يهرب أسلحة أو يريد أن يستعمل هذه الأسلحة سواء في الأراضي الفلسطينية أو في ” إسرائيل”.. ويضيف.. هذا هو شغلها الشاغل الذي تقوم به الأجهزة الأمنية.. ويتابع.. وهذا.. وأنا لا أخفي سرا.. بالتعاون الكامل بيننا وبين الأجهزة الأمنية الإسرائيلية.. وبالتالي هذا كل ما نستطيع أن نعمله بإمكانياتنا المحدودة.. وبقدراتنا المحدودة نقوم بكل ما نستطيع.. انتها ما ورد على لسان أبو مازن في المقابلة المسجلة مع التلفزة الإسرائيلية …!!

رابط للمقابلة:

نعم هو الإقرار من قمة هرم السلطة بالتعاون والتنسيق الأمني مع الإحتلال.. هذا التنسيق الأمني الذي يحفظ فقط أمن الإحتلال.. وهذا الذي أراده دايتون.. وأرادته دولة الإحتلال.. هو حماية أمن الإحتلال بالمجان.. دون مقابل.. والذي بقي ينكره البعض.. ويدافع عن عدم صحته البعض الآخر.. في كل مرة عندما كان يطرق هذا الموضوع.. والنتيجة من هذا العمل المشترك مع أجهزة القتل الإسرائيلية.. إنما هو حصد المزيد من المستوطنات والأسرى.. والإستمرار بسرقة الأرض وبناء سور الفصل والضم العنصري.. وتهويد القدس وإفراغ الأرض من أصحابها.. ووظيفة الأجهزة التي تدعى أجهزة أمنية هي موجودة لكي تحمي أمن المواطن الفلسطيني.. وليس كما أقر بملئ فيه رئيس السلطة محمود عباس أبو مازن.. هي فقظ وظيفة واحدة وهي أن لا تسمح لأي إنسان أن يزعج أمن دولة الإحتلال.. ويتم ذلك بالتعاون مع أجهزة الإحتلال والأجهزة الأمنية الأمريكية.. ويوظفون لذلك كل الإمكانيات والقدرات التي يمتلكونها.. في منع توفير سبل المقاومة للشعب الفلسكيني بل ومطاردة وملاحقة ومعاقبة كل من يخرق هذه السياسية …!!

نحن نعتقد أن طرح هذا الموضوع بهذه الصيغة الفجة التي لا يمكن أن تقبل التأويل.. يأتي في مرحلة تمرير خطة كيري التي طبخت على نار هادئة في البيت الأبيض.. وذلك دون شوشرة إعلامية أو تصريحات من هنا وهناك.. خوفا من التحرك الشارع الفلسطيني … لتكن جاهزة للتطبيق تماما كما تم في التوقيع الفلسطيني على مشروع قناة البحرين.. والتي تمت الموافقة عليها مع الإحتلال دون علم الشعب الفلسطيني.. وتم التوقيع عليها باسم الشعب دون معرفته.. ولم يسمع حتى بالمفاوضات التي تمت حولها ولا أية تفاصيل…!!

وتأتي هذه الصيغة في مخاطبة الشعب الفلسطيني من خلال شاشات التلفزة الإسرائيلية.. ليوصل رسالة لمن تراوده نفسه أن يفكر في مقاومة الإحتلال.. بأن أجهزتنا الأمنية ليست لوحدها .. بل تساندها الأجهزة الأمنية الإسرائيلية والأمريكية.. وهي تضرب بيد من حديد.. فحذاري لمن تسول له نفسه بأن يقدم على خطوات تعكر صفو ما سيمرر من مشروع قادم .. جوهره شطب العودة ويهودية الدولة وكيان فلسطيني لا يرتقي إلى مستوى بلدية بدون سيادة…!!

ويأتي هذا الطرح بهذه الصراحة التي تقيم في ميزان حركات التحرر العالمية تقيما واضحا لا لبس فيه.. في ظل غياب قوة عربية فاعلة مؤثرة تمنع هذا التدهور الحاصل.. بل يأتي هذا الطرح والأمة ممزقة والكل يبحث عن رغيفه في الدواليب المختلفة…!!

كما ويأتي هذا الطرح كإعلان صريح وواضح.. وإقرار للعالم كله بتخلي الفلسطينيين عن مقاومة الإحتلال بالسلاح.. وهذا شطب لما انطلقت به الثورة الفلسطينية من مبادئ ومنطلقات وأسس .. وقدمت عبر المسيرة النضالية جيوشا من الشهداء..!!

وهذا تخل واضح بأن لا مشروع لدينا للتحرير سوى الإستمرار في خوض مفاوضات عقيمة.. أثبتت عبثيتها وهي غطاء للإحتلال بالإستمرار في عدوانه على الشعب الفلسطيني…!!

وهو إذعان لمطالب الإحتلال بشطب كل ما له علاقة بالتحرير من حركات وفصائل.. وصولا لمنظمة التحرير الفلسطينية.. والإكتفاء بالسلطة والدولة العضو المراقب في هيئة الأمم.. وهي غير الموجودة سوى على بعض الصفحات …!!

وإلا كيف يكون التحرير دون مواجهة ومقاومة مع الإحتلال وبكل أشكالها…؟!

وكيف يكون التحرير بمثل هذه الرسائل والتطمينات للإحتلال بهذا الشكل الواضح.. بأن يستمر قطعان المستوطنين بعدوانهم المسلح على أبناء شعبنا.. فلا من يردعهم ولن نسمح لأحد أن يردعهم.. لأن ردع العدوان الإسرائيلي المسلح لا يكون على هذه الشاكلة وبتبني هذا الطرح وملاحقة المقاومين…!!

فهل سمعتم بالصوت وشاهدتم بالصورة ما هي وظيفة الأجهزة الأمنية الفلسطينية.. وظيفتها صفيا وفعليا.. وهي كما وردت في هذه المقابلة…؟!

هل لكم أن تساعدونا في فهم المصطلح اللغوي والوظيفي لمعنى الأجهزة الأمنية في بلد يحترم نفسه ومواطنيه..؟!

أي أمن تحفظ هذه الأجهزة الأمنية حسب ما نسمع ونشاهد بالصوت والصورة ..؟!

هل يعقل أن تكون وظيفة كل هذه الأجهزة التي تسمى أمنية.. فقط وكما قال محمود عباس أبو مازن رئيس السلطة الوطنية.. بأن لها وظيفة واحدة وعمل واحد.. هو منع تهريب الأسلحة …!!

وبهذا الطرح والنهج يتم اتهام كل قوى التحرر في العالم في سعيها لتأمين السلاح بأنها تمارس التهريب.. وبأن مقاومة الإحتلال في توفير سبل المقاومة تعتبر تهريبا.. والمقاوم أصبح مهربا.. والتهريب هو مصطلح مشين ومعيب ويستخدم للمهربين الذين لا يخضعون للقانون.. وهم دوما تحت المطاردة والملاحقة والمراقبة.. وفي معظم الأحيان يهربون ما هو ليس مباحا ومسموحا.. وهو يكون من الممنوعات والمحرمات…!!

لماذا تحرم على الفلسطيني إدخال السلاح لمواجهة الإحتلال.. وتسميه تهريبا للسلاح.. بينما قطعان المستوطنين يدججون بالسلاح وتزويدهم به لا ينقطع لحظة واحدة.. ويعيثون في الأرض فسادا.. عداك عن قوات الإحتلال التي تستبيح بقوة سلاحها كل المحرمات …!!

ألا يكفي ما يقوم به الإحتلال بكل أجهزته العدوانية لكبح جماح المقاومة.. والمزيد من الإذلا للشعب الفلسطيني…؟!

إن هذا الطرح وهذه الممارسة.. تخلق واقعا إجتماعيا جديدا.. بعيدا عن المجتمع الفلسطيني المعهود.. حيث سيولد الضغينة والحقد والأخذ بالثأر بين شرائح المجتمع العربي الفلسطيني .. ويزيد من الأمراض الإجتماعية مما يؤدي إلى تفسيخ المجتمع وانسلاخه عن ذاته…!!

لا نريد سماع تبريرا لما شاهدناه وسمعناه.. بأن المعادلة قد اختلفت.. وأن الدنيا قد تغيرت .. وأن الإقليم غدا بشكل آخر.. وأن المجتمع الدولي لا يسمح بممارسة العنف.. ولا يمكن أن يقبلنا الغرب ولا الشرق إن لم نتخلى عن المقاومة المسلحة… ولم تعد هناك حركات تحرر في العالم تساندنا وتدعمنا… وأصبح العالم أحادي القطب …!!

هذه اسطوانهة مشروخة.. وهذا كلام العجز وقلة الحيلة.. وتبريرات لم تعد تنظلي على شعبنا لتمرير المشروع المسخ.. ولا نريد أن نضرب هنا الأمثلة كيف تحررت الشعوب من المحتل .. بأبسط سبل المقاومة.. لأن الإرادة قد توفرت في دحر الإحتلال.. وأن القرار قد اتخذ في الإنحياز لإرادة الشعب… ولأن القيادة سبقت شعبها في التضحية والبذل والعطاء وتقدم صفوف المقاومة وليس صفوف المقاولة…!!

لن يزعجنا هذا الكلام إطلاقا.. لأننا نؤمن بأن شعبنا ومعه كل أحرار العالم.. لن يقبل ببقاء الإحتلال.. ولن يقبل بالخنوع والتذلل سبيلا في المطالبة بحقوقه.. فكل القوانين والشرائع والتجارب والتاريخ والأمثلة تطمثننا.. بأننا بمضي كل يوم .. نكون للعودة والتحرير أقرب.. ويا جبل ما يهزك ريح…!!

د.م. احمد محيسن ـ برلين

مقالات ذات صلة