المقالات

ستبقى ما بقينا حياً فينا.. يا راحلاً عنا وباق فينا.. يا أبا الوحدة الوطنية يا أبا عمار…!!

ستبقى ما بقينا حياً فينا.. يا راحلاً عنا وباق فينا.. يا أبا الوحدة الوطنية يا أبا عمار…!!

لقد دسوا لك أسلحة الدمار الشامل.. أسلحة بحجمك وبمقاسك.. لم تستخدم بعد إلا في الحروب العالمية.. ولا تصنع إلا في المفاعلات النووية…!!

د.م.احمد محيسن ـ برلين

إن شهر نوفمبر.. يعني لنا الكوارث والنكبات.. حيث يتم الآن وفي نوفمبر أيضاً السير قدماً في تهويد القدس والإعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى والمقدسيين.. مرورا بتقسيمه ووصولا لهدمه.. وكان في نوفمبر وعد بلفور المشؤوم والتقسيم لفلسطين.. وفي نوفمبر تم اغتيال الشهيد القائد أبو عمار .. وفي نوفمبر كان العدوان والحرب على أهلنا في قطاع العزة غزة في 18/11/2012 …!!

إن تاريخ 29/ 11/ 1977 هو اليوم الذي أقرته الأمم المتحدة يوما عالميا للتضامن مع الشعب الفلسطيني.. وهو شعورا من هذه المؤسسة بالذنب الذي اقترفته تجاه شعبنا وساهمت بنكبته وتشريده من دياره…!!

إنه في يوم التضامن العالمي مع شعبنا الفلسطيني المناضل..حيث نستذكر سرقة الأرض الفلسطينية بسطو مسلح وطرد أهلها منها وتشريدهم.. ونستذكر آلامه وجراحه وتشرده ونكباته المتجددة خاصة في في مخيمات المهجر والشتات.. وقد أصبح البحر مقبرة لهم.. وهم يفرون من الموت إلى الموت…!!

وإنه في مثل هذا اليوم نستذكر معاناة أهلنا في قطاع غزة العزة.. ولا يمكن لمكونات البشرية أن تصمد أمامها.. ويجب العمل على فك الحصار المزدوج والمستمر بوتيرة تزداد يوما عن يوم على أهلنا هناك.. ونستذكر معاناة أهلنا في الضفة الغربية المحتلة وأهلنا المدافعين عن أرضنا المغتصبة في القدس.. والداخل الفلسطيني.. نستذكر كل فئنات أبناء شعبنا المتضررين والمنكوبين.. وأسرانا ومعتقلينا الصامدين في غياهب السجون.. الذين خاضوا معارك الأمعاء الخاوية.. تحريرهم فرض عين علينا.. لهم تحية إجلال وإكبار.. هم إخوتنا.. وتحريرهم فرض عين علينا.. وإليهم تنحني قاماتنا…!!

وفي هذا اليوم نستذكر ثوراتنا المجيدة.. وما علمتنا إياه من مبادئ ومنطلقات.. علمتنا الثورة إخوتي وأخواتي.. أنه عندما يذكر الشهداء.. نستحضر بطولاتهم وتضحياتهم على طريق التحرير.. من أجل نيل الحرية والإستقلال.. ونستذكر العهد والقسم …!!

في يوم التضامن العالمي مع شعبنا العربي الفلسطيني الباسل.. وفي ذكرى قرار التقسيم لفلسطين.. نؤكد على ضرورة رص الصفوف لأبناء أمتنا ووحدة صفهم.. كفانا تشرذما وانقساما.. لأننا بوحدتنا سنكون للتحرير والعودة أقرب.. وللإحتفال بالإستقلال الحقيقيي أقرب.. إنه وفي هذا المقام فإننا نجدد الدعوة إلى الوحدة الوطنية الحقيقية كخيار وطني وأخلاقي لا مناص من تحقيقه..!!

وفي هذا اليوم نؤكد على عروبة فلسطين من نهرها إلى بحرها.. بزيتونها وبرتقالها وحنطتها وبذرات ترابها.. ببحرها وسمائها وصحرائها.. بسهولها وجبالها وساحلها.. بمدنها وقراها ومقدساتها.. بكبيرها وبصغيرها.. ونؤمن بأن التحرير والنصر قادم.. والعودة أكيدة أكيدة.. هذه هي عقيدتنا.. نعم.. هذه هي عقيدتنا.. ولن نتزحزح عنها قيد أنملة.. سنرجع يوماً إلى حينا.. ويا جبل ما يهزك ريح.. واللي مش عاجبه يشرب من بحر غزة.. نحن على عهد الأوطان محافظين.. هذه فلسطيننا تسكن قلوبنا وقلوب أبنائنا… عائدون عائدون.. عائدون ..!!

وفي 11/11/2004.. حلت كارثة اغتيال الصهاينة الأخ الشهيد القائد أبو عمار رحمه الله.. ونحن نحيي اليوم الذكرى السنوية العاشرة على استشهاده.. والذي أسقطوا غصن الزيتون من يده وغيبوه.. وما زلنا ننتظر كشف ملابسات اغتياله.. والإجابة على الأسئلة التي بقيت مفتوحة لغاية هذه اللحظة.. ونطالب قيادات الشعب الفلسطيني بعد صدور نتائج التحاليل المخبرية الدامغة .. بوقف المفاوضات مع الإحتلال التي أثبتت عبثيتها بشهادتهم.. وشكلت للإحتلال غطاء بالإستمرار في عدوانه وبناء المستوطنات وتهويد الأرض.. والعمل على انعقاد مؤتمر دولي ليتحمل العالم مسؤلياته حول ما يقع من ظلم على شعبنا.. كما ونطالب بتدويل عملية كشف ملابسات اغتيال الشهيد القائد..وبالتوقيع الفوري على معاهدة روما وميثاقها.. والتي يجمع على التوقيع عليها كافة قطاعات الشعب الفلسطيني.. لملاحقة الجناة وتقديمهم للعدالة الدولية.. فهذا أمر متاح وناجع ولا يمكن الإستمرار بتجاهله بهذا الشكل.. فاغتيال الأخ الشهيد أبو عمار هو بمثابة اغتيال للقضية الفلسطينية.. وما اقترفه الإحتلال في غزة لهو جريمة حرب وجريمة ضد الإنسانية…!!

الأخ الشهيد القائد ياسر عرفات.. أبو عمار.. الختيار.. القائد الرمز.. أبو المقاومة والإنتفاضات والكتائب.. جذور شجر الزيتون في فلسطين..!!

لا تتوقعوا أنه من السهل علينا اختصار حياة الشهيد القائد في سطور وفي دقائق.. هو الزعيم الأبرز للشعب الفلسطيني.. وتجسيدا لكل ملامح القضية الفلسطينية.. وهو العلامة الأبرز في صنع محطاتها.. قائدا ملهما.. وثوريا مستكشفا لمعالم الطريق..!!

ونذكر بما قاله الدكتور أحمد الطيبي في برلين عندما تمت دعوته إلى برلين لإحياء هذه الذكرى.. حيث قال ” مثير هو ذلك المشهد الذي تبكي فيه الشعوب العربية دما لتغيب زعماءها بينما الشعب الفلسطيني يبكي دما لغياب زعيمه”.. …

عشر سنوات مضت والألم يعتصر قلوبنا.. يعيش بيننا وفي تفاصيل حياتنا.. قائدنا وزعيمنا وقدوتنا وشهيدنا.. سنبقى نبكيك ونحيي ذكراك.. فأنت الحي بتاريخك وعطائك ورمزيتك.. فأنت أكبر من المهرجانات والإحتفاليات والندوات والإستقبالات والإستعراضات.. وتاريخك الشامخ.. لا يزيده احتفالا ولا مهرجانا ولا استقبالا هنا أو هناك.. والوفاء لك يكون بالسير على نهجك وخطاك وتمسك بالثوابت وبالمقاومة لدحر الإحتلال.. ومن أجل ذلك انطلقت ثورتنا المجيدة…!!

يا صانع المجد.. لك المجد.. ولن ننسى عهدك.. والمهرجان العالمي.. هو يوم تحتضن جسدك الطاهر أرض مدينة القدس المحررة التي أحببت…!!

ياسر عرفات أبو عمار.. يا أطول الفصول في حياتنا.. وأحد أسماء فلسطين الجديدة.. لقد أغلقت برحيلك الباب على مرحلة كاملة من مراحل حياتنا.. قائدا خالدا.. هو الرمز الفلسطيني والثوري الكبير.. صاحب الكوفية والزي العسكري.. حامل غصن الزيتون والبندقية.. يا سيف صلاح الدين…!!

لم نحتاج يوما أكثر من أن نقول لك الأخ القائد أبو عمار.. صادقة من أعماق القلوب خارجة لا لبس في شموخها.. سنبقى الصامدين.. وللعهد والقسم حافظين…!!

تبتسم وتصافح.. تعانق وتقبل الجميع.. صانع الوحدة الوطنية الحقيقية.. دع ألف زهرة تتفتح في البستان الفلسطيني .. تعبيرا عن قناعتك بتعدد الآراء.. ويا جبل ما يهزك ريح.. تعبيرا عن التمسك بخيار المقاومة والصمود و التضحية…!!

كبير بتسامحك وبعطفك وبتحليقك عاليا نجم بدون منازع في سماء الحرية.. لم تلمهم أبدا لأنهم خذلوك.. بل كنت تجد لهم الأعذار.. رغم غضبك عليهم لتقصيرهم.. حتى في رحيلك أحرجتهم حتى أمام أنفسهم…!!

يا أيها القائدُ الوالد.. يا من ودعناك .. شهيدا..شهيدا ..!!

يا أيها النهج الثوري الوطني المقاوم.. يا من ناورت المصير.. وأمنت مرحلة ووضعتها بين يدي الأجيال من شعبك.. تبدأ وتنتهي من ضرورة كسر ما بنى الصهاينة في شعاراتهم وسياساتهم.. وأول هذه الأساطير خرافة الكبار يموتون والصغار ينسون.. يوم قلت للعالم بأسره بأنا.. لسنا لاجئين.. بل من أجل الحرية مقاتلين.. شعاراتك هي الوصية الأوضح في نهج وأسلوب حياتك وطريقتك ..!!

يا أيها الشامخ الصامد المارد.. نعم إنها القدس تماما كما قلت يوما.. هبت رياح الجنة في الكرامة..يا من اختصرت الوصية.. بقولك على القدس رايحين شهداء بالملايين.. يا قائد وفارس شعب الجبارين.. يا شهيد الأقصى وشهيد فلسطين.. يا من رحلت لتبقى فينا حيا.. أسطورة..!!

يا من لم تسكن القصور الفخمة وتلبس الحرير.. عشت زاهدا بين الدين والقضية العادلة.. وبكتك الملايين…!!

ستبقى لنا الأب وتبقى لفلسطين الختيار.. فكيف لنا إلا نفديكَ غوالينا.. ونحدث عنك الأبناء والأحفاد…؟!

أبا عمار.. يا قاهر موفاز وشارون…!!

يا صاحب اللائات في قرن الإملاءات والإرتماء.. رفضت رضاهم.. ولكنك نلت احترام وتقدير شعبك ورضى ربك.. يا من رحلت وترجلت بشموخ الشهداء.. يا من رحل ورفض التسليم بالحلول المنقوصة.. يا من لم تكن للزعامة وارثا.. ولا أتيت محمولا على دبابة الأجنبي ..أو عبر انقلاب عسكري.. يا من له هيبة الأحرار حتى في الرحيل إلى الرفيق الأعلى.. يا من أتيت فدائيا مجاهدا مقاوما وشعبك من حولك.. يا آخر من بقي على الكرامةِ.. يا من لوحتَ بغصن الزيتون وبندقيةِ الثائر.. وقصدتَ الممكنَ في الزمنِ العربي الخاذل المتخاذل المنبطح.. يا وطننا الكبير.. يا منبع النماء والنقاء والصفاء.. يا ذاكرة ووجدان فلسطين.. يا أيها الأغنية والشجن واللحن الثوري.. يا أيها الثبات والمبادئ والحق اليقين.. يا أيها العشق الجنوني لفلسطين.. إنهم يدركون تماما بأنهم الخاسرون.. ويدركون بأن الحق حتما لأهله سيعود.. وإنا بإذن الله لمنتصرون ولعائدون عائدون…!!

يا أبا عمار .. يا أبا الثوار .. يا أبا الفدائيين..!!

فقد انقضى عصر الزعامة بعدك.. علمتنا أن لا نتخلص من ذاكرتنا.. ولا نغير مبادئنا.. يا من سألت الله الشهادة صادقا فأعطاك إياها.. شهيدا شهيدا شهيدا.. فلم يخلو الدرب والمسيرة من المتسلحين بالخديعة والكذب.. فكان الجواب الكرامة وعيلبون وبيروت وعرينك في المقاطعة.. حاصروك وطاردوك وقصفوك.. واستعصى عليهم القائد.. فلجئوا للمكر والخبث.. ودسوا لك أسلحة الدمار الشامل.. أسلحة بحجمك وبمقاسك.. لم تستخدم بعد إلا في الحروب العالمية.. ولا تصنع إلا في المفاعلات النووية…!!

مدننا وقرانا ومخيماتنا الفلسطينية.. تجللت بالسواد حدادا على روحك الطاهرة.. ثلاث قارات شهدت رحيلك.. وزعامات الدنيا شيعتك.. وأبيت إلا أن تحلق فوق غزة العزة.. لتودع أهلك هناك الوداع الأخير.. وحملك شعبك على الأكتاف في مشهد لن يشهد التاريخ لمثله مثيلا…!!

يا أيها الفارس المغوار.. يا أبا عمار..!!

نقسم أنا لن نساوم في كرامتك.. ولن تذهبك دمائك هدرا.. وستبقى فينا خالدا شامخا تتعالى.. مخطوطا في قلوبنا وعلى راياتنا.. ونقسم أنا على العهد والقسم.. لن نركع.. وسنبقى سنبلة فلسطين.. ودرعا على أبواب مقدساتنا.. وسنبقى لفلسطيننا الفتح المبين.. وسنأتيها فاتحين محررين.. رياحا عاصفة وبراكين…!!

يا أيها القائد الأخضر.. يا أبا عمار…!!

شهيدا شهيدا شهيدا.. تصافح أبو جهاد والشيخ احمد ياسين وأبو إياد وأبو علي مصطفى والشقاقي وأبوشنب والرنتيسي.. وبقيه شهداء أمتنا الأبرار.. وهم منارتنا وهم كثر وهم الأفضل منا جميعا…!!

اغفر لنا عجزنا وتقصيرنا وقلة حيلتنا.. ونحن لا نستطيع أن نوفيك حقك.. فلن نقدر على أن نقول كل ما يمكن أن يقال فيك يا ختيار.. فقد ترقرقت الدموع في المآقي…!!

تاريخا حافلا بالعطاء.. عشت واستشهدت من أجل فلسطين.. عشت تحلم بالقدس… نعاهد الله و نعاهدك.. أن نبقى لشعبنا وقضيتنا ولمقاومتنا أوفياء.. فلسطين أولنا وآخرنا.. فلسطين بيعتنا وعهدتنا.. فلسطين قبلتنا ووجهتنا.. لن نساوم ولن نهادن.. فالعهد هو العهد.. والقسم هو القسم.. وإنا بإذن الله لمنتصرون…!!

مقالات ذات صلة