المقالات

لا أسف على ذهاب السلطة .. فهي أصلا بلا سلطة..!!

ما هو الأمر الجديد الذي طرأ على ابو مازن واكتشفه .. والذي سيدعوه ليكرر ما بقي يقوله بأن إسرائيل قد افشلت كل الجهود لإنجاح المفاوضات والتي اكتشف عبثيتها ابو عمار واستمر ابو مازن في السير بها .. ولم يلتفت للخيارات الاخرى المتاحة والممكنة للتصدي للإحتلال.. رغم كل الموبقات التي أرتكبها الإحتلال بحق شعبنا ومقدساته.. ويستمر بفعلها دون ادنى رادع رسمي من السلطة .. غير اللفظي منها والتي يستهتر بها الإحتلال ولا يصدقها شعبنا..؟!

وهل يحتاج ابو مازن لكل هذا الوقت ليكتشف الحقيقة المرة .. بأن اللعبة قد انتهت وقد سقطت أوراق التوت .. ولم يعد من شيئ يقدمه عباس للإحتلال غير التنسيق الأمني .. لانه فقد السيطرة على الشارع الفلسطيني المنتفض لكنس الإحتلال ومعه ايضا التنسيق الأمني…؟

احمد محيسن ـ برلين
احمد محيسن ـ برلين

وهل هناك من سيصدقه او يقبض كلامه إن كرر التهديدات اللفظية بتغيير العلاقة مع إسرائيل.. وغيرها من القرارات التي لم تنفذ أصلا واصبحت أسطوانة مشروخة .. وتعود شعبنا على سماعها وكانت كلها فقاعات صابون..؟!

وهل سيستطيع عباس ان يحقق إنجاز حكومة وحدة وطنية حقيقية وإجراء انتخابات بعدها.. ؟!

وهل ما زال يملك القدرة والأدوات والنفوذ لتحقيق ذلك بعد ضياع الفرصة والوقت وتعميق الشرخ وفقدان البوصلة..؟!

إن عقلية وقناعات ابو مازن وممارساته لا تؤشر لذلك .. ولا يمكن ان تؤهله لكي يستقيل استقالة نافذة فورًا.. أو حتى ان يقترح نائبًا له في “فتح” والمنظمة… فماذا سيكون مصيره بعد ذلك وهو لم يرتب اوراقه للوصول الى هذه اللحظة ..؟!

وهل هناك من شخصية فلسطينية بعد هذا الخراب الذي حل في المؤسسة الفلسطينية بفعل فاعل تستطيع ان تتولى مسؤوليات السلطة المنهارة والممزقة إلى حين إجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية وعقد المجلس الوطني ..؟!

وهل هو أصلا ممكنا ان يتم انعقاد للمؤسسات الفلسطينية على طريق تفعيلها وبث الروح فيها و إعادة تشكيلها .. وهي التي ذابت وتبخرت وبقي فقط ابو مازن هو فيها وحده الآمر الناهي وصاحب القرار .. وهي المجلس الوطني والتشريعي والتنفيذية والمركزية …!!

وهل سيكون ذلك ممكنا حتى لو أراد عباس ذلك في ظل الإنقسام وانعدام الموارد المالية لذلك …؟!

إن الخلاف العميق بين اعضاء مركزية بيت لحم والذي ظهر جليا وتفجر على شاشات فضائية تلفزيون فلسطين بداية هذا العام .. كان أصلا منذ اليوم الأول موجودا .. ولكن تفجيره قد تأجل طوال هذه الفترة بشكل علني وعلى الفضائيات .. فقد كان الوضع الداخلي في مركزية بيت لحم يعيش في غرفة الانعاش .. ومعلق على مصل المضادات الحيوية ليبقى فقط يتنفس.. لأن ما بني على باطل بالتأكيد ستكون نهايته حتمية …!!

نعتقد بأن الحل الأفضل هو العودة لصيغة منظمة التحرير وإعادة تشكيلها على أسس ديمقراطية حقيقية بعيدا عن المحاصصة وعلك الكلام .. لتضم الجميع .. ولحين ذلك يتم على الفور تشكيل قيادة موحدة مرحلية للمنظمة تعد لتسديد استحقاقات احياء المؤسسات الفلسطينية .. والتخلص من وزر السلطة وتحميل الإحتلال مسؤلياته .. والعمل على التحشيد الشعبي والجماهيري للإنتقاضة وتبنيها على كافة المستويات.. لتنخرط فيها كافة قطاعات أبناء شعبنا.. وتستمر الثورة والنصر لشعبنا ولفلسطين ..!!

د. احمد محيسن – برلين

مقالات ذات صلة