المقالات

مؤامرة شطب حق العودة مستمرة

مؤامرة شطب حق العودة مستمرة

عماد العيسى — اعلامي

عاد الحديث من جديد وبشكل تنفيذي هذه المرة عن موضوع اللجوء الفلسطيني وحق العودة , هذه العودة التي كانت ولا زالت العقبة الرئيسية في مشروع التسوية المعهودة , فلو تناسينا الافكار التآمرية الخاصة بهذا الموضوع ما قبل قرارات القمة العربية التي عقدت في بيروت وتم طرح مبادرة ( الملك عبد الله بن عبد العزيز، والذي كان ولياً للعهد آنذاك، خلال تلك القمة التي انعقدت في بيروت في مارس 2002 , فيجب علينا ان نعود الى تلك القمة وما صدر عنها من ما يسمى مبادرة الملك عبد الله للسلام وتحديدآ فيما خص الآجئين وحق العودة والتي جاء فيها وتحديدآ البند الخاص بهذا الموضوع :

التوصل إلى حل عادل لمشكلة اللاجئين الفلسطينيين يتفق عليه وفقاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الرقم 194.

ضمان رفض كل أشكال التوطين الفلسطيني الذي يتنافى والوضع الخاص في البلدان العربية المضيفة.

سنعود لنبحث هذه البنود والقصد منها ولكن لا بد من الاشارة الى ان هذه المبادرة جاءت بمثابة استكمال للمبادرات السابقة ولكن على ما يبدو ان هذه المبادرة بدأت بالتطبيق العملي على الارض ومن هنا دعونا نستعرض سويآ بعض هذه التطبيقات منذ العام 1990 وتحديدآ بعد احتلال الكويت من قبل الجيش العراقي وما نتج عنه بالموضوع الخاص بالفسطينيين عندما تم تهجيرهم والذين كان عددهم يُقدر حتى عام 1991 بحوالي 400,000 فلسطيني، إلاّ أن هذا العدد تقلص اليوم لأقل من 60,000 فقط بعد حرب الخليج الثانية، نتيجة لموقف قيادة منظمة التحرير الفلسطينية ودعمها للعراق في غزوه للكويت في ذلك الوقت والنتيجة ان اكثر من ثلاثمائة الف فلسطيني هجروا مرة اخرى الى دول العالم واكثرهم الى امريكا الجنوبية ان كان البرازيل او غيرها .

بعد ذلك ولنفس النتيجة ايضآ تم تهجير الفلسطينين من العراق بنفس الحرب ولكن هذه المرة بعد تحرير الكويت واحتلال العراق من قبل القوات الاطلسية مع العلم ان عدد الفلسطينيين في العراق كان في ذلك الوقت غير واضح منذ حرب العراق عام 2003، وذلك بسبب هجرة الكثير منهم إلى خارج العراق خشية تعرضهم للإضطهاد، أما تقدير تعداد فلسطينيي العراق الذين كانوا يعيشون في العراق منذ عام 1948 إلى اليوم فهو 34,000 نسمة تقريبا , مع الاشارة الى ان معظمهم هاجر ايضآ الى دول امريكا الجنوبية والى اوروبا .

اما في ليبيا فالوضع ايضآ مشابه لما جرى في الكويت والعراق , فهم هجروا او قتلوا او اعتقلوا وبشكل اوضح نكل بمعظمهم من قبل بعض المجموعات المسلحة

وطبعآ بأوامر خارجية واضحة البصمات والمعالم مع العلم ان أعداد الفلسطينيين في ليبيا وصلت في لحظاتها القصوى إلى ما يقارب خمساً وسبعين ألف شخص، مع العلم أن أعدادهم الآن تقارب الخمسة وعشرين ألف شخص موزعين على مدن ليبيا بحسب توافر شروط العمل والفرص، علماً أن أكثر من نصفهم من أبناء الضفة الغربية وقطاع غزة، والنصف الثاني من أبناء اللاجئين الفلسطينيين في سورية ولبنان والأردن. في سوريا الطامة الكبرى الفلسطينيون في سوريا هم جزء من الشعب الفلسطيني الذي لجئ من فلسطين إلى سوريا بعد النكبة عام 1948. ويشكلون اليوم جزءاً من نسيج المجتمع السوري، إذ يبلغ عددهم قرابة 581,000 نسمة، يحملون وثائق سفر خاصة باللاجئين الفلسطينيين في سوريا. ويتمركزون في مخيم اليرموك في دمشق. بالإضافة إلى مخيمات ومناطق متعددة والمشكلة ان معظم هذه المخيمات قد تم تدميرها بشكل نهائي مثل مخيم درعا او مخيم الرمل في اللاذقية وكذلك الامر باقي المخيمات واخيرا وليس آخرآ مخيم اليرموك وهو اكبر المخيمات ويعتبر عاصمة اللجوء بالنسبة للفلسطينيين وهو ما زال حتى اليوم في طور التدمير رغم ان معظم سكانه قد هجروا وتجدر الاشارة هنا ان الكثير الكثير منهم هاجر فعلا ووصل الى الدول الاوروربية او الاسكندنافية واولها السويد , وهنا تصل الى نتيجة ان الفلسطيني الذي كان يعيش بشكل منصف ولا يوجد اي فرق بينه وبين السوري الذي يعيش على ارضه تمت ملاحقته من قبل اصحاب المشاريع التسووية خوفآ من المستقبل وبالتأكيد وجدوا فرصة من خلال ما يجري في سوريا من احداث امنية لانه لولا تلك الاحداث لما استطاع اصحاب المشاريع من تنفيذ اي شيء منها وهنا يتبادر الى الاذهان هل كان الموضوع الفلسطيني في سوريا ايضآ احد الاهداف الحقيقية لما يجري من احداث في سوريا ؟ الفلسطينيون في لبنان هم جزء من الشعب الفلسطيني الذي لجئ من فلسطين إلى لبنان بعد النكبة عام 1948. يبلغ عددهم قرابة 544,000 نسمة، يحملون وثائق سفر خاصة للاجئين الفلسطينيين في لبنان ومن هنا نبدء لنصل الى نتيجة ان في لبنان الوضع مزر بالنسبة للفلسطيني من كل النواحي مع العلم ان موضوع مؤامرة شطب حق العودة هو موضوع اول ما بدء كان في لبنان انطلاقآ من الحرب اللبنانية الاليمة والتي كان الفلسطيني وقودا لها او بالاحرى مشاركا رئيسيا فيها ولكن بالنتيجة هاجر العدد الكبير فمخيم النبطية لوحده وبعد تدميره من قبل طائرات العدو الاسرائيلي هاجر معظم اهله الى المانيا او مخيم تل الزعتر الذي هجر من بقي على قيد الحياة ايضا الى دول اوروبا , ناهيك عن مجزرة صبرا وشاتيلا والتي ادت ايضأ الى تهجير من بقي على قيد الحياة , وصولأ الى مخيم نهر البارد والذي نسف بعد

وصول مجموعات تحت مسمى فتح الاسلام تم استيرادها لهذا الغرض والمفارقة هنا ان ما جرى في مخيم البارد من استيراد هذه القوى يجري في مخيمات سوريا ايضأ , بالعودة الى لبنان الخوف اليوم من استكمال هذا المشروع وهو يطبق بشكل دقيق ويعمل حاليأ بكل الوسائل لفتح معركة في اكبر المخيمات الفلسطينية في لبنان وهو مخيم عين الحلوة ولو استطاعوا انهاء هذا المخيم يكون القيمون على هذا المشروع قد انجزوا اكثر من 90% من مشروعهم الصهيوني

ولذلك يجب الانتباه والحذر بكل ما تعنيه الكلمة بالنسبة لهذا المشروع الذي يمكن ان يتم افشاله من خلال العمل بشكل موحد بين القوى الفلسطينية وبالتنسيق مع القوى الشريفة في لبنان .

اخيرأ يجب ان نعود لما بدأنا به من توضيح لمؤامرة المبادرة العربية والتي كما ذكرنا استندت الى القرار 194 واليكم ما جاء بهذا القرار بالنسبة للفقرة 11 منه .

القرار 194 :11 — تقرر وجوب السماح بالعودة في أقرب وقت ممكن للاجئين الراغبين في العودة إلى ديارهم والعيش بسلام مع جيرانهم، ووجوب دفع تعويضات عن ممتلكات الذين يقررون عدم العودة إلى ديارهم وعن كل مفقود أو مصاب بضرر، عندما يكون من الواجب وفقاً لمبادئ القانون أن يعوض عن ذلك الفقدان أو الضرر من قبل الحكومات أو السلطات المسؤولة .

عماد العيسى — اعلامي

مقالات ذات صلة