المقالات

السيد محمود عباس الأقوى.. وحل مشاكل العالم العربي بيديه

السيد محمود عباس الأقوى.. وحل مشاكل العالم العربي بيديه

ظاهر أحمد عمرو

سيستغرب القارئ الكريم من عنوان مقالتي الجديدة الجديدة لكونه غير مرتبط بأذهان الناس عقلياً ومنطقياً ولكن لنذهب معاً لنحلل ذلك.

أعتقد أن وجود إسرائيل على أرض فلسطين التاريخية هو السبب الرئيسي والأول لكل ما نعانيه من مصائب ومآس في عالمنا العربي، فتدمير العراق وسوريا وما يحدث الآن في مصر والمشاكل مع إيران والفتنة الشيعية- السنية، وكل ما يحصل من خنق للحريات والقوانين الظالمة والوضع الاقتصادي السيئ رغم وجود الثروات الهائلة في العالم العربي، كل ذلك هو ما يمد إسرائيل بالحياة وبقائها في ظل هذا البحر الهادر المكون من مئات الملايين من العرب، ولا يتجاوز عدد الأعداء الصهاينة على أرض فلسطين الـ 6 ملايين شخص، لهو السبب في عدم تحولنا إلى دول ديمقراطية ومستقرة وحرة وآمنة.

كل ذلك التدخل والفتن التي تحدث في عالمنا ودولنا العربية تتم من خلال أدوات وأسباب ومبررات داخلية عربية وبأيدي عربية وإسرائيل ظاهرا بعيدة عن ذلك وكأنه لا يد لها فيما يجري من حولنا.

ولكن السؤال لو كان هذا الكيان غير موجود فهل كنا سنشهد مثل هذا الوضع المأساوي ومثل هذا التشرذم والخلاف!؟

كل ما سبق هو تشخيص للحالة التي نمر بها، فكل المشاكل التي نمر بها سببها تفرغ إسرائيل لنا لخلق الفتن والقلاقل لأنه لا يوجد ما يشغلها على أرض فلسطين، فأي إنسان لا يستطيع أن يواجه مشاكله الخارجية بقوة وحزم إذ كان يعاني من مشاكل داخلية في بيته وفي أسرته. فيكون صعباً ولكن عندما لا يوجد لديه مشاكل مع أهل بيته وأسرته والجميع متكاتف معه فسيواجه المشاكل الخارجية بكل قوة وحزم.

وإسرائيل إذا ما شُغلت بوضعها الداخلي والمتمثل بوجود قلاقل لها جراء احتلالها، وان تدفع ثمن ذلك الاحتلال، فستبقى منشغلة حينها بحل تلك المشاكل.

ولهذا عندما يقتنع السيد الرئيس محمود عباس بأنه أقوى من إسرائيل وحياة هذا الكيان المجرم ومستقبله بيده لأنه صاحب الحق وصاحب الأرض والمظلوم وصاحب القرار في إشعال القلاقل لإسرائيل.

فعندئذ ستتغير الأمور ويصبح كرت التفاوض بيده، وكل ذلك مرتبط بأن يسمح بمسيرات مليونية تنطلق من رام الله تحديداً لرفض الاحتلال وبدون استعمال السلاح او حتى الحجارة، وإنما من خلال مظاهرات سلمية لا تحمل سوى العلم الفلسطيني ولافتات بمئات الآلاف لرفض الاحتلال سرعان ما ستلحق بها كل مدن وقرى فلسطين.

عندها إسرائيل ستتفرغ لحل تلك المشاكل لأنها لا تستطيع مجابهة ذلك إن كان في الداخل أو في الخارج، عندها يقوم العالم العربي كله ومن ورائه العالم الإسلامي والعالم الحر بدعم حق الشعب الفلسطيني في رفضه للاحتلال.

وهذا سلاح بيد الشعب الفلسطيني غير مكلف وجرب في عالمنا العربي حديثاً ونجح في تحقيق أهدافه في منطقتنا، وسيبطل كل عناصر القوة المسلحة لدى هذا الكيان الغاصب.

وبهذه الطريقة سيكون لدى الرئيس عباس كرت قوي للمفاوضات، وكذلك يكون لدى العالم العربي كرت آخر بدل المبادرة التي رمت بها إسرائيل عرض الحائط، وبهذا يستطيع الشعب الفلسطيني أن يحقق هدفه في المرحلة الأولى وهي استرداد أراضيه فيما بعد الـ 67 إلى أن يأتي الله بأمره، وهو الوعد بإساءة وجوه الصهاينة وتتبير ما علو تتبيراً.

وأعتقد أن الأمور في كل من مصر وسوريا وباقي دول العالم العربي ستهدأ ولا يكون مبرر لإشعال الفتن كما هو حاصل الآن. واذا لم يتم ذلك فسنبقى ندور في حلقة مليئة بالكوارث والمصائب والفتن والتي ستلاحقنا يوماً بعد يوم.

وما نراه اليوم شيء بسيط مما سيكون عليه في المستقبل إذا لم يفعل السيد عباس ذلك.

السبيل، عمّان، 14/7/2013

مقالات ذات صلة