المقالات

العدوان الإسرائيلي على سوريا وأولويات الأمّة

العدوان الإسرائيلي على سوريا وأولويات الأمّة

رأفت مرة

قبل أيام قليلة، شنّ الاحتلال الصهيوني غارة جوية على مركز مخصص للأبحاث العسكرية يقع داخل الأراضي السورية، وبغض النظر عن الروايات المتعددة لأسباب حصول هذا الاعتداء الإسرائيلي وتوقيته، وما هي أغراضه واستهدافاته، فإن النظر إلى هذه الجريمة الإسرائيلية تكون من زاوية واحدة، هي زاوية المصلحة العليا للأمّتين العربية والإسلامية، ومقتضيات أمن الدول العربية ومكانة شعوبها، وأيضاً من زاوية طبيعة الصراع مع العدو الصهيوني وخلفيته وأهدافه، ومخططات هذا الكيان ضد أمتنا. فهذا الاعتداء وقع على دولة عربية، لها مكانتها في التاريخ والجغرافيا، ولها تاريخها السياسي الحافل وتأثيرها القوي، وهي دولة تربطها بفلسطين علاقة لا تنفصم.

وهذا الاعتداء هو على شعب عربي له بصماته الواضحة في حضارة هذه الأمّة وحفظ هويتها، وترسيخ أقدامها في المنطقة والعالم، وهو انتهاك لسيادة دولة عربية وازنة وفاعلة، وهي جزء أساسي من الأمّة ومكوناتها، وهو تعدٍّ على أراض عربية وخرق للقوانين الدولية.

ومن ثمّ، فإن التعامل مع العدوان الإسرائيلي على سوريا يجب أن يستند للمرتكزات الآتية:

أولاً: انه اعتداء مدان ومستنكر، يجب عدم القبول به والسكوت عنه، أو غض النظر عن دوافعه وأهدافه.

ثانياً: ان هذا الاعتداء مرتبط بجميع الأشكال والمستويات بفلسطين وبشعبها وبقضيتها وبمقاومتها.

ثالثاً: ان الأحداث والتطورات والأزمات التي تشغل الأمة ودولها، يجب ألا تشغلنا عن قضايانا الرئيسة، وأهمها القضية الفلسطينية المركزية، التي من بين عناوينها مواجهة الاحتلال الإسرائيلي. وان التوترات السياسية الحاصلة اليوم في أكثر من بلد عربي، والحراك الاجتماعي، ومطالب المجتمعات، يجب ألا تحرفنا عن بوصلة المقاومة ومشروع الصمود والمواجهة الذي يرتكز على تحرير فلسطين، وتحرير المقدسات الإسلامية والمسيحية وعودة جميع اللاجئين.

فكفانا انشغالاً بقضايانا الخاصة، عن القضايا التي تمس موقعنا ومكانتنا ودور أمتنا في هذا العالم، فلقد أثبتت مشاريع «لبنان أولاً» و«الأردن أولاً» وغيرها فشلها، وآن الأوان لاستبدالها ب«الأمة أولاً».

رابعاً: على سوريا أن تردّ على العدوان الإسرائيلي بكل قوة، اليوم قبل الغد، فهذا العدوان لا ينبغي السكوت عنه وتجاوزه، ولا يوجد أي مبرر أمام سوريا لعدم الرد، ولا يقبل منها أي عذر، خاصة بعد الانتصارات التي حققها الشعب الفلسطيني ومقاومته، وآخرها معركة «حجارة السجيل» في غزة، وبعد انتصار المقاومة في لبنان.

و«إسرائيل»، اليوم، أضعف من أي وقت مضى، وهي في تراجع أمام مشروع المقاومة، الذي هو الخيار الاستراتيجي الفاعل والمؤثر والقادر على استعادة حقوقنا كاملة، وإلحاق الهزيمة الساحقة بالاحتلال.

السفير، بيروت، 7/2/2013

مقالات ذات صلة