المقالات

فزورة صائب المفاوضات … فاعتبروا يا أولي الألباب …!!

ليتك كنت بين أبناء جيل العودة في العاصمة برلين ومدينة بوخوم في غرب ألمانيا يا صائب عريقات.. لتدرك بأن جيل العودة يزداد إصرارا يوما بعد يوم.. على التحرير والعودة ونيل الحرية والإستقلال.. مثله كمثل كل الشعوب التي تحررت.. وهو يرى فلسطين بعيون ترى الشهداء والأسرى.. ومعاناة التشرد عبر النكبات التي تتجدد.. وقد أصبح البحر الأبيض المتوسط مقبرة للفلسطيني الذي يهرب من الموت إلى الموت…!!

ليتك كنت هناك يا صائب عريقات.. لتدرك أن العودة لا يمكن أن تتحقق في استمرار السير على الطريق التي ترسمها تسيبي ليفني في المفاوضات.. ويبني أسوارها نتنياهو.. ويكرس المستوطنون وجودهم بسرقة المزيد من الأراضي الفلسطينية .. وقد غدت المستوطنات مدن كبيرة.. وحضرتكم .. من مفاوضات إلى مفاوضات.. من أجل التمفاوضات .. ولم تخبرونا على ماذا تتفاوضون.. وما الذي ستحققون …!!

استقال صائب.. لا لم يستقل صائب.. نعم استقال كبير المفاوضين.. لا لم يستقل الكبير.. وعليك أن تحزر وتفزر.. إن استقال من منصبه ككبير للمفاوضين.. أم بقي كناطق باسم كبير وصغير المفاوضين.. ولم يخرج علينا صائب ولو بتصريح واحد.. ليخبرنا حقيقة الفزورة والحزورة …!!

نحن ندرك أن استمرار المفاوضات يعني بالضرورة استمرارا لوجودكم وبقائكم .. تتمتعون بأسماء والقاب تطلق عليكم هكذا.. من رئيس ووزير ومدير ومستشار وسفير ووكيل وكبير وصغير المفاوضين وناطق ونائب وهكذا هي كثيرة هذه الألقاب .. ولكنها على الأرض وفي الواقع لا زون لها ولا قيمة.. والدليل على ذلك هو فقدان السيادة على الأرض.. وعلى كل ما ذكر من مدلوليات الألقاب والأسماء التي ذكرت.. وقوات الإحتلال تستطيع الدخول لرام الله وتقوم باعتقال من تشاء.. وتعيث في الأرض فسادا كما يحلو لها.. والرئيس ينظر من نافذته ويتابع.. والأجهزة الأمنية تختفي ولا ترى منهم من كان بالأمس يزمجر في وجه أهله ويرفع السوط على أبناء شعبه …!!

واستمرار المفاوضات يعني لكم.. الإبقاء على سيلان بل وتدفق صنبور الدعم المالي والرواتب والمعاشات.. ولذلك تصرون على استمرارها.. واستمرارها يعني بالضرورة التهرب من استحقاقات أقلها إعادة بناء المؤسسات الفلسطينية.. التي أدخلتموها البرادات وجمدتموها.. لكي لا يكون هناك مؤسسة تحاسب وتسائل وتضع البرامج وتتابع وتنتخب وتضخ الدماء الجديدة القادرة على العطاء والتجديد .. بدل تلك التي فقد مكونات الأكسجين.. وفي مقدمة تلك المؤسسات هي مؤسسة منظمة التحرير الفلسطينية التي لم تبقون منها غير اسمها.. وتجهزون على ما هو فاعل من مؤسسات جماهيرية في الوطن والشتات…!!

تصرون على استمرار المفاوضات بأي ثمن.. لأن نبض الشارع في واد وأنتم في واد آخر.. فقد تشرف الحضور يوم 1/ 11 / 13 بحضور المهرجان السنوي للتجمع الفلسطيني ألمانيا.. الذي أقيم في العاصمة برلين.. تحت شعار.. القدس تصادر.. وغزة تحاصر.. فلسطينيو سوريا: نكبة تتجدد.. بحضور الدكتور رائد صالح إمام الحرم القدسي قادما من القدس الشريف.. وحضور جمهور غفير.. من كل ألوان الطيف.. ومن مختلف الفئات العمرية.. إخوة وأخوات.. شباب وشابات بعمر أشتال الورود والزيتون.. أطفال يرقصون لفلسطين.. كلمات معبرة.. رسالة وصلت لشعبنا المتعطش لسماعها.. أشبال وزهراوات ينشدون لفلسطين.. تأكيدات أبناء الأمة على التمسك بثوابتنا.. فمن رأى هذا الجيل.. جيل العودة.. يدرك تماماً.. بأن هذا الشعب مصر على الإنتصار والتحرير والعودة …!!

وكذلك ومن مدينة بوخوم الألمانية كان الأحد 3/11 .. حيث جيل العودة هناك.. يرفع العلم الفلسطيني عاليا ويصيح قائلا.. بأن العودة أكيدة.. والتحرير قادم.. وشعبنا كما هو وكما كان وكما سيبقى وعلى مدار الزمان.. كما قال القائد الشهيد ابو عمار.. شعبنا طول عمره اكبر من قيادته.. وفي كل يوم يمضي تتضح الصورة اكثر فأكثر.. بأن شعبنا هو أكبر من هذه القيادة… قيادة لا تقيم وزنا لأبنائها.. وتمضي في سبيل حالها دون مرجعية شعبية.. هذا هو الصائب عريقات مغوار المفاوضات يستقيل ويعود.. وثم يستقبل وثم يعود.. ولا نعلم كيف استقال وكيف عاد.. ولا ندري ما الذي يفعلونه في الغرف المغلقة مع تسيبي ليفني.. وأبو مازن يقود فرقاطاته فقط باتجاه نفق المفاوضات المظلم.. وذلك رغما عن مركزيته التي انبثقت عن بيت لحم.. ورغما عن منظمة التحرير الموجودة بلا مضمون.. وقد أصبحت فقط اسما وشكلا وختما على الورق.. ويذهب للمفاوضات.. رغما عن بقية الفصائل التي لا حول لهل ولا قوة.. بعد ان تم خلع أنيابها وتكلس مفاصلها وسحب أظافرها.. وهي معلقة على مصل الدعم المالي بأمر الآمر الناهي ..!!

والسؤال الذي يتجدد كل يوم … من هو الذي يقرر في رام الله في كل الشؤون الفلسطينية … إلى أين وماذا بعد…؟!

من يفرض نفاذ قراراته هو شخص واحد.. وبلا مرجعيات.. سوى مرجعيات اسمية .. ولا أحد يستطيع أن ينبس أمامه ببنتِ شفة.. ليقول له لا.. لا تفعلها.. لأنه سيجد نفسه في الصباح الباكر دون راتب ودون رتبة …!!

لقد عشنا في ألمانيا أسماء لساسة أبدعوا في العطاء للوطن.. اسماء تجددت عبر تتابع الأجيال.. ومرور السنين.. من آدن أور.. فيلي براند.. هلموت شمت.. غيرهارت باوم.. شتراوس.. هلموت كول.. غينشر.. فيشنفسكي.. مولي مان.. هلموت كول.. شاربنج.. شرودر.. فايغل إلى أوسكار لافونتين.. وهذه أسماء اخترتها عشاوائيا دون ترتيب لحقبة زمنية أو اهمية أو إعجاب.. لكنها كلها أسماء لعمالقة الساسة الألمان .. منهم من قضى نحبه ومنهم من تقدم بالعمر.. والعديد من أمثالهم ما زال قادرا على العظاء.. ولا يوجد واحد منهم يتبوء منصبا سياسيا.. لأن الأجيال تتدافع والديمقراطية تفرز تجدد أسماء وأعلام من يعطون للوطن.. وليس كما هو الحال عندنا في فلسطين .. وعلى سبيل المثال منصب أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير وهذا ليس حصرا.. ما اسم هو هذا الأمين.. وأي فصيل يمثل في المنظمة.. وكم سنة بقي وما زال يحتل هذا المنصب في منظمة التحرير إضافة للعديد من المناصب الأخرى.. وهكذا دواليك .. وكما يقول المثل .. مثله وقيس…!!

إلى متى ستبقون قدرنا… وتجثمون على صدورنا.. كفانا.. حلوا عن سمانا..!!

فما الفرق بين الحاكم في رام الله وأتباعه ومعاونيه ومساعديه ومستشاريه وزمرته.. وبين الحاكم في أية دولة او شبه دولة أو ولاية أو مشيخة أو سلطنة في دول العالم الثالث … أو في الإدغال…؟!

هل بقية الثورة ثورة كما انطلقت في الفاتح من عام 1965 مراكمة ما سبقها من ثورات وقدمت الشهداء على درب التحرير… أم أن الثورة بحاجة إلى ثورة كما قال يوما المرحوم الشهيد صلاح خلف أبو إياد …؟!

حتى أناشيد الثورة الفلسطينية التي كانت تبث عبر أثير صوت العاصفة.. تم شطبها من القاموس…!!

فما الذي أبقوه من الثورة اليوم.. مفاوضات مفاوضات إلى ما لا نهاية.. والأرض تسرق يوما بعد يوم.. والقدس ضاعت والأسرى في ازدياد …!!

أسمعهم يا صائب المهول يا صائب الحياة مفاوضات.. أسمعهم ماذا يقول الأخ المناضل خيري حاتم والأخ المناضل عبد الفتاح عوينات وهم ينشدون في مدينة برلين ومدينة بوخوم الألمانية.. وهم لسان حال الأمة.. يصدحون بالقول.. العودة والتحرير حق كالشمس.. ولن تتحقق عبر المفاوضات مع تسيبي ليفني ومن دار في فلكها …!!

رحم الله الشهيد القائد ابو عمار حين قال.. هذا ضحك على الذقون.. وهذه مفاوضات عبثية.. لقد جربها الختيار واكتشف عبثيتها.. ودفع ثمن تمرده وصموده وثورته ومقاومته لهم … دفع حياته..!!

وكانت إجابته واضحة إبان حصاره في عرينه في رام الله المحتلة.. عندما قالوا له يا ختيار.. غادر واخرج وأنفذ بريشك.. وقد قالها.. شهيدا شهيدا شهيدا.. فماذا تصنعون انتم اليوم بعد اكثر من عشرين عاما من المفاوضات .. كانت وقتا ذهبيا للإحتلال وهو يبني ويوسع المستعمرات والمستوطنات.. إلى أن أصبحت مدنا كبيرة بمعنى الكلمة.. إنكم تلهثون خلف سراب اسمه المفاوضات.. ونتنياهو يكيل لكم الصفعة تلو الأخرى.. كلما أراد ذلك وأينما أراد ذلك .. وهو لا يتوقف عن فعلها …؟!

فقصروا الطريق عليكم.. وطريق التحرير واضح .. عرفته الشعوب كلها التي نالت الحرية والإستقلال.. وانطلقت الثورة من أجل التحرير.. وفي ذلك فليتنافس المتنافسون .. وكما قالها صاحبنا المغدور.. يا جبل ما يهزك ريح …!!

شاهد بعض المقاطع .. عبد الفتاح وخيري حاتم

عصر العبودية ولا … زمن الإوغاد ولا… سوط الجلاد ولا …

video-error

مقالات ذات صلة