شؤون فلسطينية

إنطلاق أعمال المؤتمر العالمي الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر

إنطلقت أعمال المؤتمر العالمي الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز في جامعة النجاح، وذلك بمشاركة واسعة من أكاديميين فلسطينيين في المهجر والشتات، وبحضور ياسر عبد ربه، أمين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، ممثلا عن الرئيس محمود عباس”أبو مازن”، وتيسير خالد عضو اللجنة التنفيذية ، رئيس دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، و د.رامي حمد الله، رئيس الجامعة، و د.نبيل الحجار، نائب رئيس جامعة ليل الفرنسية، ود.يحيى جبر، رئيس اللجنة التحضيرة للمؤتمر، وعدد كبير من الباحثين والأكاديميين الفلسطينيين في الجامعات الفلسطينية، ونظم المؤتمر دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية، وجامعة النجاح الوطنية، برعاية الرئيس محمود عباس “أبو مازن”.

وعقد المؤتمر بالرغم من منع سلطات الاحتلال الاسرائيلي لاكثر من ستة عشر مشاركا من الاكاديمين الفلسطينيين من دول عربية وامريكية واوروبية للاسباب قالت انها امنية.

وقال د.يحيى جبر، رئيس اللجنة التحضيرية للمؤتمر حيث رحب بالمشاركين العلماء من مختلف بلدان العالم في هذا المؤتمر الذي تحتضنه جامعة النجاح الوطنية والذي في مضمونه يجسد رسالة الجامعة، ويترجم الجهود الحميدة لدائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية في متابعة شؤون الفلسطينيين في مختلف بقاع الأرض.

وأضاف د.جبر أن هذا المؤتمر خطوة أولى من أجل انطلاقة جديدة على طريق التحرير والتحرر، وفي الوطن الغالي فلسطين وفي مؤسساته العليا، وبمشاركة كوكبة من الأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات، وشكر باسم اللجنة التحضيرية للمؤتمر الرئيس محمود عباس على رعايته للمؤتمر.

وألقى د.رامي حمد الله، كلمة الجامعة وجه فيها التحية للأسر الأبطال في سجون الإحتلال الذين يخوضون معركة الأمعاء الخاوية وإلى جميع الأسرى، ووجه الشكر للرئيس محمود عباس “أبو مازن”، لما يقدمه من دعم ومساندة لوحدة الصف الفلسطيني على أرض فلسطين وفي بلدان الاغتراب، ورحب بالأكاديميين الفلسطينيين الذي اتوا إلى جامعة النجاح الوطنية من جميع أرجاء العالم، مضيفا بأن لقاء اليوم يشكل مناسبة غالية على الجميعً، في هذا اللقاء الثمين الذي يجتمع فيه الأكاديميون اللامعون من مختلف أرجاء العالم، ليسهموا في المسيرة الأكاديمية الفلسطينية وليمدوا جسور التعاون بين مؤسساتهم ومؤسسات الوطن في مختلف الميادين الأكاديمية.

وقال رئيس الجامعة: “يقال في أدبيات السياسة والتنمية أن غياب الاستقرار والحريات يضعف التنمية، كما أن الفوضى والفساد يحبطان المبادرات الإنسانية ويعيقان الإبداع والتميز الى حد كبير، وإذا نظرنا الى دول العالم العربي ومعظم الدول النامية نجدها تفتقر الى الإدارة السياسية الهادفة لتوفير الأسس والموارد للتنمية ومحاربة البطالة وإن هذا الأمر يعالج بنظريات المعارف والعلوم التي يأتي بها الأكاديميون والعلماء وهذا ما نهدف اليه في هذا المؤتمر”.

وأضاف د.حمد الله لعلها المرة الأولى التي ينظم فيها هذا المؤتمر، وذلك مما تعتز به جامعة النجاح الوطنية جرياً على عادتها في المبادرة الى كل نشاط من شأنه أن يسهم في رفعة الوطن ليخطو المشروع التنموي والحضاري الفلسطيني خطوات حثيثة نحو الأمام في ترسيخ أمور الحرية والديمقراطية والبناء المؤسسي والمجتمعي الذي تبنى به الأوطان والدول.

ووجه رئيس الجامعة الشكر لمنظمة التحرير الفلسطينية ولدائرة شؤون المغتربين فيها وللجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم، وللجنة التحضيرية لهذا المؤتمر وكل جهد أسهم في الإعداد والتحضير والانعقاد.

وألقى تيسير خالد رئيس دائرة شؤون المغتربين في المنظمة كلمة بين فيها أن أهداف هذا المؤتمر بناء جسور التواصل والتعاون والتنسيق بين الأكاديميين الفلسطينيين في بلدان المهجر والشتات وقطاعات التعليم والبحث العلمي في الوطن، وتحديد المجالات التي يمكن التعاون فيها بين الأكاديميين الفلسطينيين والمؤسسات العلمية الوطنية، وتحقيق التواصل الفعال بين الأكاديميين الفلسطينين في المهجر والشتات وبين الوطن ومؤسساته الأكاديمية والعلمية، ولإفادة من خبرات الأكاديميين الفلسطينيين في بلاد الاغتراب، وبناء مؤسسات بحثية مشتركة بين الأكاديميين المغتربين والمؤسسات العلمية الفلسطينية، إضافة إلى تشجيع الأكاديميين المغتربين على العودة، وتوجيه أبنائهم للالتحاق بالجامعات الفلسطينية، ولا سيما في التخصصات الإنسانية؛ وذلك تكريسا للتواصل مع فلسطين الأرض والإنسان، والسعي إلى بناء ائتلاف ينتطم الأكاديميين الفلسطينيين في بلاد الاغتراب، ينظمون من خلاله أمورهم، ويوحدون كلمتهم، ويرفعون اسم بلدهم وقضيتهم عاليا في كل مكان الأمر الذي ينسجم مع المتغيرات على صعد العولمة وثورة المعرفة والاتصال.

وأضاف خالد أن هذا المؤتمر يكتسب أهمية لأنه يعقد في ظل ظروف صعبة يعيشها الشعب الفلسطيني، وفي ظل سياسة الحكومة الإسرائيلية تجاه القيادة الفلسطينية وخاصة بعد حصول فلسطين على الإعتراف الدولي بفلسطين عضوا في الأمم المتحدة، موجها التحية للأسرى الأبطال في السجون الإسرائيلية على صمودهم وتحديهم للسياسة الإسرائيلية بحقهم.

والقى د.نبيل حجار فقد كلمة الأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات وجه فيها التحية لجامعة النجاح الوطنية على حسن إستقبالها لهذا المؤتمر، وشكر دائرة شؤون المغتربين على تنظيم هذا المؤتمر العالمي الأول الذي له أهمية كبيرة من نواحي سياسة وإجتماعية، وثقافية وإقتصادية.

وأكد على أهمية المؤتمر في تحديد القواعد المتينة القادرة على التواصل بين فلسطين الأم وأبنائها المغتربين، وأشار إلى أن مهما عمل المؤتمر وضع خطة ذو جدية تستطيع بناء جسور التواصل بين الوطن الأم وأبنائه في الدول العالمية.

واختتم الجلسة الإفتتاحية ياسر عبد ربه، حيث ألقى كلمة الرئيس محمود عباس “أبو مازن” إذ رحب فيها بالحضور والمشاركين من أبناء الوطن في المهجر والشتات في لقائهم الأكاديمي الذي تتوحد فيه الرؤى وتتحد من اجل نسج عنوان فلسطيني أكاديمي تحت راية منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني، ومن خلال صرح علمي فلسطيني شامخ هي جامعة النجاح الوطنية.

وأشار عبد ربه أن الشعب الفلسطيني يخوض العديد من المعارك السياسية التي تهدف إلى التحرير والخلاص من الإحتلال وبناء مؤسسات دولته الفلسطينية المستقلة، وقال عبد ربه إن العالم أعترف بفلسطين دولة عضوا في الأمم المتحدة، وهذا يعني أنه يجب أن يكون هناك تطور وبناء لجميع تلك المؤسسات مما يعني إنهاء الإحتلال ووقف الإستيطان وإطلاق سراح الأسرى جميعا، مضيفا بأن هذا يؤكد على ضرورة تواصل نضالنا السياسي بما يشمل التوجه إلى المنظمات الدولية لإلزام إسرائيل بوقف جرائمها ضد الشعب الفلسطيني، مشيرا عبد ربه أن منظمة التحرير الفلسطينية والسلطة الوطنية الفلسطينية علمتا على رفد المؤسسات الفلسطينية بالكفاءات الفلسطينية من أجل البناء والتطور في تلك المؤسسات، ودعا الكفاءات الفلسطينية في المهجر والشتات للمساهمة في عملية بناء مؤسسات الدولة الفلسطينية العتيدة.

واشتمل اليوم الأول الذي نظمت جلساته في المعهد الكوري الفلسطيني لتكنولوجيا المعلومات على ثلاث جلسات كانت الجلسة الأولى بعنوان: “الخبرات الأكاديمية الفلسطينية بين الوطن والشتات- نحو مـد جسور الترابط”، وتولى رئاستها د.نايف أبو خلف من جامعة النجاح الوطنية وتحدث فيها علي أبو هلال، من “م.ت.ف”عن دور الأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات في دعم وتطوير التعليم في فلسطين، ثم ألقى د.مصطفى جفال، من كلية الحسن الثاني في المغرب ورقة عمل حول اّفاق التعاون الأكاديمي والبحث بين الأكاديميين الفلسطينيين في الشتات والوطن، في حين قدم د.جلال تنيرة، من جامعة لوند في السويد ورقة عمل بعنوان “تجمع الأطباء الفلسطينيين في أوروبا بين التحدي والإنجاز”، أما د.باسل قيطة، من المانيا، والباحثة نهلة قيطة، من غزة فقد قدما ورقة عمل حول استثمار الكفاءات الفلسطينية في المهجر والشتات، وقدم د.محمد الغول، من معهد الكيمياء الحيوية في الولايات المتحدة الأمريكية ورقة عمل تناول فيها موضوع بناء الجسور عبر العالم مع فلسطين في مركز الاهتمام.

أما الـجـلسـة الـثـانـيـة فكانت بعنوان “الخبرات الأكاديمية الفلسطينية بين الوطن والشتات”، فقد تولى رئاستها د.بلال الشافعي من جامعة النجاح الوطنية تحدث فيها د.نبيل الحجار، نائب رئيس جامعة ليل – فرنسا عن دور الفلسطينيين المغتربين نحو الوطن الأم، في حين قدمت د.ابتسام أبو دحو، من دار الفكر للأبحاث والتنمية التربوية – أستراليا ورقة عمل بعنوان “التخطيط الاستراتيجي لعودة الأكاديميين الفلسطينيين للوطن”، وقدم د.محمد الصالحي، من المعهد الوطني الألماني للقياسات في ألمانيا ورقة عمل بعنوان “الأكاديميون الفلسطينيون في أوروبا: قلب في الوطن وجسد في المهجر”، في حين قدم د.فوزي بو دقة، من جامعة هواري بومدين – الجزائر ورقة عمل بعنوان “تعاون الأكاديميين الفلسطينيين في الداخل والخارج من أجل بحث علمي فلسطيني فاعل”، في حين قدم صادق الشافعي، رجل أعمال وكاتب صحفي في صحيفة الأيام الفلسطينية ورقة عمل عن انتماء أعمق وانخراط أوسع للأكاديميين الفلسطينيين في الوطن.

أما الجلسة الثالثة فكانت بعنوان “نماذج فلسطينية في الإبداع العلمي والأكاديمي”، وتولى رئاستها الأستاذ علي أبو هلال، فقد قدم فيها د.بسام فرنجية، من جامعة كاليفورنيا ورقة عمل بعنوان “تعليم اللغة العربية في الولايات المتحدة الأمريكية”، فيما قدم د.مؤمن أبو عرقوب، من جامعة أونيون في بلغراد ورقة عمل حول الرؤيا لتحقيق التنمية المستدامة، وقدم د.نصري البرغوثي، من جامعة ليفربول في بريطانيا ورقة عمل حول تحسين الخبرات التعليمية للطلاب من خلال نموذج التعاون الفعال، في حيت تناولت د.نهى حمدان، من جامعة حائل في المملكة العربية السعودية في ورقة عملها مدى تمثل طلبة نهاية المرحلة الأساسية في الأردن لمبادئ حقوق الانسان.

يذكر أن المؤتمر يستمر حتى يوم الخميس الموافق 11/4/2013.

كلمة تيسير خالد – في المؤتمر العالمي الاول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر

كلمة تيسير خالد – في المؤتمر العالمي الاول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر

إنطلقت أعمال المؤتمر العالمي الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات في مسرح الأمير تركي بن عبد العزيز في جامعة النجاح، وذلك بمشاركة واسعة من أكاديميين فلسطينيين في المهجر والشتات بتعاون مشترك بين دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية وجامعة النجاح الوطنية . والقى تيسير خالد رئيس دائرة شؤون المغتربين كلمة في المؤتمر قال فيها :

السيدات والسادة

دابت دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية منذ تأسيسها على الوفاء بالمسؤولية الملقاة على عاتقها في تمتين وتطوير الروابط الوطنية بين ابناء الشعب الفلسطيني في دول المهجر والشتات وبين وطنهم الام فلسطين . يأتي ذلك في إطار المهمات الوطنية لمنظمة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني والمعبر عن هويته الوطنية وتطلعاته المشروعة .والعمل على بناء وتفعيل مختلف ابعاد الهوية الوطنية والاحساس الجمعي بالانتماء ووحدة الهدف في دفع القضية الوطنية الفلسطينية قدما نحو تحقيق تطلعات الفلسطينيين في كل مكان في الحرية والكرامة والانعتاق من الاحتلال واللجوء . وبهذا المعنى فإننا نأمل ان يكون المؤتمر العالمي الاول للاكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات بمثابة اعلان وطني لولادة منتدى متخصص يشكل حلقة متينة في سلسلة البناء الوطني – السياسي والاجتماعي للشعب الفلسطيني على ابواب التحرر وبزوغ فجر الدولة الفلسطينية المستقلة وافول عهد الاحتلال الاسرائيلي .

السيدات والسادة

نلتقي اليوم بكوكبة من خيرة ابناء فلسطين على ارض الوطن وبالذات في هذا الصرح العلمي الوطني الشامخ ، جامعة النجاح الوطنية في هذه التظاهرة المتميزة التي تعبر بنكهة العلوم ، على تنوعها ، عن حقيقة تاريخية صلبة ، بأن الشعب الفلسطنيي قد وجد ليبقى وليبدع اشكال وجوده الحي علما ، فنا وادبا وانتاجا معرفيا يعكس القدرات الحضارية والارث الانساني لهذا الشعب .

ويأتي انعقاد هذا المؤتمر العلمي الهام الأول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر والشتات تنفيذاً لإستراتجية دائرة شؤون المغتربين التي تقضي ببناء جسور التواصل بين الجاليات الفلسطينية في الخارج وبين الوطن، وتفعيل دورها في خدمة الوطن الأم، ومن أجل الاستفادة من خبرات وكفاءات أبناء الشعب الفلسطيني المغتربين في عملية تنمية الوطن وتطوير قدراته العلمية والأكاديمية وتطوير التعليم في فلسطين بكل مستوياته. وفي هذا الإطار يأتي تعاون دائرة شؤون المغتربين مع جامعة النجاح الوطنية وغيرها من الجامعات الفلسطينية.

وتتوخى دائرة شؤون المغتربين في منظمة التحرير الفلسطينية من هذا المؤتمر تحديد المجالات التي يمكن التعاون فيها بين الأكاديميين الفلسطينيين والمؤسسات العلمية الوطنية ، وتحقيق التواصل الفعال بين الأكاديميين الفلسطينين في الشتات والمهجر وبين الوطن ومؤسساته الأكاديمية والعلمية والإفادة من خبرات الأكاديميين الفلسطينيين في بلاد المهجر وتشكيل مؤسسات بحثية مشتركة بين الأكاديميين المغتربين والمؤسسات العلمية الفلسطينية وتشجيع الأكاديميين المغتربين على العودة، وتوجيه أبنائهم للالتحاق بالجامعات الفلسطينية، وذلك تكريسا للتواصل مع فلسطين الأرض والإنسان والسعي إلى تشكيل إطار إن وجدتم ذلك مناسبا ، ينظم من خلاله الاكاديميون الفلسطينيون في المهجر أمورهم، ويوحدون كلمتهم، ويرفعون اسم بلدهم وقضيتهم عاليا في كل مكان ، الأمر الذي ينسجم مع المتغيرات على صعد العولمة وثورة المعرفة والاتصال فضلا عن معرفة العقبات التي تحول دون التعاون، والتجارب السابقة في هذا المجال، والإفادة من تجارب الشعوب الأخرى ، هذا الى جانب دور جالياتنا وعلمائنا وأكاديميينا في بلدان المهجر في المشاركة في الحملة الدولية للمقاطعة الثقافية والاكاديمية لجميع الجامعات والمؤسسات الاسرائيلية ، التي تقدم الخدمة والرعاية للنشاطات الاستيطانية وسياسة الابارتهايد الاسرائيلية ، التي انطلقت منذ العام 2004 وأخذت تعطي نتائج طيبة في كثير من بلدان العالم ، بدءا بإيرلندا وجنوب افريقيا ، مرورا بالدول الاسكندنافية وبلجيكا واسبانيا وفرنسا وايطاليا وانتهاء بالولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وكندا واستراليا .

السيدات والسادة

ويكتسب هذا المؤتمر اهمية اضافية في ظل الظروف السياسية التي تعيشها القضية الفلسطنيية اليوم . هذه الظروف الصعبة تتطلب اكثر من اي وقت مضى استنهاض وحشد طاقات وقوى الشعب الفلسطيني على كل المستويات دفاعا عن الحقوق الوطنية الثابتة للشعب الفلسطيني . ولعلكم تتابعون بالتأكيد التطورات الجارية في المنطقة والتحركات السياسية ، التي تقوم بها الادارة الاميركية في بداية الولاية الثانية للرئيس باراك اوباما ، بعد انكفأ أن الرئيس الاميركي مستسلما امام قوة اللوبي الصهيوني وحلفائه في الكونغرس عن طلبه بتجميد الاستيطان وما سبق ذلك من اعلان عن رغبة الادارة الاميركية برؤية فلسطين دولة عضو في الامم المتحدة بحلول العام 2012 ، نحو تبني مقاربة للتسوية تتلائم مع الاعتبارات السياسية والأمنية الاسرائيلية الى حد كبير في ظل التطورات التي تعصف بالمنطقة ، وهي مقاربة تعكس كذلك توجها اميركيا يركز على قضايا اكثر حيوية لمصالح واشنطن الاسترايتيجة ، في ظل تطورات الاحداث التي تجري في المنطقة . وفي ظل هذا فإنه من غير الواقعي الذهاب بعيدا في الرهان على تدخل يتسم بالنزاهة من قبل واشنطن ، خاصة إذا ما استمرت الادارة الاميركية تتعامل مع دولة اسرائيل كدولة استثنائية فوق القانون .

فسياسة دولة اسرائيل وفق ما يصدر من مواقف عن رئيس الوزراء المكلف بنيامين نتنياهو ما زالت تقوم على استغلال ما يجري في المنطقة من أجل خلط الاوراق وإعادة ترتيب الأولويات ومن أجل كسب مزيد من الوقت لمواصلة مشروعها الاستعماري في الاراضي الفلسطينية المحتلة بعدوان 1967 ، من خلال دفع قطاع غزة الى أحضان جمهورية مصر العربية من ناحية ، ومن خلال مزيد من الاستيطان في الضفة الغربية بهدف تحويلها مع الوقت الى جليل جديد من ناحية ثانية . كان هذا واضحا تماما من النوايا المبيتة للعدوان الأخير على قطاع غزة ومن اتفاق التهدئة الذي أعقب ذلك العدوان ، والذي تريده حكومة اسرائيل هدنة طويلة الأمد ، وواضح تماما من قرار الحكومة الاسرائيلية والتوجهات التي خرجت بها بعد قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة برفع مكانة فلسطين الى دولة غير عضو في المنظمة الدولية ، حين أعلنت أن مشروعها الاستيطاني سوف يتواصل وفقا لخارطة المصالح الاستراتيجية الاسرائيلية ، كما حددتها حكومة نتنياهو الاولى . لقد أعادت حكومة نتنياهو التذكير بخارطة المصالح الاستراتيجية تلك ، كما أعادت تذكيرنا بجوهر سياستها وأسلوب تعاملها مع ملف الصراع وملف المفاوضات وملف ما يسمى بعملية السلام ، تلك العملية ، التي ينطبق عليها وصف مستشار ارئيل شارون ، دوف فايسغلاس عام 2004 بأنها جثة هامدة ميته تحافظ عليها حكومة اسرائيل وتحفظها في مادة الفورمالين خشية عليها من التعفن والتحلل ، حتى يبقى العالم بمنآى عن رائحتها الكريهة .

لقد أحالت سياسات اسرائيل الإستيطانية التوسعية مشروع حق تقرير المصير الفلسطيني وبناء الدولة الفلسطينية المستقلة الى رهينة لأطماعها الكولونياليه . فقد أدت عمليات التوسع الإستيطاني ونهب الأراضي الفلسطينيه الى تجريد الفلسطينين من أرضهم وتهجير قطاعات واسعة منهم، بفعل اغلاق أبواب الحياة والرزق أمامهم. فضلا عن قيام سلطات الاحتلال بهدم نحو 25 ألف مسكن في فلسطين منذ العام 1967، بتركيز متزايد على مدينة ومحافظة القدس ، التي تعاني مع الاغوار الفلسطينية من سياسات التمييز العنصري والتطهير العرقي .

وإلى جانب كل هذا تمعن سلطات وقوات الاحتلال في ممارساتها القمعية ضد الشعب الفلسطيني وحركته الوطنية الاسيرة ، فالاعتقالات طالت منذ العام 1967 نحو 800 ألف فلسطيني احتجزتهم اسرائيل خلافا للقانون الانساني الدولي في معسكرات اعتقال جماعية . وتواصل اسرائيل حجز حرية نحو خمسة الاف أسير فلسطيني ، بينهم عدد كبير من نواب المجلس التشريعي الفلسطيني ، ومئات الاطفال والمرضى . هؤلاء لا يتمتعون بأدنى حقوقهم كمعتقلين سياسيين ، وقد قضى منهم في سجون الاحتلال نحو 207 شهداء كان آخرهم الاسير المناضل ميسره ابو حمدية ، ومن بينهم كذلك أكثر من 300 سجين يخضعون للاعتقال الإداري من دون محاكمة. ولم يكن إضراب عدد من هؤلاء المناضلين عن الطعام وفي طليعتهم الأسير المناضل سامر العيساوي ، الذي يدخل هذه الايام شهره التاسع في الاضراب عن الطعام ، سوى صرخة في وجه المحتل الاسرائيلي و للفت نظر العالم للجريمة التي ترتكب بحقهم ، ما يملي على جالياتنا وعلى علمائنا وأكاديميينا حمل قضية الحركة الاسيرة الى الرأي العام ومنظمات حقوق الانسان الدولية والدفع باتجاه مسالة ومحاسبة اسرائيل على الجرائم ، التي ترتكبها بحق الحركة الفلسطينية الاسيرة

السيدات والسادة

ندرك مدى القلق الذي يسود أوساط جالياتنا الفلسطينية في بلدان المهجر ويسود الرأي العام الفلسطيني بشأن الاوضاع الداخلية الفلسطينية وحالة الانقسام ، الذي لا يستفيد منه غير العدو الاسرائيلي . يجب انهاء هذا الانقسام ، ومدخل ذلك هو الاحتكام الى الممارسة الديمقراطية وإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية في اقرب الآجال وانتخابات للمجلس الوطني الفلسطيني كذلك ، لنبني معا ذلك النظام السياسي ، الذي بشر به إعلان الاستقلال الصادر عن المجلس الوطني الفلسطيني عام 1988 ، والذي يحترم الحريات العامة والديمقراطية وحقوق المواطن ويكفل المساواة في الحقوق المدنية لجميع المواطنين بصرف النظر عن أية اعتبارات .

اسمحوا لي أخيرا أن أعبر عن تقديري وشكري للجهود الهامة التي بذلتها اللجنة التحضيرية من أجل عقد هذا المؤتمر الهام . بفعل هذه الجهود الدؤوبة والمتواصلة تمكنا من الوصول لهذه اللحظة التي نعلن فيها عقد هذا المؤتمر، الذي نتمنى له النجاح وأن يكون اللبنة الاولى في صرح يعزز ويطور التواصل في مختلف الميادين بين ابناء الشعب الواحد وأخص منهم العلماء والاكاديميين الفلسطينيين ، ويعزز ويطور دور جالياتنا الفلسطينية ودور علمائنا وأكاديميينا في بلدان المهجر والغربة في حمل قضية شعبهم وحقوقه الوطنية الثابته غير القابلة للتصرف في بلدان إقامتهم لدفع حكوماتها لنصرة الحق الفلسطيني والتوصل الى تسوية سياسية شاملة ومتوازنة على اساس قرارات الشرعية الدولية وبما يوفر الأمن والاستقرار لشعوب ودول المنطقة وفي المقدمة منها دولة فلسطين ويصون حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة الى ديارهم ، التي هجروا منها بالقوة العسكرية الغاشمة .

 المؤتمر العالمي الاول للأكاديميين الفلسطينيين في المهجر

مقالات ذات صلة