اخبار الوطن العربي

الرافعي: الحريري هرب وتركنا

الرافعي: الحريري هرب وتركنا

2013-03-30

الأخبار

طفح الكيل فصدقت التوقّعات. أعلنها عضو هيئة العلماء المسلمين، الشيخ سالم الرافعي، حرباً على تيّار المستقبل. شنّ هجوماً، من على منبر خطبة الجمعة في مسجد التقوى في طرابلس امس، ضد كل من الرئيس سعد الحريري والأمين العام لتيار المستقبل أحمد الحريري والمفتي مالك الشعّار. لم يستثن أحداً ممن يقود «انقلاب الحلفاء من أهل السُّنة والجماعة».

ولم يقف عند نقطة ضعف «شقّ الصف وتفرّق كلمة السُّنة» . وعلى قاعدة هم بدأونا العداوة، تناول الرافعي الثلاثي المذكور. أما الشرارة التي فجّرت الموقف، فكانت مقابلة أحمد الحريري على إحدى القنوات الفضائية. مقابلة اتّهم فيها الحريري كلاً من الرئيس نجيب ميقاتي والشيخين سالم الرافعي وأحمد الأسير بأنهم «أدوات عند «حزب الله» يُستخدمون لتخريب البلد». وتردد أن الشيخ الرافعي طلب من الشيخ جلال كلش الاتصال بالعميد المتقاعد عميد حمود والنائب محمد كبّارة لإبلاغهما استياءه، وأنه سيشنّ هجوماً عنيفاً على تيار المستقبل. لم تُفلح محاولات التهدئة، فجاءت الخطبة نارية. بدأها بمهاجمة الرئيس سعد الحريري من دون تسميته، متّهماً إياه بالهرب الى فرنسا وترك أهل السنة يواجهون المؤامرات والهجمات، فبقي السلفيون في الساحة ليدافعوا عن أهل السنة. وقال إن الحريري «نسي غطرسة حزب الله عليه بينما هو في فرنسا ينعم بحياة الترف والسهرات الليلية فيما أهل السُّنة يغرقون في المشاكل في لبنان». وبعد الحريري، هاجم الرافعي المفتي الشعار من دون أن يُسمّيه أيضاً بسب موقفه الأخير تجاه السلفيين، داعياً إلى عدم الاعتراف به في حال عودته إلى لبنان. وكان الشعّار قد صرّح في اليومين الماضيين بأن «صوت السلفيين في طرابلس أعلى من حجمهم الحقيقي»، مشيراً إلى أن «حضورهم لا يتجاوز أكثر من 1 في المئة في المدينة». ورأى الشعار أن «المشروع السلفي في الشمال اللبناني، لا جذور له، كما أن إمكاناته غير محلية، فالمال ليس محليا، انما مستورد من الخارج، وهم يتحركون بأكثر من طاقاتهم». أما بالنسبة إلى أحمد الحريري، فكانت له حصة الأسد. فقد هاجمه على موقفه من السلفيين متّهماً إياه بإعطاء غطاء للجيش للقيام بضربهم، ولا سيما أن الحريري اتهم «ميقاتي بأن له علاقة بالتوتر الذي يحدث شمالاً مع الجماعات السلفية السنية». وقال في مقابلته إن «السلفيين لا يعملون بالدين. صحيح أن الطابع ديني، لكن النفخ سياسي»، مشيراً إلى أن «الخطاب ذا النبرة العالية لهذه الحركات يخدم الطرف الآخر الذي يقوى باستمرار، وهذا الأخير يستغل هذه الصورة ليبرر وجود سلاحه».

وبعيداً عن ثلاثي (الحريري ـــ الشعّار ـــ الحريري)، رأى الرافعي أن المعركة الأخيرة في طرابلس بين التبانة وجبل محسن كانت بهدف جر السلفيين الى المشاركة في القتال الا أنهم لم ينجروا إلى ذلك، مجدداً مطالبة الأجهزة الأمنية بتوقيف العناصر الذين يحاولون إثارة الفتنة.

وفي إطار رد الفعل على «انقلاب الحلفاء» أيضاً، أطلقت الصفحة الرسمية للشيخ أحمد الأسير على موقع «فايسبوك» هجوماً لاذعاً على الأمين العام لتيار المستقبل، بسبب مواقفه الأخيرة التي نفى فيها أي علاقة للتيار مع الأسير، الذي عدّه متطرفاً وصنعته قوى 8 آذار لمحاربة التيار، وأنه الابن المدلل للرئيس نجيب ميقاتي. ووعدت الصفحة بفضح «ادعاءات الحريري».

وفي سياق آخر، ترددت معلومات عن اتخاذ قرار بـ«لملمة المخلّين بالأمن» في طرابلس، ولا سيما «العناصر غير المنضبطين» بين المجموعات المسلّحة التي تنشط هناك. وقد تمثّل ذلك في توقيف فرع المعلومات في قوى الأمن الداخلي المدعو علي م، المشتبه في إلقائه قذيفة إنيرغا على جبل محسن، متسبّباً باندلاع المعركة الأخيرة مع جبل محسن، الذي عمد مسلّحوه إلى الرد.

مقالات ذات صلة