اخبار الوطن العربي

حالات طلاق هائلة في طرابلس والـWhatsapp من أبرز الأسباب

صرخة طرابلسية متعددة الأوجه، تبدأ من الامن وتنتهي بالمجتمع…أزمة حقيقية تعيشها عاصمة الشمال والدولة “ولا داري”…فالى متى؟

حذر رئيس جمعية تجار لبنان الشمالي أسعد الحريري من أن الوضع في طرابلس على وشك الانفجار، داعياً الى انشاء خطة طوارىء سريعة من أجل تأمين فرص عمل للشباب.

وكشف الحريري في حديث لموقع “الجمهورية” عن نحو 700 حالة طلاق حديثة الزواج بين فترة ثلاثة وستة أشهر في طرابلس، الأمر الذي يؤثر على الأزمة الاجتماعية من ناحية أن الوضع الاقتصادي مرتبط بالاجتماعي.

واذ ناشد الدولة بتأمين فرص عمل وفتح مشاريع جديدة، طالب بتفعيل المشاريع المقفلة بهدف تحريك الدورة الاقتصادية ،والتي تعود بالفائدة للمنطقة مثل المطار، الارث الثقافي، المصفاة، الجامعة اللبنانية الموحدة…

“نار تحت الرماد” هكذا يصف الحريري الوضع الحالي في طرابلس، معتبراً أن السياسيين هم الذين يسلحون قادة المحاور وبالتالي لا يريدون للوضع الهدوء، وما يجب القيام به هو وضع ضوابط للسلاح، بحسب تعبيره.

الى ذلك، طالب المعنيين باعطاء طرابلس القليل من الأولوية خصوصاً مع تراجع الوضع الاقتصادي وتفاقم الخسائر المادية التي أصبحت ارقامها خيالية.

ويختم الحريري قائلاً:”لا مرجعية سياسية في طرابلس تحترم نفسها، لذلك فان الدولة تستهتر بهذه المنطقة”.

وللوقوف عند حالات الطلاق المتفاقمة التي تحدث عنها الحريري، كان لموقع “الجمهورية” جولة على محكمة طرابلس السنية، وتحديداً على غرفة القاضي الشيخ بهيج عبد القادر غزاوي حيث اطلعنا على حالات الطلاق وفوجئنا بهذا العدد الكبير.

وفي هذا الاطار، يشير صاحب السماحة الى أنه لا شك أن الوضع الاقتصادي سبب من أسباب الطلاق لكنه ليس الرئيسي، الا أنه جاء بوقت تفاقمت فيه الاسباب ومنها: حالات نساء تزوجن سواء من أجانب أو لبنانيين ، منهن من أنجبن ،الا أن أزواجهن سافروا الى جهة مجهولة وتركوا زوجاتهن ، هذه الحالة تشكل 20% من أنواع الدعاوى، وهي تسمى “الغيبة المنقطعة”.

أما النوع الثاني، فيعود الى الاساءة في المعاملة، مثل الشتائم والاهانة بين الفريقين يترك الزوج زوجته لكن في هذه الحاله له عنوان،فيُبلغ لكي يأتي ضمن مهلة قانونية، فاذا لم يأتِ ، يتم التبليغ في الصحف ومحاكمته غيابياً، وفي هذه الحالة تطلب الزوجة الطلاق ونفقة من زوجها، وفي حال عدم دفعها يلاحق الزوج قانونياً.

النوع الثالث من أنواع الطلاق هو صادر عن الطرفين، والسبب في هذه الحالة يعود الى الاتصالات بين الأصدقاء بواسطة البريد الالكتروني والـWhatsappما يولّد خلافات بين الزوجين ويسبب النزاع وبالتالي الى دعاوى الطلاق.

وبحسب القاضي غزاوي، فان استقلالية الزوجين ومطالبتهما بحقوقهما سبب أساسي من أسباب الطلاق، ففي هذه الحالة لا يتحمل الطرف الاول بأن الآخر يطالب بحقوقه ما يؤدي الى نشوء خلاف بين الاثنين.

ويشدد القاضي غزاوي على أن المحكمة تلعب دوراً أساسياً في محاولة المصالحة وتأخير الدعاوى الا انه وللأسف نسبة قليلة جداً من الأزواج تتصالح.

اضافة الى هذه الاسباب التي عددناها، يلفت الشيخ غزاوي الى مشكلة أساسية “تزيد الطين بلة” وهي أزمة النازحين السوريين التي تؤثر على أوضاع الطلاق، فقد سجل عدد كبير من اللاجئين حيث يلجأون الى محكمة طرابلس الشرعية طالبين الطلاق.

اذاً، الى جانب أمنها الهش ، تعيش عاصمة الشمال أزمة تهدد مجتمعها وبالأخص الاسرة اللبنانية الآيلة الى الاندثار، فمن المسؤول؟ وأين الحل؟أسئلة سنظل على الارجح نطرحها على المدى البعيد.

نيكول يوحنا | الجمهورية

2014 – كانون الثاني – 24

مقالات ذات صلة