اخبار الوطن العربي

شجاعة الضابط وحرصه على حياة جنوده افشل مخطط الارهابيين باستشهاده

عند الساعة السابعة من مساء امس، وصلت سيارة جيب شيروكي سوداء اللون رقمها 248146 ا ج على حاجز الجيش اللبناني، بالقرب من جسر العاصي من الجهة الشرقية للهرمل وبالقرب من مدينة الملاهي، والسيارة مشبوهة ومعممة اوصافها سابقاً ومعروفة، ولذلك كان الهدف من ارسالها تجميع العسكريين وتفجيرها بهم من اجل ايقاع اكبر عدد من الخسائر في صفوفهم.

وكان النقيب الياس خوري شخصياً على الحاجز ولديه مواصفات السيارة، فأشار الى سائقها بالتوجه نحو اليمين، لكن الانتحاري توقف على بعد 15م من الحاجز، فطلب الضابط من عناصره البقاء على الحاجز والابتعاد، وتوجه منفرداً الى سائق سيارة الشيروكي طالباً منه انارة السيارة من الداخل لتفتيشها فتجاهل الطلب اولا، وظهر عليه الارتباك، وفي هذه الاثناء حاول مجندان اللحاق بالضابط لمساعدته لانهما يراقبان السيارة، وعلى الفور قام الانتحاري بتفجيرها مما ادى الى استشهاد النقيب الياس خوري وجنديين ومدنيين، وقذفت قوة الانفجار جيب الانتحاري مسافة 50مترا وكذلك سيارة المواطن محمد ايوب لمسافة 50 م ايضاً، وخلف الانفجار حفرة كبيرة بعمق متر ونصف وعرض متر مما يدل على قوة العبوة التي قدرت زنتها بـ100 كلغ شديدة الانفجار، ودمر شعاع التفجير بقطر 100م كل شيء وحتى الحواجز الاسمنتية تم تدميرها.

لكن شجاعة الضابط وحرصه على حياة جنوده واصراره على ابعادهم عن السيارة جنب وقوع المزيد من الشهداء ودفع حياته بعد ان فوت الفرصة على الارهابيين ومنعهم من تحقيق اهدافهم وافشل مخططهم باستشهاده.

وعلى الفور هرعت الى مكان الانفجار سيارات الاسعاف وعملت على نقل شهداء الجيش الى مستشفى الهرمل الحكومي وهم النقيب الياس خوري والمجند حمزة الفيتروني وشهيد آخر للجيش وشهيد مدني يدعى احمد ايوب حيث قذف الانفجار سيارته الرينو الى مسافات بعيدة كونه كان وراء سيارة الشيروكي المفخخة، بالاضافة الى 18 جريحاً.

هذا مع العلم ان عناصر الحاجز ينفذون منذ ايام اجراءات استثنائية ويخضعون كل السيارات للتفتيش الدقيق بعد معلومات وصلت من قيادتهم عن التحضير لعملية انتحارية.

وتبين ان سيارة الشيروكي السوداء مسروقة واللوحة الموجودة عليها عائدة لسيارة BMW تملكها ريتا عبدو حجولا من مواليد الهرمل وسكان انطلياس وقد نقلت جثث الشهداء والجرحى الى مستشفيات المنطقة وطلب القاضي صقر صقر مفوض الحكومة لدى المحكمة العسكرية اجراء طوق حول المكان واخذ الادلة، كما طلب من الطبيب الشرعي فؤاد ايوب جمع الاشلاء ومباشرة فحوص DNA. وقد تفقد مدير العمليات في الجيش اللبناني العميد حمصي مكان الانفجار بعدها انتقل الى الهرمل بطوافة عسكرية من وزارة الدفاع، وقد باشر الجيش على الفور باعادة تجهيز الموقع بعد ان دمر الانفجار سواتر الباطون.

الديار

2014 – شباط – 23

مقالات ذات صلة