اخبار الوطن العربي

لمناسبة الذكرى السنوية السادسة و الثلاثين لأعتقال الأسير يحيى سكاف وزعت عائلة الأسير نبذة عن حياته النضالية.

يحي سكاف :عميد الاسرى اللبنانيين والعرب في المعتقلات الاسرائيلية

حياته .. نضاله .. أسره

يحيى محمد سكاف، «أبو جلال»، والدته عائشة سكاف التي أنجبته إلى الحياة في 15/12/1959 في بلدة بحنين في شمال لبنان. وضع عائلته الفقيرة جعله يترك المدرسة باكراً، لكنه لم يتسكع في الشوارع، ولم يلتحق باللامبالين، ورفض أن ينضم إلى عصابات اللصوص وقطّاع الطرق، بل كانت تطلعاته من أقصى شمال لبنان المحروم تتجه نحو أقصى جنوبه النازف، فحمل السلاح واتجه نحو العاصمة بيروت ليلتحق بصفوف المقاومة والمجاهدين، وأكمل طريقه نحو الجنوب ليرى بأم العين الاعتداءات الصهيونية على لبنان، والتعديات الجوية والبرية والبحرية على أرضه وسمائه وبحره.

في مطلع السبعينات، انخرط المناضل الشاب في صفوف المقاومة، ليكون واحداً من طلائع حركة التحررالعربية، التي تؤمن بقدسية الصراع مع العدوالمحتل الذي اغتصب أرض فلسطين عنوة، وأعلن عن مشروعه الاستيطاني والتوسعي الكبير، بعد الحروب التي خاضها مع العرب في الأعوام 48 و67و73.

ولان يحي سكاف كان يعي حجم القضية الفلسطينية وما تعنيه بمقدساتها وارضها لكل مناضل عربي رهن نفسه لها ،ليكون من أوائل مجاهديها الأبطال، الذين سجلوا أسماءهم في العمل الجهادي ضد العدو الغاصب، الذي أقام دولته العنصرية على أنقاض وطن هجّر أهله واغتصب تراثه.

يمم يحيى سكاف وجهه نحو فلسطين وفي ذاكرته الجنوب اللبناني، الذي كان مرتعاً لجنود الاحتلال، والتحق بأول عملية فدائية مميزة في 11 اذار 1978 كانت مهمتها تنفيذ عملية استشهادية في الارض المحتلة، باسم عملية الشهيد كمال عدوان، وهي مجموعة قادتها المناضلة دلال المغربي، وعرفت باسم مجموعة دير ياسين.

في ذات يوم جاء يحي سكاف يخبر والدته بانه ذاهب الى الجنوب لاجراء عملية جراحية وانه سيغيب عن البيت ايام ، وعندما سالته والدته لماذا لا تجري العميلة هنا ؟ اجابها: العملية هنا مكلفة اما في الجنوب مجانية .

وبعد ان ودع والدته طالبا رضاها ، انطلق يحي سكاف برفقة ابن منطقته وجاره وصديقه الشهيد عامر عامرية باتجاة الجنوب اللبناني حيث كان بانتظارهما ابو اياد مع مجموعة فدائية من مختلف الجنسيات العربية

يحي سكاف لم يكذب على والدته عندما قال لها انه ذاهب لاجراء عملية جراحية ، لانه فعلا ذاهب لاجراء عملية استئصال مرض سرطاني، ولكنه لم يخبرها انه هو سيكون ذلك الطبيب من مجموعة اطباء مهرة سيقومون بعملية استصال لداء خبيث. . ودقت ساعة الصفر.. وانطلقت الرحلة من يافا باتجاة القدس المحتل حيث الهدف وزارة دفاع الجيش الاحتلال الاسرائيلي:

وانطلقت المجموعة المؤلفة من 13 فدائيا والتي حملت اسم الشهيد كمال عدوان على ظهر زوراق مطاطيه اوصلتهم الى شاطئ يافا المحتلة ، وعلى الاوتستراد حيث كمنوا حتى وصول لوازم العملية وهي كناية عن حافلة عسكرية (باص) تحمل ركاب من جنود جيش الاحتلال الاسرائيلي ، بعد ان استولوا عليها صعدت المجموعة الباص ووانطلقت باتجاة الهدف .

واثناء الرحلة الى القدس المحتلة استولت المجوعة على حافلة عسكرية اخرى فانقسمت الى مجوعتين الاول بقيادة الشهيدة دلال المغربي والثانية بقيادة عميد الاسرى يحيى سكاف

واستمرت الرحلة تشق طريقها باتجاة القدس المحتل حيث اجتازت عشرات المدن، كانت كلما اجتازت مدينة تشتد الضجة الاعلامية وتزداد السيارات العسكرية على طرفي الطريق والمروحيات من الاعالي ويزداد تبادل اطلاق النار بين الفدائيين وجيش الاحتلال ويتضاعف وهن الجيش الاسرائيلي الذي فشل في تخليص المحتجزين و القضاء على الفدائيين الذين اصبحوا على مشارف القدس، عندها اعلن رئيس اركان الجيش الاسرائيلي حالة الطوريء ، واصدر الاوامر الصارمة بانهاء العملية التي هزت هيبة قيادة الاركان باي ثمن ، وكلف تنفيذ المهمة الى الرائد في جيش الدفاع الاسرائيلي انذاك يهود بارك معه 6000 جندي اسرائيلي.. انتظروا القافلة على مدخل منطقة هرتزليا .

وعند وصول القافلة تم تعطيل العربة الاولى لتبدأ العملية الفدائية الاكبر في تاريخ الدولة العبرية

… ويستمراطلاق النار المتبادل لساعات وتنفذ ذخيرة المجموعة الفدائية التي رفضت الاستسلام .. فتقوم دلال المغربي مع رفاقها بتفجير الباص حيث استشهدوا جميعا وقضى كل من كان داخل الباص . في تلك الاثناء وعلى بعد امتار قليلة كان التاريخ يسطر ملحمة اخرى يسجلها يحي سكاف مع مجموعته حتى اخر طلقة رصاص … لم تنته الحكاية… وتستمر الملحمة البطولية لترفع جبين العرب اعلى من الشمس … ويكمل يحي سكاف المعركة مع رفاقه وتنفذ الذخيرة ايضا فتتحول المعركة الى القتال بالسلاح الابيض … سكاكين وخناجر… وتزداد الخسائر بين جنود الاحتلال الاسرائيلي اسفرت العملية المميزة عن 37 قتيلا و83 جريحا من جيش الاحتلال…. وتستمر قافلة الشهداء بالصعود الى الخالق حتى لم يبق منهم حي الا يحي سكاف وحسين فياض و خالد أبو أصبع.

….مرت السنوات على تلك العملية المميزة وبقي لغز البطولة يحي سكاف اسيرا يقاوم مع كل صباح من داخل زنزانة منفردة في سجن المخابرات العسكرية الاسرائيلية فرع عسقلان.

.. ومع الايام يزداد اعجابنا باسيرنا الغالي لانه منذ تاريخ اسره لم نعد ننظر الى الاسفل

في ذكرى اعتقالك السادسة و الثلاثين نوجه لك التحية من من مسقط رأسك بحنين _أرض الحنين

من بساتين الليمون و الزعرور _ من أرض الورد و الياسمين
< br />و نقول لك اصبر يا يحيى فنحن على ثقة تامة أن المقاومة و رجالها لم و لن يتخلوا عنك

مقالات ذات صلة