اخبار الوطن العربي

الميادين يحاور عائلة الأسير يحيى سكاف

في الذكرى الـ 36 لاعتقال عميد الأسرى اللبنانيين والعرب في سجون الإحتلال الإسرائيلي يحيى سكاف، تواصل “الميادين نت” مع شقيقه جمال في حوار حول مسيرة نضال “أبو جلال” ورحلة البحث المضنية عن الأسير “إكس” داخل سجون ومعسكرات الإحتلال.

في 11 آذار/ مارس 1978 ترك الفتى يحيى سكاف بلدته بحنين في قضاء الضنية الواقع في شمال لبنان ليلتحق بمجموعة من 13 فدائياً بقيادة المناضلة الفلسطينية دلال المغربي، حيث قامت بتنفيذ عملية في العمق الإسرائيلي حملت اسم القيادي الفلسطيني كمال عدوان ( القائد الفلسطيني عضو اللجنة المركزية لحركة فتح) ردّاً على اغتيال عدوان في شارع فردان ببيروت في 10 نيسان عام 1973.

منذ ذلك الحين، غابت أخبار يحيى سكاف، ولم يعرف ما إذا كان قد سقط شهيداً أو أسيراً في أيدي الإسرائيليين، إلا أن عائلته حملت قضيته وتابعتها دون هوادة أو وهن.

وفي الوقت الذي تحاول فيه المخابرات والأجهزة الأمنية الصهيونية إنكار وجود الأسير يحيى سكاف في سجونها، تؤكد عائلته وجود ابنها المناضل في السجون الصهيونية، معتمدة على معلومات وشهادات بعض الأسرى المحررين من الذين التقوا الأسير يحيى سكاف في عدة سجون صهيونية، وهاهو شقيقه جمال يسرد لـ “الميادين نت” آخر المعطيات حول مصير عميد الأسرى والمعتقلين اللبنانيين والعرب في السجون الإسرائيلية فيقول: “في العام 2013 كشف المدير السابق للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية شلومو غازيت، لصحيفة هآرتس أن إسرائيل كانت تحتجز في السبعينيات سجيناً، لم يكشف عن اسمه، كان يُعرف بـ”السجين إكس”.

وأكد غازيت، الذي تسلم ادارة الاستخبارات بين 1974 و1979 أنه وافق على اعتقال «السجين إكس»، وفرض عزلة تامة عليه، وإننا نؤكد أن هذه المعلومات تنطبق على الأسير يحيى سكاف، و خصوصاً أننا نملك معلومات موثقة لأفادات الأسرى ووثيقة من الصليب الأحمر الدولي تؤكد أنه حيّ يرزق عند الاستخبارات العسكرية الأسرائيلية” .

شهادات لمناضلين وأسرى: يحيى حيّ

35 عاما من مسيرة الأسر والنضال
35 عاما من مسيرة الأسر والنضال

وسرد سكاف شواهد أخرى تنهض شاهداً على أن المناضل يحيى على قيد الحياة: “على سبيل المثال لا الحصر بعض الشهادات والمعلومات، كشاهد على تمادي العدو الصهيوني في إجرامه وانتهاكه للحقوق والقوانين الدولية والإنسانية، ومنها تأكيد عدم استشهاد يحيى سكاف في العملية البطولية في 11 آذار/ مارس 1978، وأنه أصيب بجروح وأسر بعد إصابته

. ففي العام 1983 زار الأسير الفلسطيني المحرر محمد أبو الرائد عائلة الأسير يحيى سكاف وأكد أنه التقى يحيى في سجن عسقلان.

وأجرت اذاعة العدو عام 1986 مقابلات مع الأسرى الجرحى ضمن برنامج يسموه “مع المخربين” – وهم طبعا مناضلون من أجل حرية شعبهم و أمتهم – وكان من بينهم شقيقي يحيى الذي سمعه عدد من أبناء الشمال وأبلغونا حينها بذلك.

وفي العام 1987، أكدّ الأسير الفلسطيني المحرر خالد محمود ياسين، أبن مخيم البداوي في شمال لبنان، أنه التقى الأسير يحيى سكاف في سجن عسقلان.

وعام 1998 أكدّ الأسير اللبناني المحرر إسماعيل حسين، إبن مدينة صيدا الجنوبية أنه التقى الأسير يحيى سكاف في أحد فروع المخابرات العسكرية الصهيونية.

وسنة 1999 أدلى الأسير اللبناني المحرر جمال محروم، إبن العاصمة اللبنانية بيروت، بشهادته التي تؤكد وجود الأسير يحيى سكاف في السجون الصهيونية”.

وفضلاً عن هذه الشهادات، حصلت عائلة الأسير سكاف عام 2000 على وثيقة من اللجنة الدولية للصليب الأحمر في بيروت، تؤكد أن يحيى موجود في أحد فروع الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية في سجن عسقلان.

ساحة النصب في المنية
ساحة النصب في المنية

حاخام يسبب إحراجاً للصهاينة

عام 2012 تم تشكيل لجنة من أصدقاء الأسير يحيى المقيمين في أستراليا لمتابعة القضية. وقامت اللجنة بسلسلة تحركات ولقاءات مع العديد من الشخصيات وحاخامات يهود، تسببت بإحراج وإزعاج كبيرين للإسرائيلين، فكانت النتيجة أن أبلغ بعض الحاخامات اللجنة بأن الأسير يحيى سكاف، قتل الكثيرين من الإسرائيليين، وهذا يتطلب من عائلته تقديم تعويضات مادية (تردد في بعض وسائل الإعلام أن إسرائيل طلبت 40 مليون دولار لتوزّع، وفق زعم الحاخام، على عائلات الإسرائيليين الـ 40 الذين قتلوا في العملية الفدائية التي قام بها سكاف ورفاقه)، مقابل الحصول على معلومات تفيد عن مكان وجود الأسير وحالته الصحية وإمكانية السماح لعائلته للقاء به.

نحن قوم لا نترك أسرانا

قضية الأسير سكاف: لا وهن ولاهوادة
قضية الأسير سكاف: لا وهن ولاهوادة

وأكد جمال سكاف إبن الشمال اللبناني المضيّ قدماً في ملف المناضل يحي “ضمن توجهّات الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصرالله، ومن وحيّ “الوعد الصادق الذي يقول إننا”نحن قوم لا نترك أسرانا في السجون”.

وأضاف جمال: “جرى لقاء بين عائلة الأسير يحيى سكاف و سماحة السيد حسن نصر الله بعد تحرير عدد كبير من الأسرى اللبنانيين والعرب في مقدمتهم الشيخ عبد الكريم عبيد والحاج مصطفى الديراني في كانون الثاني/ يناير عام 2004 فأكد سماحته حينها للعائلة أن قضية الأسير يحيى سكاف هي قضية مركزية لدى المقاومة.

وفي عملية تبادل الأسرى

الأخيرة التي أطلق فيها عميد الأسرى سمير القنطار في حزيران/ يوليو عام 2008 سلّم الإسرائيليون رفات ادعو انها للأسير يحيى سكاف، و أجريت فحوصات الحمض النووي للتأكد منها في لبنان والخارج أكدت انها لا تعود له”.

واعتبر سكاف أن “العدو يراوغ في ملف الأسير يحيى من أجل إبقائه في سجنه و الانتقام منه بسبب الخسائر الكبيرة التي تكبدها في تلك العملية البطولية”.

مجموعة الشهيد كمال عدوان التي نفذّت عمليات نوعية ضد العدو
مجموعة الشهيد كمال عدوان التي نفذّت عمليات نوعية ضد العدو

معادلة الجيش والشعب والمقاوم

ورغم مرور ثلاثة عقود ونيّف على غياب ابنها يحيى، لا تحيد عائلته عن الخط المناضل المقاوم وهاهي تحتفل بتشييد نصب تذكاري ليحيى على مدخل المنية، وهنا يوضح جمال سكاف: ” لقد اختار يحيى سكاف المقاومة بعد أن شاهد بأم العين احتلال فلسطين و الاعتداءات الصهيونية على لبنان من شماله إلى جنوبه حيث يسكن قرب مخيم نهر البارد الذي كان عرضة في تلك الأيام للاعتداءات الصهيونية فقرر الانتقام من العدو الغاصب من خلال المقاومة.

و نؤكد أنه لو كان بيننا اليوم لاختار طريق المقاومة من جديد و حمل سلاحه و توجه نحو فلسطين القضية المركزية للأمة التي تتعرض اليوم للمؤامرات لحرف الأنظار عنها وإلهائها بصراعات و فتن لا يستفيد منها الا العدو”.ويقول سكاف: “نحن نؤكد أن خيارنا كخيار أسيرنا المجاهد مع المقاومة التي قدمّت الاف الشهداء والجرحى و الأسرى من أجل أن نحيا بعزّ و كرامة و شرف، ولولا المقاومة لما تحررّ القسم الأكبر من الأرض اللبنانية والعدد الأكبر من الأسرى. ونؤكد أن معادلة الجيش والشعب و المقاومة هي الضمانة لحماية الوطن من الاعتداءات الصهيونية وتحرير ما تبقى من أرض و أسرى و نؤكد أن المقاومة ضرورية و يجب دعمها و مساندتها من كل أبناء الوطن و الأمة ما دام العدو لا زال يحتل فلسطين و يدنس مقدساتنا و يعتقل في سجونه الاُلاف من أسرانا”.

شقيق الأسير سكاف أحبّ أن يوجّه من أقصى شمال لبنان “ألف تحية وتحية إلى المقاومة في فلسطين ولبنان وإلى شهدائها وجرحاها وأسراها وإلى فلسطين و شعبها المجاهد الذي يقف في الخندق المتقدم في مواجهة العدو الغاصب. والتحية الكبيرة إلى الشهداء القادة: عماد مغنية، والسيد عباس الموسوي والشيخ راغب حرب وأبو جهاد الوزير والشيخ أحمد ياسين والسيد هادي نصر الله وإلى سناء محيدلي و القافلة طويلة. التحية الى سيد المقاومة وقائدها ورمزها السيد حسن نصر الله، وفي الذكرى السادسة والثلاثين لاعتقال الأسير يحيى سكاف نجدد عهدنا ووعدنا له حتى يعود إلى وطنه وأمته التي أسر وهو يدافع عن شرفها وكرامتها، و ندعو كل حر و شريف لدعم قضية يحيى سكاف ومساندتها”.

وعن إمكانية أسر المقاومة مستقبلاً لجنود إسرائيليين مقابل إطلاق سراح شقيقه والأسرى الفلسطينيين، يجيب سكاف: “نحن دائماً نناشد المقاومة الفلسطينية و اللبنانية القيام بواجبهم تجاه الأسير يحيى سكاف، وإننا على ثقة تامة بالمقاومة وبالسيد حسن نصرالله و بمقولته الشهيرة نحن امة لا تترك أسراها في السجون لأن الأمة التي تترك أسراها هي أمة بلا شرف و بلا كرامة”.

وعن الدور الذي قامت به الدولة اللبنانية لمتابعة القضية قال: “نشرت العائلة مؤخراً معلومات في وسائل الأعلام وطلبت من الدولة اللبنانية ووزارة الخارجية والسفارة اللبنانية في أستراليا التواصل مع اللجنة هناك للتأكد من حقيقة المعلومات ومتابعة القضية، لكن لم نلمس أي تحرك من قبل الدولة اللبنانية”.

بطاقة عميد الأسرى في سجون الإحتلال

جمال سكاف || قضيتنا في أيد أمينة في عهدة المقاومة
جمال سكاف || قضيتنا في أيد أمينة في عهدة المقاومة

– ولد الأسير يحيى سكاف في بلدة بحنين قرب مدينة المنية – قضاء الضنية شمال لبنان.
– تربى وهو يشاهد فظاعة الأعمال الإسرائيلية التي تمارس بحق الشعبين الفلسطيني واللبناني فانضم إلى فصائل المقاومة.
– إسمه الحركي: (أبو جلال) .
– شارك في عملية الشهيد كمال عدوان مع الشهيدة دلال المغربي في العام 1978 التي خطط لها القيادي الفلسطيني خليل الوزير (أبو جهاد) ضمن الجناح العسكري لحركة التحرير الوطني الفلسطيني فتح. وبعد نجاح العملية تم أسره و ما زال أسيراً حتى اليوم منذ 36 عاماً.
– عميد الأسرى والمعتقلين اللبنانيين والعرب في السجون الإسرائيلية .

مقالات ذات صلة