اخبار الوطن العربي

طائرات هجومية خفيفة وصواريخ أميركية.. للبنان

في الوقت الذي لا يزال الغموض يسيطر على ملف تسليح الجيش اللبناني وتفاصيل تجسيد الهبة السعودية للبنان، وعلى الرغم من الظروف القاهرة التي تعصف بالعالم العربي مؤخراً، يستمرّ الجيش اللبناني في تنفيذ مهامه الجديرة بسلاح يعود عمره إلى ثلاثين سنة أو أكثر، بإثبات أنّ التكتيك العسكري والتدريب الجيد والإرادة الوطنية تلعب الدور الأكبر على الأرض لتغطي النقص اللوجستي.

ولكنّ هذا التكتيك، ومهما تعاظمت قدراته، لا بدّ أن تخور يوماً أمام النقص اللوجستي، فإذا قالت اللوجستية لا، يتعيّن عندها على أي قوات مسلّحة تغيير خطة العمليات.

وفي الوقت الذي لا تزال فيه التساؤلات تطرح حول اللوجستية العسكرية اللبنانية المتوقع تشكيلها بموجب الهبة السعودية المقدّمة للبنان، وبمواكبة تنفيذ بنود الهبة من الأسلحة والأعتدة الفرنسية، علمت الأمن والدفاع العربي من مصادر مطّلعة في الجيش اللبناني أن سلاح الجو اللبناني يتوقع استلام أول دفعة من 12 طائرة هجومية خفيفة من طراز AT-6 من شركة هوكر بيتشكرافت للدفاع HBDC الأميركية ستشكل سرب طائرات الإسناد البري.

وأضافت المصادر نفسها أنّه كان قد تم الاتفاق مع الجهات الفرنسية ضمن الصفقة السعودية على تسليم لبنان 7 طائرات سوبر بوما (Super Puma) و7 مروحيات غازيل (Gazelle) محدّثة ومجهّزة بصواريخ HOT موجّهة مضادة للدروع، فيمتلك بذلك سلاح الجيش اللبناني خلال العامين المقبلين 14 مروحية سوبر بوما و14 مروحية غازيل.

وتجدر الإشارة إلى أنّ أن هنالك المزيد من الاهتمام ينصبّ على طائرة هوكر بتشكرافت الهجومية الخفيفة من قبل العديد من القوات العسكرية حول العالم، فهي تتميّز بالقدرة على استعمال القذائف الصاروخية الموجهة بواسطة الليزر، الأمر الذي يجعلها طائرة لا مثيل لها في أسواق الطائرات المهاجمة الخفيفة في أيامنا هذه.

وفي الإطار نفسه، كان نائب رئيس الأركان للتجهيز، العميد الركن مانويل كرجيان، قد تحدّث في مقابلة نشرتها مجلة الجيش في العدد 346، عن أنّ الجيش يستعمل أسلحة وعتادًا قديمين منذ الثمانينيات ولا زال يحافظ عليهما ويهتم بصيانتهما لأن الإمكانات لم تكن تسمح بتغيير تلك الأسلحة أو تطويرها. كان الجيش يتلقّى دعمًا من الولايات المتحدة الأميركية التي وصفت برنامج مساعدات يقدّر بحوالى 100 مليون دولار سنويًا. هذه المساعدات بدأت منذ العام 2006، وبواسطتها يشتري الجيش عتادًا أميركيًا وآليات وذخائر وبعض الأسلحة الخفيفة وقطع الغيار وفق احتياجاته وبأسعار خاصة؛ كما يستخدم قسمًا منها للتدريب على الأسلحة المتطوّرة لمواكبة التكنولوجيا العسكرية.

عن الخطة الخمسية قال كاراجيان إنّ الخطة حددت بوضوح أهداف الجيش الأساسيّة وتمّ تحديد الخطوات اللازمة بغية تطوير إمكاناته وأوّلها الدفاع عن لبنان وحفظ أمن حدوده، والحفاظ على الأمن الداخلي والاستقرار من خلال دعم قوى الأمن الداخلي في مهماتها، بالإضافة إلى مكافحة الإرهاب بجميع أشكاله، وتطبيق قرارات الحكومة اللبنانية وتنفيذ تعهداتها الدولية خصوصًا القرار 1701، وأخيرًا دعم المهمات الإنسانية ومهمات الإغاثة عند الضرورة، وأضاف أنّ ما طلبه الجيش من عتاد وعمليات ضمن الخطة الخمسيّة يتطابق مع الأهداف المذكورة.

وبحسب كاراجيان فإنّ المبادرة السعودية جاءت نتيجة مشاورات مطوّلة وأثمرت دعمًا ماليًا للجيش اللبناني بلغ 3 مليارات دولار ستسمح له بإبرام اتفاق مع الدولة الفرنسية، ما يتيح له شراء أسلحة حديثة ومتطوّرة. وقد عقدت «هيئة التسليح» المؤلّفة من أركان وضباط القيادة من جميع الاختصاصات اجتماعات متتالية لمدة أسبوعين في اليرزة إثر إقرار الهبة وحددت حاجات الجيش انطلاقًا من الخطة الخمسيّة والموازنة التي أقرّتها الحكومة في وقت سابق. وأوضح كاراجيان أنّ هذه الأموال ليست مشروطة بأي شكل من الأشكال بل سيستطيع الجيش بواسطتها شراء كل ما يحتاجه لمواكبة عصر الأسلحة الجديد ومواجهة التحدّيات التي يقابلها يوميًا في صراعه مع الإرهاب والصراعات الداخلية على الساحة اللبنانية، إضافة إلى مواجهة العدو الإسرائيلي.

الامن والدفاع العربي

2014 – أيار – 20

مقالات ذات صلة