اخبار الوطن العربي

تحالف الحريري عون.. لانهاء الامارة الجنبلاطية في الشوف

“ليبانون ديبايت” – وائل تقي الدين:

ليس صعباً على من يستمع الى المؤتمر الصحافي الاخير لرئيس تكتل التغيير والاصلاح العماد ميشال عون ان يلاحظ الهجوم الكبير الذي شنّه على رئيس جبهة النضال الوطني النائب وليد جنبلاط. الهجوم المستغرب الى حدّ ما – كونه يأت في مرحلة الهدنة التي اعلنها عون على جميع الافرقاء في الساحة السياسية اللبنانية للتمهيد لوصوله الى رئاسة الجمهورية كمرشح توافقي – يصبح اكثر من طبيعي بعد المعلومات التي تتداول عن سير التفاهم العوني الحريري الى تحجيم اللاعب الجنبلاطي في الحياة السياسية.

تؤكد مصادر مطلعة لموقع “ليبانون ديبايت”، ان “عون لم يكن بوارد فتح اي معركة كلامية مع احد وخاصة في ظل رهانه على تأييد معظم القوى السياسية له للوصول الى بعبدا، لكن على ما يبدو ان العصي الجنبلاطية اعاقت تقدم المشاورات بين الحريري وعون باعتبار ان الحريري كان قد اقترح على عون ان لا يكون مؤيداً مباشراً له للوصول الى الرئاسة الا انه يمكنه ان يبلغ انه لا يمانع وصول عون، ويحفظ بذلك مياه الوجه مع حلفائه المسيحيين وفي الوقت نفسه ينتخب عون رئيساً بعد تأييد جنبلاط له بتفاهم مع الحريري، لكن جنبلاط عرقل هذا الحلّ”.

تضيف المصادر: “غضب عون من جنبلاط لم يكن يتيماً، فالحريري ايضاً يرى بان جنبلاط هو من ساهم في اسقاط حكومته، وهو من سمّى الرئيس نجيب ميقاتي لخلافته، وهو يعرف ايضا ان جنبلاط يتحكم بالكثير الاستحقاقات في ظل الانقسام الحاد بين قوى الثامن والرابع عشر من آذار، وهو اكثر المتضررين من التقارب بينهما في حال حصوله”.

وتعتبر المصادر انه “من هنا بدأ نوع من التفاهم ينشأ بين الحريري وعون حول تحجيم الكتلة الجنبلاطية، وهو امر يمكن ان يحصل في حال تغيّر القانون الانتخابي، وهذا ما المح اليه عون عندما قال انه في حال عدم الاتفاق على رئيس توافقي قبل شهر آب فهو سيكون اول الداعين لاجراء الانتخابات النيابية المؤجلة في موعدها وتاليا تغيير التحالفات الانتخابية، وربما تغيير التوازنات النيابية التي يمكنها ايصال رئيس للجمهورية الى قصر بعبدا”.

ولا تستبعد المصادر “حصول تحالف انتخابي بين المستقبل وعون في الشوف الامر الذي سيؤدي الى اقصاء جميع النواب الموالين للنائب جنبلاط، وهذا الامر سيقلص عدد نواب جنبلاط بشكل كبير جداً، الامر الذي سيؤدي الى انتهاء الامارة الجنبلاطية في الشوف الى غير رجعة”.

وتؤكد المصادر ان “هذه الاحاديث تبدو جدية وبدأت تدخل بشكل جدي في المفاوضات الجارية بين المستقبل والوطني الحرّ، ولعل الايام المقبلة كفيلة بالحكم على ما اذا كان هذا التقارب سيصل الى نهاية سعيدة”.

وائل تقي الدين | ليبانون ديبايت

2014 – حزيران – 03

مقالات ذات صلة