اخبار الوطن العربي

ترحيل سعوديين من لبنان ورفض اعطاء سمات دخول لآخرين

خاص “ليبانون ديبايت” – ميشال نصر:

تشهد العاصمة اللبنانية هذه الايام زحمة وفود امنية عربية وغربية، منها في السر واخرى في العلن، للاطلاع ولابداء الاستعداد لتقديم الدعم اللازم للاجهزة الامنية اللبنانية في اطار الحرب الدولية ضد الارهاب، التي دخلها لبنان مجبرا مع تأثره بتداعيات الحرب السورية بداية، وحاليا ارتباطا بالاحداث العراقية.

تحت هذا العنوان اندرجت زيارة الوفد الامني السعودي الى بيروت والذي اجرى سلسلة من الاتصالات مع عدد من المسؤولين المعنيين بالملف في مقدمتهم المدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم، الذي يتولى الاشراف المباشر على التحقيقات مع الارهابي المفترض، السعودي عبد الرحمن الشنيفي، الذي اشارت المعلومات عن نقله الى مستشفى اوتيل ديو، حيث يخضع للعلاج تحت الحراسة المشددة، من التهاب حاد اصاب الجروح والحروق من الدرجة الثالثة في بطنه ويديه، رغم المساعدة الطبية التي قدمت له في مكان توقيفه حيث احتجز لاسباب امنية ولضرورات التحقيق، الذي ختم مع استماع قاضي التحقيق الى افادته واصدار مذكرة توقيف وجاهية بحقه. فيما كان الاتصال مفتوحا بين وزير الداخلية اللبناني ونظيره السعودي الامير محمد بن نايف، الذي اكد للمشنوق، وقوف المملكة الى جانب لبنان في حربه ضد الارهاب والاستعداد لتقديم كل المساعدات المطلوبة، مهنئا السلطات اللبنانية على تحقيقها انجازات مهمة خلال الفترة الماضية جنبت لبنان المخطط الكبير الذي كان مرسوما له.

مصادر مرافقة للوفد السعودي اشارت لموقع “ليبانون ديبايت” الى ان مهمته اقتصرت على:

-احضاره نتائج الحمض النووي لكل من الانتحاريين عبد الرحمن ناصر الشنيفي وعلي ابراهيم الثويني لمطابقتها مع نتائج الفحوص اللبنانية والتأكد من الهويات.

– اطلاعه على محاضر التحقيق وظروف الاعتقال، حيث علم ان الفريق السعودي زار الموقوف.

– طلبه الحصول من الموقوف على بعض المعلومات من خلال اسئلة سلمت الى الضباط المولجين بالتحقيقات.

– نقله رسالة واضحة من المسؤولين السعوديين تؤكد على تأمين اقصى درجات التعاون مع الاجهزة اللبناني المختصة، من خلال متابعة التحقيقات الضرورية على اراضي المملكة في حال وجود مشتبه بهم.

– ابلاغه السلطات اللبنانية استعداد المملكة لايداع الجهات اللبنانية المختصة لائحة الاشخاص المطلوبين والمسجلين في خانة الارهابيين والتعديلات التي تطرأ عليها، مع تقديم كل المعلومات الضرورية واللازمة عنهم .

-تاكيده استعداد المملكة لتقديم اي دعم تقني او فني واستخباراتي معلوماتي في اطار التعاون في الحرب على الارهاب.

الا انه، ابعد من ذلك، ادرجت مصادر دبلوماسية التحركات السعودية العاجلة تجاه بيروت، في اطار مسارعة سلطات المملكة لابداء تعاونها مع الدولة اللبنانية وبخاصة جهاز الامن العام، رغم الصبغة السياسية الموسوم بها، قطعا للطريق واقفالا للباب امام اي توظيف سياسي لما حصل قد يستخدم ضد الرياض، من قبل جهات دأبت على ذلك خلال الموجة الاولى من الاحداث التي ضربت المناطق الشيعية سابقا متهمة عن غير حق المخابرات السعودية والامير بندر بن سلطان بالتحديد، بالتزامن مع حملات تجييش في الشارع ضد السعودية.

مؤكدة وجود رغبة سعودية صادقة لقطع دابر الفتنة التي تحاول بعض الاطراف ايقاظها بين السنة والشيعة على خلفية الاحداث الاقليمية الممتدة من سوريا الى العراق.

خطوات ردت عليها الدولة اللبنانية باحسن منها، على ما يؤكد مصدر وزاري لبناني، عندما رفضت الحكومة فرض تأشيرات دخول على الرعايا الخليجيين وبالتحديد السعوديين، علما ان المديرية العامة للامن العام نفذت قرارات ترحيل بحق عدد من السعوديين، بتهمة الاشتباه بالانتماء الى مجموعات ارهابية، بالتنسيق مع سفارة المملكة في بيروت، كما انها رفضت اعطاء سمات دخول لعدد آخر لدى وصولهم الى مطار بيروت معيدة اياهم من حيث اتوا، دون ان يثير ذلك اي اعتراض سعودي.

يعتبر الكثيرون ان المملكة مرتاحة جدا لوجود نهاد المشنوق على رأس وزارة الداخلية في هذا الظرف الحساس نظرا للعلاقة الممتازة التي تجمعه بشخصيات اساسية في المملكة، حتى ان البعض ذهب الى حدود اعتبار تقربه من حزب الله، انما هو “تنفيذا” للسياسة السعودية الحالية. لكن هل تكفي هذه العلاقة الشخصية لصون العلاقة بين الدولتين ؟

ميشال نصر | ليبانون ديبايت

2014 – تموز – 03

مقالات ذات صلة