اخبار الوطن العربي

نصرالله: مرشحنا عون وما يجري في المنطقة صراع سياسي بامتياز وليس مذهبيا فمعركتنا مع التكفيريين واسرائيل

الإثنين 03 تشرين الثاني 2014 الساعة 20:47

وطنية – اطل الامين العام ل”حزب الله” السيد حسن نصرالله شخصيا، خلال احياء مراسم ليلة العاشر من محرم في مجمع سيد الشهداء في الرويس، والقى كلمة قال في مستهلها: “نسأل الله ان يتمم علينا احياء الليلة ويوم غد بلطفه ومنه وأمانه، كما نتوجه بالشكر إلى كل اللذين تعبوا خلال الأيام الماضية ليؤمنوا الحماية لكل هذه المجالس التي تم احياؤها خلال الايام السابقة”.

ثم تطرق الى الوضع السياسي فقال:” في ما يتعلق بالمجلس النيابي، المجلس الحالي تنتهي ولايته قريبا ومهل اجراء الانتخابات تضيق، هناك 3 خيارات إما الذهاب إلى الانتخابات إما التمديد إما الفراغ. بالنسبة لنا من أول يوم أبلغنا كل أصدقائنا وحلفائنا أننا مستعدون لاجراء الانتخابات، ولا مانع لدينا من التمديد”.

اضاف: “لسنا جاهزين أبدا أن يذهب أحد بالبلد إلى الفراغ، ونأسف لتوجيه الاتهام الينا بأخذ البلد إلى الفراغ، وهو ما نرفضه هو الذهاب إلى الفراغ، ونحن مع اي شيء يمنع من الذهاب إلى الفراغ. وصلنا إلى نقطة حساسة جدا يتوقف عليها مصير مؤسسة مجلس النواب، ونحن جميعا معنيون بأن نقدم المساعدة للرئيس بري لاخراج البلد من هذا المأزق الكبير

وعن الانتخابات الرئاسية قال: “قناعتنا تقول انه لا يوجد أحد في البلد يريد الفراغ في رئاسة الجمهورية، نريد بأسرع وقت ممكن ان يكون هناك رئيس جمهورية في قصر بعبدا، وأدعو القوى السياسية إلى العمل إلى استعادة هذا الملف من القوى الاقليمية”.

اضاف:”سوريا قالت أن ما يقبل به حلفاؤئنا في لبنان سنمضي به، والعديد التقوا مسؤولين ايرانيين وقالوا للجميع ان هذا شأن لبناني داخلي، وفي نهاية المطاف إيران تريد ان يتحقق هذا الاستحقاق. إذا نحن كفريق سياسي في البلد بالنسبة لفريقنا الاقليمي مرتاحون.البعض حاول ان يربط ملف الرئاسة بالملف النووي، وهذا خطأ لأن إيران ترفض أن يربط ملفها النووي بأي ملف آخر”.

وتابع:” فريقنا يملك القرار الداخلي الوطني وتفويض إقليمي، وهذا ما يجب ان ينجز لدى الفريق الآخر. وبالنسبة لنا نحن ندعم ترشيحا معينا ومحددا وكل العالم تعرفه، وهذا الترشيح يتمتع بأفضل تمثيل مسيحي وأفضل تمثيل وطني، والاحرف الاولى من اسمه هي العماد ميشال عون، والبعض يقول انه يجب التخلي عن دعم هذا الترشيح، وهذا غير منصف”.

واردف:”اقول للبنانيين وللقوى السياسية اللبنانية، إذا كنتم تنتظرون تغيرات إقليمية فستنتظرون طويلا، يجب ان يكون الحوار الاساسي مع المرشح الطبيعي الذي يتبناه فريقنا السياسي”.

وعن أحداث الشمال قال: “من خلال المعطيات والمعلومات والحقائق، أصبح واضحا حجم ما كان يحضر لطرابلس وللشمال. لا شك بأن الذي تحمل العبء الأول في هذه المواجهة هي مؤسسة الجيش اللبناني، اذ تحمل الجيش الاساءات وواصل عمله وتحمل مسؤولياته ونجح. ونؤكد ثقتنا وايماننا بأن الجيش اللبناني والقوى الامنية الرسمية، تشكل الضمانة الحقيقية لبنان وبقائه، وهوأثبت جدارته في أكثر من تحد خطر، وهو قادر على تحمل هذه المسؤولية عندما تتوفر له الامكانيات المادية”.

اضاف:”الانصاف يقول ان العامل الآخر والاساسي جدا والذي ساهم في تخطي لبنان لهذه المصيبة الكبرى، هو موقف أهل الشمال عموما والمرجعيات الدينية والسياسية في الطائفة الاسلامية السنية الكريمة في لبنان. ولو لم يكن هذا الموقف، لأخذت الأمور في الشمال وطرابلس منحى أخر. نقدر عاليا هذا الموقف وهذا السلوك وهذا الأداء

وتابع:”يجب ان نسجل بأن الدور الأبرز في هذا الموقف هو لتيار المستقبل ولقيادة تيار المستقبل، قد نختلف في كثير من المواقف وفي كثير من التحليلات والتقييمات وأحيانا قد نصل إلى مرحلة العداء، لكن أخلاقنا تقول انه عندما يكون هناك موقف صحيح وشريف، يجب ان نشكره ونقدره بمعزل عن كل الخلافات بيننا. في هذا السياق وجهت دعوات إلى الحوار في وسائل الاعلام، إذا أردنا ان نحيد البلد ونحصن البلد يجب ان نتحاور مع بعض. ونحن خلال الاسابيع الماضية، قامت جهات حليفة وجهات صديقة بالتحدث معنا، وقالوا: أما آن الأوان لحوار بين المستقبل وحزب الله؟، وقلنا أن لا مانع لدينا. وأعلن من هذا الموقع، اننا مستعدون لهذا الحوار وجاهزون له، وهذا الموضوع قيد المتابعة. نحن مع كل دعم يقدم للجيش اللبناني، في هذا السياق كانت الهبة الإيرانية، وخلال كل المدة الماضية كان يقال أن إيران لم تقدم شيئا ولم تساعد، لذلك أتى وفد إيران وقدم الهبة التي ستكون بوابة لهبات إيرانية مستمرة. هذه الهبة غير مشروطة، إيران تريد أن تساعد ونحن كفريق لبناني نقول: اننا لا نريد ان نحرج أحدا وفيها مصلحة للبنان”.

وعن ملف العسكريين قال نصرالله: “نحن كحزب الله نظرا لخصوصيتنا ووجودنا في سوريا، نفضل ان لا نقارب هذا الموضوع اعلاميا، هذه القضية في عقلنا وقلبنا، الحكومة اللبنانية تتابع هذه المسألة بجد وهي مسألة معقدة، وأدعو أهالي العسكريين إلى مزيد من الصبر وإلى مزيد من الدعم للحكومة، لأنه في مسألة معقدة من هذا النوع نحتاج إلى التكاتف والتعاون. كماأدعو الحكومة ان لا تغفل الملفات الحياتية والاجتماعية للناس، فالجهة الوحيدة القادرة والمعنية بمعالجة هذه الملفت هي الحكومة والدولة فقط لا غير”.

وعن الاوضاع الاقليمية قال:” نسمع دائما ان في دول المنطقة صراعات كبيرة وخطيرة وتحديات وأخطار، وان هناك بلدات تدمر، ويقولون ان هذا الصراع سني شيعي، هذا خطأ كبير ي

رتكب بحق المنطقة وما يحصل فيها. هناك خطأ في فهم وتشخيص الصراعات وهذا ما يعقد الحل. ما يحصل الآن في المنطقة مصيري، ولا أحد يمكن ان يقول ان ما يجري في المنطقة لا يعنيه، هناك خطر كبير على كل المنطقة. ألا يستحق هذا الخطر ان ننظر إلى اسبابه؟”.

وتابع:”الصراع في ليبيا يعكس صراع محورين اقليميين وليس صراعا بين السنة والشيعة، هناك محور تركي – قطري يدعم الجبهة في ليبيا، ومحور إماراتي سعودي يدعم جبهة أخرى. في سوريا، هل صراع جبهة النصرة مع باقي الجماعات المسلحة في سوريا صراع سني شيعي، هل المعركة في كوباني هي صراع سني شيعي؟ وهل استهداف المسيحيين في العراق وسوريا إلى حد الابادة، له علاقة بالصراع السني الشيعي. هل استهداف بقية الاقليات له علاقة بالصراع السني الشيعي؟ هذا التشخيص هو تشخيص خاطىء، ما يجري في المنطقة صراع سياسي بامتياز، هناك قوى سياسية وقوى شعبية تناضل وتعمل لتحقيق هذا المشروع، ان كان حقا أم باطلا. يجب ان نفهم وان نستوعب ان الصراع ليس مذهبيا، ونحن معنيون بأن لا نحول هذا الصراع إلى مذهبي”.

وتوجه إلى الشيعة قائلا: “معركتنا هي مع التكفيريين الذين يريدون سحق الجميع ومع اسرائيل، وليست مع الطائفة السنية، يجب ان لا نقبل بهذا وان لا نتصرف على هذا الاساس. وعداء التكفيريين ليس فقط للشيعة، وانما لكل ما عداهم ومن عاداهم. وهناك دول تسعى لتقديم الصراع على انه مذهبي لتستقطب أتباع مذهب معين ضد الآخر”.

وتوجه إلى المسيحيين بالقول:”الكل في دارة الاستهداف وعلى الكل ان يتحلى بالوعي وان يتحمل المسؤولية، وعلى المسيحي الا يقول ان ما يحصل لا يعنيه.

وختم نصرالله: “غدا يوم الفداء والعطاء بلا حدود، يوم الاخلاص والوفاء والثبات والعزم والشوق، غدا يوم اللهفة ويوم الدم المسفوك، يوم الدمعة الساكبة والغصة الدائمة، لكنه أيضا يوم الحماس والالهام، غدا يطل أبو عبدالله الحسين عليه السلام على العالم من جديد وهو يخوض معركة الدفاع عن اسلام جده محمد، وعن الأمة ووجودها وكرامتها ليطلق نداءه الخالد”.

ودعا الى “المشاركة الكثيفة في احياء مراسم العاشر من محرم في الضاحية الجنوبية لبيروت غدا، وقال:” لنجدد للحسين عهدنا وثقنا بأننا معه ولن نتركه مهما حصل. غدا سنثبت للعالم وللحسين في عليائه أننا فوق التهديد وفوق الاخطار وفوق التحدي”.

مقالات ذات صلة