اخبار الوطن العربي

هل من يجرؤ على توقيف الشيخ سالم الرافعي؟

“ليبانون ديبايت” – لارا الهاشم:

اذا كان البعض نسي يوم اعتلى الارهابي خالد حبلص المنبر في مسجد التقوى والسلام مطالبا باقامة الدولة الاسلامية، فلا شك ان اخرين يتذكرون الخطبة عينها التي ناصر فيها حبلص الفار احمد الاسير. كان ذلك بعد معارك عبرا التي استشهد فيها 18 عسكريا. يومها استنفر حبلص النزعة الطائفية للمصلين الذين صاحوا باعلى صوتهم “الله معك يا اسير”. يومها، خرج الكلام التحريضي على لسان الشيخ خالد حبلص من على منبر امام مسجد التقوى الشيخ سالم الرافعي.

بعد توقيفه اعترف حبلص بأن الرافعي اواه والاسير في منزله في الكورة لحوالى الثمانين يوما بحسب ما اكدت المعلومات الامنية. الا ان الاعتراف مر مرور الكرام رغم تأكيد الاجهزة الامنية على صحته.

اليوم يعود اسم الشيخ سالم الرافعي الى الدائرة الحمراء من بوابة تسريبات اعترافات احمد الاسير. وفق هذه التسريبات فان الرافعي استقبل الاسير لايام بعيد فراره اثناء تنقله بين عين الحلوة والشمال اللبناني.

مرة جديدة لم يتحرك القضاء في ظل صمت كامل للرافعي الذي يرفض التعليق على الخبر. حاول ليبانون ديبايت الاتصال به لاستيضاح رأيه الا ان رد مرافقه كان بأن الشيخ يعتذر عن اي تصريح اعلامي في الفترة الراهنة.

مصادر قضائية مطلعة على التحقيقات ترفض تأكيد او نفي تورط الرافعي. تقول ان القضاء سيأخذ مجراه بناء على اعترافات الاسير رافضة الغوص في الاسماء منعا للتشهير بالاشخاص، على اعتبار ان الاعترافات ستكون قيد المتابعة للتأكد من صحتها.

لكن المتابع لمسيرة الرافعي يعتبر ان الشيخ السلفي المناصر للثورة السورية والمدافع الاول عن اهل السنة والمنادي بمظلومية اهل السنة لا يستبعد تعاطفه مع حبلص او الاسير او غيرهم. فقبلهما اوى محمود الحلاق واخرين من المطلوبين في احداث طرابلس كما تقول مصادر امنية لليبانون ديبايت. ان لم يكن من باب اخفاء مطلوبين فهو من باب حماية شباب السنة المستهدفين والمعتقلين من باب الكيدية والتعسف كما كان يردد في كل اطلالة وخطبة. وانطلاقا من هذه المسيرة لا يغفل على احد ما قد يتسبب به استدعاء الرافعي للتحقيق او توقيفه، من تفجير في الساحة السنية عموما والطرابلسية خصوصا. ولكن هل مثل هذا الامر محتمل؟

فعاليات طرابلسية مقربة من الرافعي تستبعد ان تلجأ الاجهزة الامنية الى توقيف الاخير بل ان اعترافات الاسير ان صحت قد تذهب مع الريح لاسيما وان الاجهزة الامنية تتكتم بشكل كبير على مضمون التحقيقات وبالتالي فان توريط الرافعي قد يوضع في خانة الاشاعات والتسريبات المضللة. غير ان الفعاليات عينها تؤكد ان رئيس هيئة العلماء المسلمين السابق قد نسج علاقات مميزة مع المخابرات والامن العام اللبناني لاسيما من خلال الدورين البارزين اللذين لعبهما في اطلاق راهبات معلولا وموقوفي اعزاز. وبالتالي فان هو فعلا اوى الاسير فبعلم من الاجهزة الامنية. عدا ان الشيخ يحظى بحماية احد رؤساء الحكومة السابقين ووزير سيادي بارز ما يعني انه بمنأى عن اي اجراء قضائي”.

لكن، بكافة الاحوال، وان صحت التسريبات فيما يخص الرافعي، فان تجربة محمد علي الشريف (مدير المشتريات في منزل النائب بهية الحريري) الذي اوى الاسير ليومين وخرج بسند اقامة لعدم توفر الادلة الجرمية، ستظهر عاجلا ام اجلا ان ثمة كثرا في لبنان “فوق راسن خيمة”.

لارا الهاشم | ليبانون ديبايت

2015 – آب – 21

مقالات ذات صلة