اخبار الوطن العربي

كيف قُتلت إبنة القليعة في السويد على يد لاجئ؟

السويد || نشأت ابنة الـ22 ربيعاً، ألكسندرا بيار مزهر من بلدة القليعة الجنوبية، مع ذويها في مدينة بوروس السويدية، مُحبّة لعمل الخير من دون تمييز كما يصفها أقرباؤها. وكانت تُعنى بشؤون اللاجئين هناك، بصفتها معالجة نفسية تساعد على تأهيل القاصرين من اللاجئين من دول عدة، في تجمّعٍ سكني في مدينة مولندول.

لم تكن ألكسندرا تدري أنّها ستقضي بعمر الورد في الثامنة من صباح أمس الأول، بثلاث طعنات سكين، في ظهرها وخاصرتها وجنبها، على يد لاجئ حاقد بسنّ الثانية والعشرين من التابعية السوريّة، وليس كما تناقلت وسائل الإعلام بأنّه قاصر، وفق معلومات لأعمامها والأقارب في بلدة القليعة.

وقد وقع الخبر على الأقرباء مثل الصاعقة، حيث ترتسم بوضوح معالم الأسى والحزن على وجوههم، وهم ينظرون بحسرة إلى «الملاك» الذي انتقل إلى السماء على حدّ تعبير عمتها نهى.

وهذه المأساة في حق الشابّة، ذكّرت بالجريمة التي ارتكبها لاجئون في السويد قبل شهر، في حق أستاذ لبناني من منطقة الكورة، وهي مأساة مستمرة يدفع ثمنها اللبنانيون في الاغتراب ولا مَن يسأل، حيث أبدى ذوو الكسندرا عتبهم على الدولة التي لم تسأل عمّا ألمَّ بهم، ولم تُفدهم بأيّ أمر في شأن الجريمة. وها هو شقيقها شربل، المقيم في منزل جدته في القليعة منذ قرابة العام، يؤمن بعدالة الدولة السويدية «التي لا بدّ أن تَقتصّ من القاتل على جريمته النكراء»، كما قال لـ«الجمهورية».

منزل العائلة يعجّ بالمعزّين، حيث قال عمّها جورج: «لم نتبلّغ حتى الساعة ملابسات الحادثة، لكن ماذا ينفع وقد رحلت هذه الملاك عن وجه الدنيا؟»، فيما قال عمّها الياس: «وصلتنا بعض المعلومات بأنّ القتل كان عمداً من لاجئ حاقد، كافأها على حبّها لعمل الخير».

عمّتها نهى بَكت بحسرة ابنة أخيها التي كانت تأتي كل صيف لتمضي أوقاتاً جميلة في ربوع ضيعتها، وقد سألت: «كيف يسمح لهم قلبهم بمبادلة من يقدّم لهم الخير بارتكاب هذه الجريمة بحقّ صبية بعمر الورد؟ هي ملاك أعادها الله إلى حضن الآب».

التفاصيل المتوافرة تفيد أنّ الكسندرا توجهت كالمعتاد صبيحة أمس الاول، من مدينة بوروس السويدية إلى مكان عملها في مركز إيواء اللاجئين القاصرين الذين تتراوح أعمارهم بين 14 و 17 عاماً، في مدينة مولندول غرب السويد، حيث اكتشفت أنّ هذا اللاجئ ليس قاصراً، وأنه لا ينتمي إلى هذا المجمّع، وهي حيلة يلجأ اليها اللاجئون للإفادة من خدمات وإقامة ومسكن.

فاستشاطَ غيظاً ووجّهَ إليها كلمات نابية واصفاً إيّاها بالـ«كافرة»، وطعنها بسكين كانت في حوزته في الظهر والخاصرة، وأجهَز عليها بطعنة ثالثة في جنبها وهي تتهاوى على الأرض، مضرّجة بدمائها وسط ذهول الحاضرين.

الصحف السويدية أوردت الخبر في صفحاتها الأولى من دون ذكر ملابسات الجريمة، في انتظار تحقيقات الشرطة، التي أفادت أنّ الموظفة البالغة 22 عاماً من أصول لبنانية توفّيت في المستشفى، مشيرة الى أنّه تمّ توقيف الفتى بتهمة القتل من دون أن تُحدّد هويته أو جنسيته. وقال المتحدث باسم الشرطة توماس فوكسبرغ: «إنّ هذه الحوادث أصبحت تتكرر بكثرة، ونتعامل معها منذ وصول أعداد كبيرة من اللاجئين من الخارج».

وتدارَك: «لم تكن الحال هكذا قبل 6 أشهر. وهذا يعني أننا لن نتمكن من التدخل بشكل ناجح في مجالات أخرى».

وقد طلبت الشرطة من ذوي الضحية أخذ العلم بوجوب تشريح الجثة، وأنها لن تسلّم إليهم إلّا بعد 15 يوماً وفق المقتضيات الجنائية في السويد. وفي السياق، يسافر شقيقها شربل وعمها جورج إلى السويد للوقوف إلى جانب العائلة في محنتها، والمشاركة في دفن الشابة الضحية في تلك البلاد.

وكان والد ألكسندرا، بيار مزهر، قد هاجر إلى السويد وهو في الـ17 من عمره، ليعود ويتزوّج ابنة قريته شيماء نقولا، ويسافران سوياً إلى السويد ليعملا ويكافحا لتأسيس عائلة سعيدة، تضمّ الإبنة الوحيدة الكسندرا، وأشقاءها الثلاثة شربل (20 عاماً)، الياس (16 عاماً)، ودانيال (10 سنوات).

إشارة إلى أنّ السويد التي تعد 9,8 ملايين نسمة، إستقبلت أكثر من 160 ألف طالب لجوء عام 2015، لتصبح بين الدول الأوروبية التي استقبلت أعلى عدد من المهاجرين نسبة الى عدد سكانها. وقد عمدت الى تشديد شروط استقبال اللاجئين منذ بداية السنة.

المصدر: الجمهورية

مقالات ذات صلة