اخبار الوطن العربي

نصرالله: للحفاظ على الهدوء والطمأنينة والسلم في لبنان لا ننوي الاستقالة من الحكومة والبقاء فيها مصلحة وطنية

الثلاثاء 01 آذار 2016 الساعة 22:06

وطنية -اطل الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله هذه الليلة عبر شاشة “المنار” متحدثا عن آخر التطورات السياسية.

بداية، توجه بالمواساة لعوائل الشهداء ومن بينهم الشهيد القائد علي فياض الذين استشهدوا اثناء مساعدتهم ومساهمتهم في فك الحصار عن حلب، معلنا الحديث في الايام المقبلة عن هذه المناسبة بالتفصيل.

واوضح ان الهدف من هذه الاطلالة الحديث عن التطورات التي حصلت في لبنان والمواقف التي اطلقتها السعودية مؤخرا يوم اعلنت عن ايقافها الهبات للجيش اللبناني، وقد واكب ذلك حملة سياسية واعلانية واسعة، ان من السعودية وبعض دول الخليج او من بعض القوى السياسية في لبنان.

اضاف: “منذ ذاك الاعلان ادخل لبنان في مناخ من التوتر على الصعيدين الاعلامي والشعبي، وادخل الخوف في قلوب اللبنانيين او ممن يريد المجيء الى لبنان. وفي هذا السياق حصلت تحركات شبابية في الشارع.منذ 19/2/2016 يوم اعلان وقف الهبات دخلنا في مرحلة جديدة واضحة رافقها تصعيد سعودي. سأتطرق الى ثلاثة عناوين حول هذا الامر وموضوع ( ام بي. سي) وتقييمنا للمشكلة مع السعودية، لافتا الى انه سيترك جزءا من هذه المعالجة الى الاسبوع المقبل.

ثم بدأ نصرالله بشرح الموقف السعودي وما رافقه وقال:” لقد حصلت عدة امور من بينها توزيع بيانات مجهولة المصدر معروفة الخلفية تطلب من اهل السنة في الضاحية الانتباه وان طريق الجديدة مستهدفة، وذهبت الى حد التمادي الاعلامي في هذا الامر”.

ورأى ان هدف هذه البيانات كان للعمل على الفتنة بين الشيعة والسنة، اضافة الى اعلان السعودية منع سفر رعاياها الى لبنان لاسباب امنية، منتقدا ذلك “لأن لا اسباب توحي بحصولها. اما الاعلام فأخذ مداه في تأجيج الفتنة والادعاء ان 7 ايار جديد سيحصل.

وقال:” لنعترف ان رد الفعل الشبابي على برنامج ( ام بي سي) ساعد في اثارة المخاوف والقلق في الاوساط الشعبية اللبنانية.؟

واضاف:”البعض يفترض ان حزب الله مضغوط وانه يريد قلب الطاولة، لكن هذا الامر سخيف، واقوله للعدو حتى ييأس وللخصم كي لا يخطىء بالحسابات والصديق كي لا يقلق لان وضعنا مرتاح، ونحن في وضع افضل على الصعيدين المحلي والاقليمي”.

وأصر على الحفاظ على الهدوء والطمانينة والسلم في لبنان، نافيا اي تحضير ل 7أيار ولا لقمصان سود، او لأي توتير، مشددا على قول ذلك لاسباب وطنية لانها مسؤولية اخلاقية، وان لا مشكلة امنية في لبنان ولا اي مؤشر للصدام، مكررا التأكيد ان لا نوايا عند حزب الله لأي تصعيد.

وتمنى وقف القتال في سوريا واستمرار الهدنة والذهاب الى حل سياسي، ولكن تركيا واسرائيل لا تريدانه وربما اميركا، ولكن رغم كل ما يجري بيننا وبين السعودية يجب تحييد هذا البلد بما فيه النزول الى الشارع حتى لو كان نزولا سلميا.

وأكد رفض الادعاء ان حزب الله يريد قلب الطاولة لأننا نريد التواصل حولها، وان تبقى هذه الطاولة، ولكن من يريد أن يقلبها فليتفضل.

وخاطب أصدقاء الحزب بعدم الاصغاء لهذا الصراخ والوعيد والتهديد وتربيح الجميلة.

ولفت الى تشابه بين الصراخ والاتهامات الحالية وما حصل منذ العام 2005.

وعن موضوع الحكومة قال :”سمعنا عن أجواء استقالة لكن نحن لا ننوي الاستقالة من الحكومة، والبقاء فيها مصلحة وطنية، وهذه الحكومة حكومتكم وليست حكومتنا ولكن سنبقى فيها”، واصفا الذين يتحدثون بهذه اللغة بأنهم مربكون.

وعن الحوار مع “المستقبل” قال:” اننا مع استمرار الحوار لأنه مصلحة وطنية وإن كنا لا نريد أن يمن علينا أحد ولا نمن نحن على سوانا، لأن المصلحة في الحوار بمعزل عن نتائجه”.

وتابع:” في هذا السياق “هناك خشية لأن بعض القوى السياسية في لبنان لا تريد الانتخابات البلدية، في وقت يرغب حزب الله بإجراء انتخابات بلدية، والبعض الآخر ربما يريد توتيرا أمنيا لمنع حصولها” محذرا من هذا الأمر مطالبا بتسليط الضوء عليه.

وكرر تأكيده ضرورة أن يكون الناس مرتاحين.

وعن الفيلم الذي عرضته قناة “أم بي سي” قال: “انه مستوى متدن، وهو دليل ضعف وعجز، ويمكن للأخر أن يخوض معارك سيستفيد منها، ولكن بهذا الشكل من التهريج فهذا دليل ضعف وتفاهة.

وقال: “نحن نعرض حقائق ونطالب الآخر بنقاش حقيقي، وما جرى يعبر عن موقف ولا يستحق التعليق، ولكن عندما يتأثر الناس وينزلون الى الشارع فإنني أؤكد أن حزب الله لا علاقة له بذلك”، كاشفا عن أنه “لم يعرف بنزول الناس الى الشارع كرد فعل عفوي إلا بعد حصوله بساعتين.

ووصف من نزلوا بأنهم محبون وإن كان احتمال وجود مخترقين بينهم وارد.

وتابع: “هذا الاسلوب غير صحيح وغير مناسب، لأن قطع الطرقات لا يكون إلا على الناس وليس على ال “أم بي سي” والسعودية.

وطالب الناس بردود افعال محسوبة لا ان “تبدو وكأننا نطلق الرصاص على انفسنا فلا حاجة للنزول الى الشارع وانهيكم عن النزول الى الشارع مهما حصل في الاعلام، ويجب ان نفتش عن ردود فعل حضارية تخدم اهدافنا لا اهداف العدو. ان اسرائيل وبعض الجهات في المنطقة وخصوصا السعودية التي تريد الفتنة في لبنان والعراق وافغانستان ونيجيريا والبحرين واندونيسيا وعندنا شواهد، لذلك يجب الا نخدم الفتنة”.

وكشف عن نوايا بعض جهورنا بالتظاهر امام السفارة السعودية عندما اعدمت الشيخ نمر النمر، لكننا لم نسمح، ولأننا لا نريد فتنة والذهاب بتظاهرة الى السفارة السعودية يؤدي الى فتنة ويخدم قتلة الش

يخ النمر.

وتابع: “اذا جاء يوم نريد ان ينزل الناس الى الشارع، فأننا سنطلب ذلك، لكن عندما لا نريد ذلك ففي ذلك يكون مصلحة.

وتوجه بالكلام الى مسؤولي حزب الله وقال: “نتيجة حساسية الوضع في البلد عليكم المبادرة من الآن الى الاتصال بالشباب الذين نزلوا وهم معروفون وان تتحدثوا اليهم لأن المصلحة الكبرى الحفاظ على الهدوء في الشارع. اما الامر الثاني فاذا ما شاهدوا اي نوع من التحرك في الشارع ان يبادر اخواننا وفي الدقائق الاولى الى معالجة هذا الامر”، مشيرا الى ان هذا القرار هو لدى حركة امل وحلفاؤنا.

ثم تطرق الى الشعارات او ما ورد على بعض وسائل التواصل الاجتماعي فقال: “حصل في بعض اماكن التظاهر اساءة الى بعض الرموز الدينية وانا اعتبر هذا الامر خطيئة والفتوى التي قالها الامام الخامنئي بعدم جواز الشتم للرموز الدينية، اضافة الى ذلك فان من يشتم انما يسيء الى الدين والمسلمين ومقدساتهم وهذا يخدم اسرائيل والسعودية.

ووصف هذه الشتائم بالخطيئة والعيب والحرام وبأنه غير جائز وتؤذي المقاومة ووحدة المسلمين وصوابية المعركة.

ورأى ان “هذا الاسلوب انما هو اخطر طريقة لتأجيج الفتنة في ظل اعلام مفتوح”.

وعن مواقع التواصل الاجتماعي قال: “اثير في الاعلام عن وجود فريق في اسرائيل يعمل على اثارة الفتنة من خلال ضخ الاخبار ذات الطابع الفتنوي، وقال:”علينا الانتباه في الشارع وفي وسائل الاعلام ووسائل التواصل الاجتماعي لانه فضاء مجازي خطير وباعتراف الدول التي اخترعته وعلينا التعاطي باخلاق عالية، وقرآننا وفقهاؤنا يرفضون الشتم والسباب والتشنيع الشخصي، لان ذلك لا يخدم هدفنا المبني على حقائق وكشف وقائع.

ثم انتقل الى الحديث عن التطورات المتعلقة بمواقف السعودية الاخيرة وقال:”انه بتاريخ 29/12/2013 اعلن من قصر بعبدا ان السعودية ستقدم للجيش اللبناني هبة بثلاثة مليارات دولار وكان قبلها تم الاعلان عن مليار دولار، وفي 19/2/2016 تم الاعلان عن وقف هذه الهبات.

وقال: “منذ وفاة الملك عبدالله الكل يعرف انه تم تجميد هذه الهبات وليس بسبب مواقفنا، وان كل اللبنانيين والسعوديين يعرفون ذلك، ولكن في ظل ازمة مع حزب الله ذهبت السعودية الى وقف الهبات وتحميل المسؤولية لحزب الله”.

واضاف: “هذه المليارات مجمدة قبل سنوات ولكن اختاروا التوقيت كي يحملونا المسؤولية، وما استجد هو تهديدات السعودية بالقيام باجراءات جديدة بعد وقف الهبات والطلب الى رعاياها عدم المجيء الى لبنان ومغادرته، اضافة الى تبرع البعض بتقديم اقتراحات للسعودية للقيام بها مثتل وقف رحلاتها الجوية، وخفض المستوى الدبلوماسي وسحب الودائع وطرد اللبنانيين من السعودية”، نافيا تحميل السعودية قول هذا الكلام ولكن جماعتهم هنا اثاروا هذه الامور.

واعلن ان المناخ العام يبدو انه تصعيدي.

وقال : “لقد فتحوا معركة عروبة لبنان والهوية العربية وما الذي تغير؟ وهل شعرتم ان عروبة لبنان مهددة، وغمز من قناة الذين هبوا للدفاع عن عروبة لبنان.

كما اعتبر انه غير صحيح ان حزب الله يسيطر على لبنان ومؤسساته، وان وزير الخارجية اللبناني جبران باسيل مسكين لانه اوضح مرارا ما قاله في الاجتماع الوزاري في الجامعة العربية، لكن الموضوع في مكان آخر ويدخل في سياق الضغط على حليفنا.

واكد “ان حزب الله قادر ولائق وجدير بأن يواجه لوحده ولا نطلب من اي حليف ان يحرج نفسه”.

واضاف: “الاستهداف للبنانيين في الخليج ولحلفائنا في لبنان ليست هي المشكلة وانما المشكلة معنا. نحن لسنا نادمين والحق واضح ونحن نمشي وراء هذا الحق، ونحن لسنا وحدنا، فالمعركة تشمل تحديد هوية المنطقة ومنها لبنان”.

وتابع “المشكلة مع حزب الله والمطلوب من الحكومة واللبنانيين والمغتربين ان يضغطوا ويقاتلوا حزب الله لاجباره على التراجع عن موقفه من السعودية، حتى وان ادى الامر الى سقوط الحكومة ووقوع فتنة”.

واعرب عن اعتقده انه نتيجة لتجربة الحرب الاهلية وما يجري في المنطقة انه لن يستجاب للسعودية والامر يقتصر على الصراخ.

واضاف: “السعودية غاضبة على حزب الله وهذا الموضوع ليس جديدا، وهو امر مفتوح ضدنا في الاعلام. من التشهير الى التزوير والعمل الأمني والمخابراتي منذ عشر سنوات”، مذكرا بما قيل في العدوان على لبنان في حرب تموز 2006.

وقال: “رغم كل ما قامت به السعودية معنا فإننا لم نفتح الحرب معها، وكنا نقول ان أولوية معركتنا هي مع اسرائيل”.

كما استذكر دخول الدبابات السعودية الى البحرين لسحق عظام الحراك السلمي “لكننا لم نفتح معركة معها”، أما في سوريا فموقفنا ان هذه الحرب عليها وفيها لا تستهدف سوريا فقط وإنما تستهدفنا أيضا، رغم ان السعودية كانت تدير الحركة وتطحن العظام وتمسح وتدمر في سوريا، وقبلها العراق من خلال السيارات المفخخة بتمويل منها لكننا كنا ساكتين، وأيضا حتى السيارات المفخخة التي انفجرت في لبنان كانت تدار من السعودية ولدي أرقام الهواتف.

وتابع: “في اليمن ترتكب المجازر حتى ان بان كي مون لم يستطع السكوت عنها. يوميا يرتكب النظام السعودي مجازر في اليمن والعالم ساكت، والذي يريد أن يسكت فهو حر، أما نحن في حزب الله إنسانيا وعربيا وعروبيا وجهاديا وحتى بالمصلحة الوطنية اللبنانية لم يكن بإمكاننا السكوت عن المجازر في اليمن، لذلك سنتابع الحديث عنها ولن نسكت. لا بحسابات الدنيا ولا بحسابات الآخرة لا يمكننا أن نسكت وهنا وقع المشكل، إذ أن الأمر

اء في السعودية يحق لهم ارتكاب المجازر والجلوس علنا مع الاسرائيلي لكن يحل الغضب على من يتكلم على ذلك”.

وقال: “هذه هي جريمتنا، ولكنها جريمة نفتخر بها. وإذا سئلت عن أعظم وأفضل شيء قمت به أقول أنه الخطاب الذي قلته عن السعودية وهو أعظم من حرب تموز، إذ ان الشعب اليمني تجاوز بمظلوميته الشعب الفلسطيني، وعندما ترى شعبا بهذه المظلومية فأنا أرى انتمائي الاسلامي الى النبي والحسين ضرورة أن نأخذ هذا الموقف”.

وتابع: “عندما يتم السكوت عن السعودية عما تفعله في عدوانها على اليمن فهذا يعطيها شرعية كي تشن حربا في أي بلد عربي.

وسأل عن قصة قطر مع السعودية يوم هددت السعودية بطرد قطر بسب موقف قناة “الجزيرة” منها.

وأكد أن “مشكلتنا في هذا النظام العالمي حيث يتم شراء دول مثل فرنسا وبريطانيا بالمال ومنها الاعلام وشراء الفتاوى، ففي هذا الزمن عندما يعلن حزب الله رفضه لارتكاب السعودية المجازر، فهذا هو الذي فاجأ السعودية، ولن نسكت عن تلك المجازر.

وقال نصرالله “انا لم اشتم ولا اسب وانما انتقد واحكي ما لم يحكيها الا القلة. نحن وصلنا الى مكان، حيث لا يسعنا السكوت.

وتوجه بالكلام الى اللبنانيين قائلا:”هل يحق للسعودية ان تعاقب لبنان وجيشه وشعبه والمقيمين منهم في الخليج على اساس ان حزبا اتخذ موقفا ضدها. انه سؤال من الناحية الاخلاقية والعروبة وحق الضيافة وهل العروبة والاسلام يجيزان طرد ضيوفها.بأي معيار يحق للسعودية ان تتصرف هكذا ولكن السعودية التي تتصرف باليمن وسوريا كما تفعل فانها تفعل ما تشاء”.

ورأى انه يمكنكم ان تفعلوا بنا ما تروه ولكن لا يحق لكم معاقبة اللبنانيين.

واعلن عن تحمله المسؤولية ونحن حاضرون لمناقشة الامر، والذي له مشكلة معنا، ولكن لا علاقة للبلد بما يجري. وختم متمنيا الهدوء للبلد.

مقالات ذات صلة