اخبار الوطن العربي

الحريري استقبل وفدا من اتحاد جمعيات العائلات البيروتية: نمر بمرحلة صعبة وخطيرة وسأبذل المستحيل لحماية لبنان

الثلاثاء 01 آذار 2016 الساعة 21:27

وطنية – استقبل الرئيس سعد الحريري، مساء اليوم، في “بيت الوسط”، وفدا موسعا من اتحاد جمعيات العائلات البيروتية برئاسة الدكتور فوزي زيدان.

ورحب الرئيس الحريري بالوفد “في هذه الدار التي تجمع اللبنانيين”، وقال: “إن ما حصل في الأيام الماضية من أعمال شغب وقطع طرق وحرق دواليب في بعض شوارع العاصمة، إنما يندرج في إطار محاولات لإثارة الفوضى والفتنة، وعلينا ألا ننجر إلى أي محاولة من هذا النوع”.

ولفت إلى أن “بيروت قلبها كبير، وأهلها حريصون على أمنها واستقرارها وعدم إفساح المجال أمام العابثين بالأمن والاستقرار لتحقيق غاياتهم”.

وأشار إلى “البيان الذي صدر عن اجتماعه برئيس مجلس النواب نبيه بري”، مؤكدا “أهمية ما تضمنه من توجهات تشدد على درء الفتنة ومواجهة المخلين بالنظام العام”، وداعيا إلى “الاتعاظ مما يعانيه الجوار ووجوب التزام حدود المصلحة الوطنية في مقاربة كل المشاكل القائمة”.

وقال: “إن التحديات التي نواجهها منذ اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري وقبلها، هي تحديات حقيقية وجدية، وكل الشهداء الذين سقطوا خلال تلك الفترة، كانوا يدافعون عن مشروع الدولة لإيمانهم بأن لبنان هو لكل اللبنانيين”.

ولفت إلى أن “الدولة ما زالت قائمة، رغم كل محاولات إضعافها المتواصلة طوال المرحلة الماضية”، وقال: “هناك قرارات سياسية نتخذها من أجل مصلحة البلد، وهي قرارات قد لا تعجب البعض كالخيار الذي اتخذناه في موضوع رئاسة الجمهورية، لكننا نضع أمامنا مصلحة لبنان، وكل القرارات التي نتخذها هي لإخراجه من حال الفراغ والاهتراء من جراء تعطيل انتخاب رئيس الجمهورية ولإعادة انتظام الحياة السياسية وتفعيل الدورة الاقتصادية وإعطاء الأمل إلى اللبنانيين بغد أفضل”.

أضاف: “نحن نمر بمرحلة صعبة وخطيرة، وعلينا أن نصبر ونتصرف بعقلانية، والتبصر بما يحصل من حولنا في العراق، وإلى أين وصلت الأوضاع السائدة فيه حاليا، رغم كل محاولات الدول لإنقاذه، وكذلك في سوريا التي تعاني من صراعات كثيرة نتيجة سياسة الاستبداد التي يمارسها النظام السوري، ونحن رغم كل ما يحصل، على يقين بأن نظام الأسد سيسقط في النهاية، وأن الشعب السوري هو الذي سينتصر”.

وتابع: “علينا مسؤولية حماية لبنان، ومن أجل ذلك سأبذل المستحيل لحمايته، فهناك مواقف نتخذها بالوقت المناسب، ونواجه بالوسائل السياسية والديموقراطية لأننا مع الحفاظ على البلد ونتصرف بحكمة وعدم تهور”.

وأردف: “إن تدخل حزب الله بالحرب السورية وضد أبناء الشعب السوري جريمة بحق الحزب نفسه وبحق الشعب السوري وبحق لبنان، فالتاريخ لن يرحم. وفي النهاية، سيسجل عقلانيتنا، وكيف اننا نعمل على إنقاذ لبنان، فيما يذهب سوانا للقتال في سوريا والعراق واليمن ويهدد أمن دول الخليج العربي”.

وتطرق الرئيس الحريري إلى “بعض القضايا الداخلية، لا سيما مشكلة النفايات”، مؤكدا أنه يتعاون مع “رئيس الحكومة تمام سلام في هذا الشأن لإيجاد الحلول التي باتت حاجة ملحة لكل المناطق اللبنانية”.

وجدد موقفه من الانتخابات البلدية، مؤكدا “دعم تيار المستقبل لحصول هذه الانتخابات والتمسك بمعادلة المناصفة في بيروت بين المسلمين والمسيحيين”، داعيا المجلس البلدي إلى “القيام بأوسع ورشة عمل ممكنة لتأمين حاجات العاصمة”.

زيدان

وكان زيدان قد ألقى كلمة في بداية اللقاء قال فيها: “بيروت اليوم بوجودك هي غير بيروت في غيابك، كانت في غيابك حزينة كبيئة يائسة، فأعادت إليها عودتك السعد والبسمة والأمل”.

أضاف: “نحن اليوم في دولة يسيطر على قرارها ومؤسساتها الدستورية والسياسية والأمنية وإداراتها الرسمية حزب مذهبي ينشر في أرجائها مربعاته الأمنية التي تحاك فيها المؤامرات على لبنان والدول العربية، ويستخدم سلاحه غير الشرعي في تهديد اللبنانيين وقتل قياداتهم السيادية، وتعبر ميليشياته حدود هذه الدولة بكل حرية وأمام أعين القوى العسكرية لتشارك نظام دمشق في قتل الشعب السوري، ويعطل الانتخابات الرئاسية كي تبقى ورقة ضغط في يد طهران. دولة تخرج عن العروبة وتعادي دولة عربية كبرى، وقفت إلى جانب لبنان منذ استقلاله، وقدمت إليه كل أشكال الدعم السياسي والمالي. دولة تعجز عن إيجاد حلول للملفات الخدماتية والحياتية وتترك النفايات في الشوارع أشهرا طويلة. دولة قضاؤها يخلي سبيل مجرم كاد يفجر الوطن ويطيح بالوحدة الوطنية لولا العناية الإلهية والعين الساهرة للبطل وسام الحسن، وما يحز في نفوسنا أن هذه الدولة تعرف الجهة التي قتلت الشهيد وسام ولكنها لا تجرؤ على البوح باسمها، ويا للعار”.

وتابع: “تداعيات الأزمة مع السعودية خطيرة وكارثية على لبنان، فعلينا ألا نستهين بموقف المملكة العربية السعودية الأخير من لبنان ونضعه فقط في خانة الغضب من معارضة لبنان للاجماع العربي في مؤتمري القاهرة وجدة”.

مقالات ذات صلة