اخبار دولية وعالمية

ميركل ومسؤولون اوروبيون في تركيا لتبديد التوتر في شأن اتفاق اللاجئين

24 نيسان 2016

توجه عدد من القادة الاوروبيين بينهم المستشارة الالمانية انغيلا ميركل الى جنوب تركيا، بزيارة ذات طابع حساس، اذ يتحتم عليهم خلالها الموازنة ما بين اعطاء دفع لتطبيق الاتفاق حول المهاجرين والذي تهدد انقرة بعدم تطبيقه.

ووصلت المستشارة الالمانية برفقة رئيس مجلس اوروبا دونالد توسك والمفوض الاوروبي فرانز تيمرمانز بعد ظهر السبت الى جنوب شرق تركيا لتبديد التوتر بشأن اتفاق حاسم بين انقرة واوروبا حول المهاجرين. وفور وصولهم زاروا مخيما للاجئين في غازي عنتاب قرب الحدود السورية.

والمخيم اقيم في 2013 ويستقبل نحو خمسة الاف لاجىء سوري في مساكن جاهزة.

وتاتي الزيارة بعد ثلاثة اسابيع على اعادة الى تركيا اول المهاجرين من اليونان في اطار اتفاق مثير للجدل ابرم في 18 اذار بين بروكسيل وانقرة لثني المهاجرين غير الشرعيين عن الوصول الى اوروبا التي تواجه اسوأ ازمة هجرة منذ الحرب العالمية الثانية.

وتعهدت تركيا بان تقبل باعادة على اراضيها كل المهاجرين الذين وصلوا بصورة غير مشروعة الى اليونان منذ 20 اذار. وتنص الخطة على “نقل” مهاجر الى بلد اوروبي لقاء كل مهاجر سوري يعاد الى تركيا في حدود 72 الف شخص.

في المقابل وافق الاوروبيون على دفع ستة مليارات اورو وتحريك المحادثات حول انضمام تركيا الى الاتحاد الاوروبي وتسريع عملية تحرير تاشيرات الدخول للاتراك وهو امر لا تتفق عليه الدول الاعضاء ال28.

وعلى بروكسيل ان تتخذ قرارا في شأن الغاء التأشيرات للاتراك مطلع ايار. وهذا الشرط غير قابل للتفاوض بالنسبة لانقرة التي تمارس ضغوطا وتهدد بالانسحاب من الاتفاق حول اللاجئين.

وتاتي الزيارة على خلفية توتر بين انقرة وبرلين.

وقالت المفوضية الاوروبية لوكالة فرانس برس ان هذه الزيارة “تهدف الى اظهار كيف توحد تركيا والاتحاد الاوروبي قوتهما لمواجهة ازمة المهاجرين السوريين”، مشيرة الى انها انفقت حتى الان 77 مليون أورو في مشاريع متنوعة في تركيا، وهو مبلغ ستضاف اليه قريبا 110 ملايين أورو.

واعتبر رئيس وزراء المجر الشعبوي فيكتور اوربان السبت ان الاتحاد الاوروبي “سلم امره لتركيا” على صعيد ازمة اللاجئين نتيجة ضغوط مارستها ميركل، مشيرا الى عواقب “يصعب التكهن بها” ستنجم عن هذه المسألة، وذلك في مقابلة مع مجلة “فيرشافسفوخي” الالمانية الاسبوعية.

وقال مارك بيريني السفير السابق للاتحاد الاوروبي في انقرة انه ما بين ضغوط انقرة للحصول على ضمانات، ودعوات منظمات غير حكومية مدافعة عن حقوق الانسان الى عدم المساومة على القيم الاوروبية، ستكون هذه الزيارة بمثابة “لعبة توازن دقيقة”.

واكد توسك الجمعة في مقالة صدرت في عدد من الصحف الاوروبية ان “قيمنا، بما فيها حرية التعبير لن تكون يوما موضع مساومة سياسية مع اي شريك كان”، مضيفا “يجب ان يسمع الرئيس اردوغان ايضا هذه الرسالة”.

ووجه رئيس تحرير صحيفة “جمهورييت” التركية اليومية المعارضة جان دوندر المتهم بالتجسس، رسالة مفتوحة الى ميركل ياسف فيها لوقوف المانيا “في الجانب الخاطئ (…) في المعركة بين انصار الديموقراطية وانصار التسلط في تركيا”.

وواجهت المستشارة انتقادات حادة داخل المانيا، بعدما سمحت بمباشرة ملاحقات جنائية طلبتها تركيا بحق فكاهي الماني سخر من اردوغان في برنامج تلفزيوني، في قضية اثارت توترا في العلاقات بين البلدين.

واشارت ميركل الى ان زيارتها لتركيا ستسمح باستعراض ما تم تطبيقه من اتفاق الهجرة، واتخاذ قرار بشأن اي خطوات مستقبلية لمساعدة اللاجئين السوريين الذين تستضيفهم تركيا بعد فرارهم من الحرب في بلادهم، وعددهم 2,7 مليون شخص.

وكانت ميركل تعتزم الاسبوع الماضي زيارة محافظة كيليس القريبة من غازي عنتاب، لكن اطلاق عدد كبير من الصواريخ على المنطقة نسبتها انقرة الى تنظيم “الدولة الاسلامية” دفعتها الى الغائها.

وقبل ساعات من وصول المسوؤلين الاوروبيين، اعلن حاكم منطقة قونيا التركية القبض على ستة عناصر يشتبه في انتمائهم الى تنظيم “الدولة الاسلامية” كانوا يحضرون هجوما ضد “مسؤولين حكوميين بارزين”.

واعلنت المفوضية الاوروبية الجمعة انه منذ بدء سريان الاتفاق الاوروبي التركي في 4 نيسان/ابريل، تمت اعادة 325 مهاجرا في اوضاع غير شرعية وصلوا الى اليونان بعد ابرام الاتفاق في 20 اذار ، الى تركيا، فيما جرى ايواء 103 لاجئين سوريين في الاتحاد الاوروبي. في حين اكدت انقرة تراجع عدد المهاجرين الوافدين على الجزر اليونانية.

مقالات ذات صلة