المقالات

الاحتلال يشرّد فلسطينيين من القدس

شردت إسرائيل أمس، 53 فلسطينياً من عرب الكعابنة من خيامهم وبركساتهم التي أزالتها عن الوجود بداعي انها مقامة من دون ترخيص داخل «حدود» بلدية الاحتلال في منطقة بيت حنينا في القدس المحتلة.

وأضحى الحاج محمد الكعابنة مع أفراد عائلته اليوم في العراء لا يعلمون إلى أين سيذهبون، لا سيما أن إسرائيل هددتهم بسجنهم كلهم، وإرغامهم على دفع غرامة مالية تقدر بـ20 ألف دولار لكل من يبقى في المنطقة بعد عشرة أيام.

وفي حديث إلى «السفير»، قال الكعابنة: «لا نعلم ماذا سنفعل، من ناحية لا نريد ترك هذه الارض التي نقيم فيها منذ العام 1967، ومن ناحية أخرى نخشى إن بقينا أن نسجن مع عائلاتنا، وليس لدينا القدرة على دفع الغرامات التي هددونا بها».

وفي ساعة متأخرة من فجر أمس، داهم حوالي 200 من جنود الاحتلال مدعومين بالكلاب البوليسية والمدرعات والجرافات المنطقة، التي كانت تسكن فيها عائلة الكعابنة، وأزالوا 11 بركساً وخيمة تقيم فيها العائلة، وامهلوها عشرة أيام لتقوم بإزالة آثار الدمار الذي خلفته جرافاتها، والرحيل عن المنطقة تحت التهديد بالسجن والغرامة.

وروى الكعابنة: «أخبرونا أن هذه أرض اسرائيلية، وأنه علينا الرحيل عنها لأننا نقيم فيها من دون تصاريح»، مضيفا: «أقول لهم إن هذه الأرض فلسطينية، وأنتم من عليه الرحيل عنها فوراً».

وسكنت عائلة الكعابنة في قطعة أرض في منطقة بيت حنينا في العام 1967 بعد تشريدها مع آلاف العائلات الفلسطينية من قبل اسرائيل، حين احتلت 78 في المئة من فلسطين في العام 1948. وفي العام 1995، اخطرت اسرائيل العائلات بضرورة مغادرة قطعة الأرض كونها «تابعة للبلدية»، وبالنتيجة جاء يوم أمس لتهدم قوات الاحتلال مساكن هؤلاء البدو، وتتركهم من دون مأوى.

وأوضح الكعابنة «سننام الليلة هنا في العراء ولو تطلب الأمر النوم إلى الأبد في العراء لن نمانع على أن نبقى في هذه الارض»، مضيفا: «إننا في حيرة من أمرنا، لا نعرف ماذا سنفعل، ولا نعلم كيف يمكن لأحد أن يساعدنا».

ويوازي تشريد عرب الكعابنة من أرض بيت حنينا في القدس حملة اسرائيلية لتهجير كل العرب الرحل، الذين يقيمون على مساحات شاسعة على تخوم المدينة، وفي مناطق الأغوار الفلسطينية.

وكانت إسرائيل أعلنت أكثر من مرة أنها ستقيم مدينة في منطقة أريحا القريبة من القدس «لإيواء» هؤلاء البدو، لكن في الحقيقة فإن الهدف هو استيطاني صرف أي للاستيلاء على المزيد من الأرض الفلسطينية وضمها إلى المستوطنات.

وحول هذا الموضوع، شرح رئيس دائرة الخرائط في «جمعية الدراسات العربية» خليل التفكجي لـ«السفير» إن «البدو الذين هجروا لا يقيمون في حدود بلدية القدس، وإنما في حدود العام 1967 التي احتلتها اسرائيل وضمتها إلى حدود البلدية. وبالتالي فإن عملية تهجيرهم هي فقط من أجل التوسع الاستيطاني داخل المدينة المقدسة، والسيطرة على الارض التي يقيمون فيها».

وأكد التفكجي أن خطة إسرائيل «لتجميع البدو الفلسطينيين بالقوة خصوصاً قرب القدس، ووضعهم في تجمعات كبرى أو مدن ستستحدثها هدفها ببساطة الاستيلاء على الأرض الفلسطينية والحفاظ على أكبر نسبة من الأرض بأقل عدد من السكان».

تلك القصة تتزامن مع المسار التفاوضي الذي بدأ الأسبوع الماضي بين إسرائيل والفلسطينيين. وفي هذا الإطار، التقى الرئيس الفلسطيني محمود عباس أمس المبعوث الأميركي لعملية التسوية مارتن إنديك في رام الله.

مقالات ذات صلة