المقالات

أنقذوا مخيمات شعبنا الفلسطيني في لبنان مما ينتظرها

أنقذوا مخيمات شعبنا الفلسطيني في لبنان مما ينتظرها

نضال حمد

قالت وسائل الاعلام ان احد الانتحاريين اللذين نفذا تفجير الامس في بيروت فلسطيني ويدعى نضال المغير وهو المشتبه به الرئيسي. وانه من انصار الشيخ احمد الاسير، يسكن في بلدة البيسارية قضاء الزهراني في الجنوب اللبناني.وانه منذ عدة شهور يقاتل الى جانب التكفيريين في القلمون بسورية. وان اشخاصا في البلدة قاموا بحرق منزله في البلدة بعد الاعلان عن اسمه. بطبيعة الحال ليس مهما إن كان الانتحاري المذكور من انصار الاسير او غيره من الشيوخ التكفيريين.

فالأهم هو تغلغل النهج التكفيري في الشباب الفلسطيني في لبنان. حيث ان هذا الأمر يشكل خطورة كبيرة على مستقبل الفلسطينيين في لبنان وعلى الوعي الوطني والنضال لاجل تحرير فلسطين. لان هؤلاء الشباب لم تعد بوصلتهم فلسطين ولا مقاومة الصهاينة والعمل لاجل تحرير وطنهم المحتل بل العمل لاجل مشروع جهادي عالمي مشبوه في نهاية الأمر.فمن يضع يده بيد اعداء الأمة ومقاومتها ويمارس الارهاب ضد الشعوب العربية لا يمكن ان يكون فلسطينيا وطنيا همه تحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني.

صحيح ان السيد حسن نصرالله في خطابه الاخير وجه كلامه بالدرجة الأولى لجمهور المقاومة حين دعاهم لعدم تحميل الفلسطينيين والمخيمات وزر هذه الاعمال الارهابية لانها اعمال فردية ترتبط بنهج عام للجماعات التكفيرية في المنطقة والعالم. لكن وبالرغم من هذا الكلام للسيد حسن نصرالله إلا ان بعض الاشخاص قاموا بحرق منزل الانتحاري الفلسطيني المذكور في البيسارية. وهذا يدل على انه من الصعب التحكم بمشاعر الناس وردة فعلها بعد كل عملية انتحارية قد تحصل.

وهذا ايضا يدل على ان الناس لم تعد تحتمل مثل هذه الأعمال الهمجية، مما يقودنا الى تخوف مشروع من وصول مشروع الفتنة الى بعض جمهور المقاومة. بالرغم من موقف المقاومة وسيدها وقائدها الرافض لمثل هذه الاعمال وردود الافعال المرفوضة. فحزب الله يعي ويعرف الى اين ستؤدي مثل هذه الفتنة خاصة ان مأساة نهر البارد مازالت ماثلة وحاضرة في الذاكرة الجماعية.

وهنا يجب قرع جدران الخزان في المخيمات الفلسطينية في لبنان، وقرع جدران الفصائل الفلسطينية هناك، التي يجب عليها تحمل مسؤولياتها الوطنية في الدفاع عن الشعب الفلسطيني في لبنان وذلك من خلال الوقوف بوجه التطرف والجماعات التكفيرية والمتطرفة التي عاثت وتعيث خرابا في العقل الوطني الفلسطيني وتحرف الشباب عن البوصلة الحقيقية للجهاد الحقيقي.

نعي ونعلم ان وضع الفصائل لا يؤهلها بالشكل المطلوب لمواجهة هؤلاء لكن على هذه الفصائل ان تحث الناس في المخيمات على الوقوف ضد هذه الظاهرة التي قد تؤدي الى حرب بين المخيمات وجوارها ومع الجيش اللبناني المسؤول عن حفظ أمن لبنان.

فماذا لو ان الجيش اللبناني تأكد من وجود قائد او عنصر من التكفيريين في احد المخيمات الفلسطينية في لبنان مثلا عين الحلوة الذي تتهمه وسائل الاعلام اللبنانية وحتى السلطات بايواء بعض عناصر وقادة هذه المجموعات. والمصيبة ستكون اكبر لو ان هذا العنصر مطلوب بتهمة المشاركة في اعمال ارهابية ضد الدولة اللبنانية وعلى الارض اللبنانية.

وماذا لو أصرت السلطات على تسليم هذا العنصر وعجزت الفصائل الفلسطينية عن تسليمه للسلطات؟ ..

العجز طبعا سيكون نتيجة لصراع الفصائل ولقيام بعضها بحماية هذا العنصر ومنحه غطاءا ما. عندها سيضطر الجيش اللبناني الى استخدام القوة وفرض هيبته من خلال التدخل العسكري لاعتقال هذا العنصر، مما سيستدعي مواجهة مع المخيم. هنا سيكون حزب الله ومعه حلفاء الشعب الفلسطيني في وضع لا يحسدون عليه ابدا وسوف يضطرون للوقوف الى جانب الدولة في هذه المواجهة، التي لن يستفيد منها سوى الكيان الصهيوني واعداء الامة العربية.

فهل علينا الانتظار حتى تحصل مثل هذه المواجهة؟

بالطبع لا، لانه علينا كفلسطينيين واجب لجم كل عنصر او مجموعة تخرج عن الاجماع الوطني في المخيمات الذي ينص على عدم التدخل فيما يدور من صراع في لبنان. وعلينا واجب تسليم اي عنصر تثبت عليه تهمة المشاركة في اعمال ارهابية ضد لبنان او التخطيط لعمليات انتحارية هناك او المشاركة فيها باي شكل من الأشكال.

يجب رفع الغطاء والحماية عن اي مشتبه به او متهم بالمشاركة في التفجيرات الانتحارية التي تستهدف المقاومة ولبنان. لان في هذا صيانة للمخيمات وحماية لأهلها وسكانها وديمومتها حتى التحرير والعودة الى فلسطين المحررة. وهذه بطبيعة الحال مسألة وطنية صميمية ولا تقبل القسمة والحسابات الخاطئة والقراءات المغلوطة. وهي مسؤولية جماعية فلسطينية.

صرخة نطلقها في زمن معقد وصعب نبتغي منها تصحيح المسار و اعادة الامور الى نصابها وحماية شعبنا وصيانة مخيماتنا وديمومة نضالنا حتى عودتنا الى فلسطين الحرة.

( نضال حمد – موقع الصفصاف)

مقالات ذات صلة