اخبار الوطن العربي

“الضربة الأولى” التي ستُقرّر مصير معركة الجرود!

الجيش أنهى الفصل بين الجرود السوريّة واللّبنانيّة والداخليّة المُحتلّة والمُحرّرة

رسم الجيش جغرافيا عمله العسكري وحدد منطقة عملياته

أسقط الجيش المواقع بالنار ودون قتال

حزب الله بات جاهزاً على الجبهةِ السّوريّة

وهو يبحث عن موعد تنفيذه للضربةِ الأولى التي ستُقرّر كلّ المعركة

“ليبانون ديبايت” – المُحرِّر الأمني

رسم الجيش اللّبنانيّ خطوط العرض والطول أمامه وعلى أساسِها بدأ مشوار تنظيف الـ120 كيلومتر مربّع الواقعة على الجانبِ اللّبنانيّ من الجبهة من براثن إرهاب تنظيم “داعش”، لكن وبينما يقرعُ الجيش طبولَ الحربِ ثمّة من يدقّ الأسافين في طريقِ زحفهِ وفق أوجهٍ مُتعدِّدةٍ لكن تصب في البوتقة نفسها.

أنهى الجيش تقريباً خطّة “تضييق الخِناق” على عناصر التنظيم الإرهابيّ من خلالِ تمدّده إلى مناطق تماسّ تفصل بينه وبينهم والذي تمّ من خلال توفيرِ غطاءٍ ومظلّةٍ ناريّةٍ مبنيّةٍ على إحداثيّاتٍ مُجمّعة عن طريق الرصد؛ ما كوّن “بنك أهدافٍ” جرى التعامل معه استناداً إلى استراتيجيّة الاستنزاف عبر تشديدِ القصف البرّي والجوّي وتركيز الضربات على التحصينات.

وبفعلِ تلك الضربات المُنسّقة، نجح الجيش من السيطرة على تلال عدّة حاكمة تقع على خطٍّ تبلغ مساحته نحو 7 كيلومتر مربّع يُعتَبَرُ حدّاً فاصلاً بين مِنطقتيّ القلمون وشمال جرود عرسال، وبالتالي يكون الجيش قد نجح بفصلِ المنطقتين نسبيّاً وأسّس جغرافيا الجبهة اللّبنانيّة التي سينشط على سطحها لاحقاً، مُعلناً بالتالي منطقة عمليّاته التي يحتاج مباشرةَ العملِ فيها إلى “ساعة صفر”. وعَلِمَ “ليبانون ديبايت” أنّ الإعلان هذه السّاعة سيتمّ عبر غرفةِ عمليّاتٍ إعلاميّة أُعِدَّت سلفاً لمواكبةِ العمل العسكريّ بعد إعلانِ “أمر الهجوم” من غرفةِ العمليّات العسكريّة في وزارة الدفاع.

ووفاقاً لمراجعَ مَعنيّة، أكّدت لـ”ليبانون ديبايت” أنّ الجيش قبضَ بالمُشاة على مواقع حسّاسة من خلال تكتيكِ “قضمٍ” نفّذهُ على مراحل بدءاً من نهاية الأسبوع الماضي، ومكّنه من التثبيت على مرتفعاتٍ هي عبارة عن مواقع تقعُ بين جرود عرسال وجرود راس بعلبك وهي قنزوحة مراح الشيخ، خابية الصغير، طلعة الخنزير وشميس وخربة وعقاب خزعل، وضهور الخنزير.

وأتى هذا التقدّم بعد أن أمّن الجيش الخلفيّة القتاليّة لقوّاته خاصّةً في جُرود عرسال التي تسلّم فيها من حزب الله مواقع عدّة استخدمها فوج المدفعيّة في نشرِ “وسائط نار” مساعدة استُخدمَت في شنِّ رماياتٍ مُكثّفة كان أعنفها فجر الثلاثاء – الأربعاء، إذ مهّد هذا القصف لتقدّمٍ ميدانيٍّ نحو مجموعةٍ من التلال المذكورةِ أعلاه.

لكنّ مهمّة الجيش لم تكن بهذهِ البساطة أبداً على الرغم من أنّ المواقع التي سيطر عليها هي تلال خالية كان قد أسقطها بالنار سابقاً بعد أن استخدمها وتمركز فيها عناصر “داعش” في وقتٍ سابقٍ وتركوها عند بداية المعارك مع جبهةِ النصرة، لكنّ الجيوب السفلى المُحاذية لها، ما زالت مناطق ذات حركةٍ للتنظيم. ولم يخلُ الأمر من التحامٍ بينه وبين عناصر “داعش” أدّى إلى اشتباكٍ سقط على أثرهِ عددٌ من جرحى الجيش، لتسجّل أوّل عمليةِ تبادلِ إطلاقِ نارٍ مباشرٍ بينهما في هذه المِنطقة.

وتتمتّع التلال التي تقدّم نحوها الجيش بأهمّيةٍ كبيرةٍ؛ لأنّها موجودة على خطِّ جبهةٍ أساسيّ يسعى الجيش إلى اتّخاذهِ كخطٍّ كاشفٍ لأوديةٍ يتحرّك فيها المسلّحون، وذلك بغية توفيرِ عوامل راحة للقوّات الأخرى، وكي لا تستخدم كمنطلقاتٍ للهجوم نحوه.

وتثبيتاً على ما تقدّم، باتت الظروف مؤاتيّة تقريباً لإعلانِ الهجوم رسميّاً، انطلاقاً من أنّ الاستعدادات أُنجزت.

هذا على الضفّة اللّبنانيّة، أمّا من جهة الضفة السوريّة، فقد رفع حزب الله من جهوزيته العملانيّة والناريّة. وعَلِمَ “ليبانون ديبايت” أنّ المُقاومة استقدمت مُؤخّراً تعزيزاتٍ إضافيّة من مِنطقة الزبداني والقلمون لتُضاف إلى تلك التي سُحِبَت من جرود عرسال، توازياً، كانت قد رفعت عمليّة الاستهداف بالوسائط الناريّة، إذ ركّزت أمطارها الصاروخيّة على موقع “الحشيشات” في جرود الجراجير بالقلمون الغربيّ والذي يُعتَبرُ من أهمّ المواقع التي يُسيطر عليها التنظيم.

ويبحث حزب الله حالياً على التوقيت المُناسب لتنفيذِ “الضربة الأولى” التي ومن المنظور العسكريّ، تُعتبرُ الأهمّ لناحية شلّ قُدرات الخصم وإفقاده عوامل القوّة التي تقود إلى إرباكه وضعضعته، وبالتالي هي التي سترسمُ شكل المعركة العسكريّة ومدّتها ونسبة خصوبتها.

وتتحدّث مصادر “ليبانون ديبايت” عن أنّ المُؤشّرات الميدانيّة ارتفعت كثيراً في السّاعات الماضية، ما يُقرأ على أنّ “ساعة صفرِ” إعلان العمليّة من الجانب السّوريّ قد اقتربت كثيراً، استناداً على تركيزِ الضربات نحو المواقع الحاكمة التي لا بدَّ أن تسقطَ بالنارِ قبل إنجازِ أيّ تقدّم.

المحرر الأمني | ليبانون ديبايت

2017 – آب – 18

مقالات ذات صلة