اخبار الوطن العربي

العاهل الأردني يكلف الرزاز تأليف حكومة.. والتحركات مستمرة لتغيير النهج الإقتصادي

أقال العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، رئيس الوزراء الدكتور هاني الملقي أمس الاثنين، بعد أربعة أيام من المظاهرات الصاخبة التي شهدتها مدن أردنية عدة، احتجاجاً على قانون ضريبة الدخل. وأصدر العاهل الأردني مرسوماً يقضي بتكليف الدكتور عمر الرزاز، بتشكيل حكومة جديدة قد تتضح ملامحها خلال يومين… والرئيس المكلف كان يشغل منصب وزير التربية والتعليم في الحكومة المقالة.

ورغم استقالة حكومة الملقي يوم أمس، فأن حركة الشارع المحتج بقيت على ذات الوتيرة، خاصة في عمان، حيث احتشد الآلاف منذ ساعات المساء الأولى وحتى فجر اليوم في محيط منطقة الدوار الرابع حيث مقر رئاسة الوزراء، فيما تواصلت الاستراتيجية الأمنية بحظر الوصول الى منطقة الدوار…

وارتفعت في أكثر من احتجاج بعمان وباقي المحافظات الاعلام الوطنية والشعارات المنددة بالنهج الاقتصادي الرسمي، والمطالبة بتشكيل حكومة “انقاذ وطني” وتغيير نهج تشكيل الحكومات، والتأكيد على الشراكة الوطنية في صنع السياسات العامة.

ولم تخل الاحتجاجات في عمان من احتكاكات محدودة بين متظاهرين وقوات الدرك والشرطة، وبعض التدافع الذي أدى لإصابات بسيطة بين محتجين، فيما سيطرت أجواء الاحتجاج السلمي على اعتصامات عمان وباقي المحافظات.

وكان العاهل الأردني طلب من رئيس الوزراء المقال هاني الملقي، الحضور إلى مكتبه أمس في قصر الحسينية، حيث طلب منه تقديم استقالته هو ووزراء حكومته.

وعزا العاهل الأردني الوضع الاقتصادي الصعب في بلاده إلى الأوضاع الإقليمية. وقال خلال لقاء مع صحافيين وكتاب، مساء أمس، إن «الأوضاع الإقليمية المحيطة بالأردن من انقطاع الغاز المصري الذي كلفنا أكثر من 4 مليارات دينار، وإغلاق الحدود مع الأسواق الرئيسية للمملكة، والكلف الإضافية والكبيرة لتأمين حدودها، كانت وما زالت السبب الرئيسي للوضع الاقتصادي الصعب الذي نواجهه، إضافة إلى أنه يجب أن نعترف أنه كان هناك تقصير وتراخٍ لدى بعض المسؤولين في اتخاذ القرارات، وأن هذا التقصير تم التعامل معه في حينه، حيث تم إقالة مسؤولين وحكومات بسببه”.

وأوضح أن المساعدات الدولية للأردن انخفضت «رغم تحمل المملكة لعبء استضافة اللاجئين السوريين… هناك تقصير من العالم». وقال إن مشروع قانون ضريبة الدخل «جدلي»، مشدداً على ضرورة «إطلاق حوار حوله، إذ أن كل الدول في العالم مرت وتمر بمثل هذا التحدي».

العبوس: شروط النقابات واضحة

وفي رد على إقالة الرئيس الملقي وحكومته، قال رئيس مجلس النقباء علي العبوس، إن تغيير الأشخاص في الحكومات ليس هدف النقابات، وإنما يجب تغيير النهج الاقتصادي. وأضاف العبوس في تصريحات للصحافيين، أن شروط النقابات واضحة، وتتمثل في تغيير النهج الاقتصادي الذي سارت عليه حكومة الملقي، ووقف العمل بمشروع قانون ضريبة الدخل والخدمة المدنية. وأشار العبوس إلى أن النقابات تسعى لتلمس تغيير جذري وواضح وليس فقط إزاحة شخص ووضع شخص في مكانه، وأكد أن الاعتصام ما زال قائماً غداً (اليوم).

بن جاسم يتهم دولاً “قريبة”

اتهم رئيس وزراء قطر السابق، حمد بن جاسم آل ثاني، دولاً “قريبة” من الأردن بالوقوف وراء الاحتجاجات العارمة بالبلد، للضغط عليه للقبول بـ“صفقة القرن”.

و”صفقة القرن” هي خطة تعمل عليها إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، لمعالجة الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، عبر إجبار الفلسطينيين على تقديم تنازلات، بما فيها وضع مدينة القدس الشرقية، تمهيداً لقيام تحالف إقليمي تشارك فيه دول عربية و”إسرائيل”، لمواجهة الرافضين لسياسات واشنطن وتل أبيب.

وقال بن جاسم، في تغريدتيْن عبر حسابه بموقع “تويتر”: “ما يجري في الأردن أرجو أن لا يكون مخططاً من دول قريبة، وذلك للضغط على هذا البلد الآمن للقبول بصفقة القرن. أعرف معاناة الشعب الأردني، وأعرف شح موارد الأردن والتي تحتاج منا جميعاً الوقوف معه”.

مقالات ذات صلة