اخبار الوطن العربي

توفيت في ساعة مبكرة من فجر أمس، في مستشفى الشفاء الطبي بعد صراع مع المرض.

هنية خلال تشييعها: أم نضال إمرأة استثنائية وستقرأ عنها الأجيال القادمة

غزة – جمال غيث، نبيل سنونو: شيع آلاف المواطنين في مدينة غزة، أمس، جثمان النائب في المجلس التشريعي مريم فرحات (أم نضال)، والشهيرة بلقب “خنساء فلسطين”، التي توفيت في ساعة مبكرة من فجر أمس، في مستشفى الشفاء الطبي بعد صراع مع المرض.

وانطلقت جنازة التشييع، من المسجد العمري الكبير إلى المقبرة الشرقية شرق مدينة غزة، بمشاركة رئيس الوزراء إسماعيل هنية، والنائب الأول لرئيس المجلس التشريعي د.أحمد بحر، وقيادات من الفصائل الفلسطينية، وعناصر من كتائب الشهيد عز الدين القسام.

وأكد رئيس الوزراء أن أنجال الراحلة فرحات، كان لهم الدور في تأسيس مشروع صواريخ القسام، التي بدأت بمسافات قصيرة إلى أن تطور مداها لتصل إلى قلب (تل أبيب) والقدس، خلال العدوان الأخير. وقال هنية قبل انطلاق الجنازة: إن “نضال هو من أسس مشروع صواريخ القسام…”. وأضاف: “كما وأنجبت (أم نضال) محمد الذي نفذ عملية نوعية في محررة “غوش عتصيون” وقتل خلالها تسعة مستوطنين، في ملحمة بطولية، فكانت هذه العملية الخطوة الأولى القوية والضربة الموجعة للمستوطنات الصهيونية، على طريق تحرير قطاع غزة”. وأشار إلى أن الوفود الزائرة إلى قطاع غزة كانت تحرص على زيارة “فرحات” في بيتها ليتلمسوا منها بعضاً من الصبر والجهاد، مشيراً إلى أن بيتها كان ثغرا من ثغور الجهاد، والذي استضاف المجاهدين من أمثال عماد عقل وإخوانه المجاهدين.

وقال: “كثيرون من الذين يموتون تموت أسماؤهم وسيرتهم ولا يذكرهم أحد، لكن أمثال (أم نضال) يبكيها ويشيّعها خلق كثير”، مؤكدًا أن فرحات كانت امرأة عظيمة حاضنة الملاحم البطولية ومربية للمجاهدين على مدار حياتها، وكانت من السباقات في الجهاد والمقاومة ومن السباقات في التضحية والعطاء وقدمت لهذا الشعب نماذج فريدة يقتدي بها. ومضى يقول: “إن فرحات من النساء الخالدات على مر العصور وستقرأ عنها الأجيال في العصور القادمة”، واصفًا إياها أنها كانت هدية من السماء للأرض.

بدوره تقدم النائب الأول لرئيس المجلس التشريعي بخالص المواساة من عائلة فرحات بوفاة (أم نضال)، وقال: “نودع اليوم محطة من محطات الجهاد والمقاومة في فلسطين، وإننا على العهد باقون حتى تحرير كافة الأراضي الفلسطينية”. وأضاف إن (أم نضال) احتضنت الجهاد والمقاومة وودعت أبناءها في الانتفاضة الأولى والثانية ومعركة “حجارة السجيل” فداء للوطن، مؤكدًا أنها الأم المثالية التي يقتدى بها.

من جهته، أكد عضو المكتب السياسي لحركة حماس د.خليل الحية، أن حركته ستواصل العمل حتى تحرير كافة الأراضي الفلسطينية، ومواصلة الطريق ذاته الذي اتخذته (أم نضال) حتى التحرير. وأضاف الحية: “فقدنا امرأة كانت نبراسًا وعلمًا من أعلام فلسطين، والتي عملت في البداية على دعوة أبناء شعبنا إلى الرباط والدفاع عن الأراضي والمقدسات، ثم تحولت لبركان غضب على الاحتلال الإسرائيلي”.

وكانت الحكومة الفلسطينية ورئاسة المجلس التشريعي وفعاليات وفصائل، نعت أمس، النائب في المجلس التشريعي أم نضال فرحات، الملقبة بـ”خنساء فلسطين”، والتي وافتها المنيّة بعد صراع مع المرض؛ فيما قرر رئيس السلطة محمود عباس منحها “وسام التضحية”.

وفي السياق؛ قرر رئيس السلطة محمود عباس منح الراحلة فرحات “وسام التضحيّة واعتبارها شهيدة الوطن والواجب”، فيما أصدر تعليماته بفتح بيت عزاء لها في مقر المقاطعة برام الله.

إلى ذلك، قال أسرى حماس القابعون في سجن النقب التابع للاحتلال: “إن فلسطين فقدت مجاهدة عظيمة قدمت أعز ما تملك من أجل الوطن ورحلت بعد حياة حافلة بالعطاء إذ ربّت أبناءها على موائد القرآن وحب الوطن”. ودعوا في اتصال هاتفي مع مركز أسرى فلسطين للدراسات إلى السير على ذات “طريق التضحية والفداء” الذي اتبعته الراحلة فرحات وتقديم “الأرواح رخيصة من أجل الدين والوطن”.

فلسطين أون لاين، 18/3/2013

مقالات ذات صلة