شؤون فلسطينية

أم ناصر .. خنساء فلسطين ووالدةُ الفرسان العشرة

ألأكثر من ثلاثين عاماً، ظلت أم ناصر أبو حميد تتنقل بين السجون الصهيونية لتزور أولادها العشرة الذين غيّبتهم قضبان الاحتلال الحاقدة؛ أربعةٌ منهم يقضون أحكاماً بالسجن المؤبد لعدة مرات، والبقية أُفرج عنهم تباعاً، لكن أحدهم اُستشهد.

ومؤخراً، اتسع جدول الزيارة بعد اعتقال نجلها إسلام بتهمة قتل جندي من وحدة دفدوفان الخاصة خلال اقتحام مخيم الأمعري للاجئين قرب رام الله، والذي انتقلت العائلة للعيش فيه قبل نحو شهرين.

وتعيش الحاجة أم ناصر فصولاً لا تنتهي من المعاناة في كل مرة تحاول فيها زيارة أحد أبنائها المعتقلين داخل السجون الإسرائيلية.

وعن ذلك، تحدثت الأم الصابرة لموقع العهد الإخباري، قائلة: أنا أتعرض لأبشع أنواع الذل والإهانة اللفظية من قِبل الجنود أثناء تلك الزيارات، حتى أن بعضهم وصفني بالمُخربة.

وبدأت رحلة أم ناصر مع التنقل بين سجون العدو في العام ألفين واثنين، بعدما جرى اعتقال أربعة من أولادها هم: ناصر، محمد، شريف، ونصر.

وتشير الأم التي يُطلق عليها لقب خنساء فلسطين، إلى أن نجلها البكر محكوم بـ(7) مؤبدات، وهو الآن ممثل للأسرى في سجن عسقلان، بينما يقضي شريف حكماً بالسجن أربعة مؤبدات، ومحمد ثلاثة مؤبدات بالإضافة إلى ثلاثين سنة، ونصر خمسة مؤبدات!

وتضيف السيدة السبعينية: بالنسبة لأولادي الآخرين، فإن تحسين حُكم عليه بالسجن لمدة عام، أما جهاد فمعتقل إدارياً لستة أشهر، والآن جاء الدور على إسلام المتّهم بقتل جندي.

وعاش أبناء أبو حميد تجربة الأسر مبكراً جداً، كما هو حال الجريح ناصر الذي اُعتقل أول مرة قبل أن يتجاوز الثالثة عشرة من عمره، وفي سن أكبر من هذا بعام واحد اُعتقل شريف و كان وقتها مصاباً بـالحُمى المالطية، أما نصر فبداية اعتقاله كانت في سن العاشرة.

ورغم المشقة التي تكابدها والدة الفرسان العشرة -كما يسميها البعض- خلال زيارة أولادها؛ إلا أنها تتحلى بإرادة قوية وعزيمة لا تهتز.

وتشكو الأم المناضلة من قصر مدة الزيارة التي لا تتجاوز الـ(50) دقيقة، كما تشكو من مضايقتها في منزلها؛ علماً بأن بيتها جرى هدمه مرتين.

وتُمثل أم ناصر نموذجاً مشرّفاً للمرأة الفلسطينية الصابرة، والمحتسبة، والشامخة في وجه المحتل وأدواته القمعية، وهي تحتفظ بأملها بقرب تبييض السجون الصهيونية والتحرير.

المصدر : موقع العهد

مقالات ذات صلة