اخبار مخيم البداوي

تصريح بمناسبة مرور ستة سنوات على جرح مخيم البارد وما حدث في اليرموك ويحدث الآن في عين الحلوة .

عبد العال: ليعلم الجميع أن طريق تحرير فلسطين لا يمر بتحرير المخيمات من الفلسطينيين !

صرح الرفيق مروان عبد العال عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ، مسئول ملف اعمار البارد بمناسبة ذكرى مرور ستة سنوات على كارثة نهر البارد .

أولاً : النصف المضيء من المشهد العام ، رغم كل شيء فان عناصر التفاؤل مازالت أقوى من اليأس والاحباط ، خاصة ان ما جرى قبل ستة سنوات في نهر البارد قد تم احباطه بتكاتف القوى التي التزمت القيام بمسؤولياتها الاخلاقية والسياسية والامنية والتمويلية والذي ما كان ليتحقق دون صمود وتماسك أبناؤه وقبولهم وفرضهم لتحدي الاستمرار واستعادة المخيم حجرا وبشرا وقيما. وان الجرح الذي نزف وجعا ومعاناة ونزوح مازال حاضرا في الاذهان وان كان يتماثل للشفاء لكن بصعوبة وبصبر وبطيء وذلك بالتلازم مع مسيرة الاعمار المتواصلة والشاقة التي تعاني من شح الموارد وصدقية الالتزامات الدولية ووفاء الدول بوعد التمويل لبناء كامل المخيم .

واهاب بالمجتمع المحلي ودور المؤسسات الوطنية من فصائل ولجان شعبية وأهلية وأجتماعية عبر تشكيلها الهيئات المتخصصة بالجوانب الفنية والاجتماعية المتخصصة تحت مظلة العمل الوطني الجماعي والذي ان دل على شيء فأنما يدل على استعادة المجتمع الفلسطيني في المخيم لذاته وحرصه على بناء النسيج الوطني الكفيل بادارة المخيم وفق صيغة العدالة والكرامة وحفظ الهوية تحت نطاق السيادة والقانون .

ثانياً: النصف الآخر المحزن من المشهد، هو أن ما حد ث في نهر البارد وقبل ستة سنوات يتكرر مع الأسف وهو يتجوّل بشبح الخوف والقتل والتشريد في مخيمات شعبنا في سوريا من اليرموك الى خان الشيح ان جرمانة والنيرب وحندرات وسبينة ، لا يمكن ان يطلق عليه الا جرح تاريخي وانساني يصيب يهز الوجود الفلسطيني في الشتات وبالعمق، بل له ابعاده السياسية القاسية على القضية الفلسطينية وفي اللب منها قضية اللاجئين الفلسطينين لان تدمير المخيم وخروج أهله ليس الى الوطن بل الى لجوء جديد ونكبة مستمرة.

ونلفت الى ما يحدث من أهتراء أخلاقي قبل ان يكون أمني في مخيم عين الحلوة على ايدي القوى العابثة بأمن الناس وبشكل مستمر لتفقد أبناء المخيم الثقة بالمرجعيات والشعور بالأمان ، فالمخيمات ليس كبش فداء وتجربة البارد تقول ان ما فعله شباب المبادرة الشعبية بالامس في شوارع عين الحلوة هي أشارة ضغط ضرورية لأخذ الامور بايديهم ، لانه لا احد اكبر من الناس ، وعلى القوى والفصائل ان لا تتخلى عن دورها فالفراغ هو أقصاء ذاتي عن القيام بالواجب ، المخيم هو خميرة فلسطين وأهله هم الاحرص على الهوية الوطنية والأوعى من ان يكونوا متراسا لأحد أو ساحة تعبث فيها الايدي الخفية وتصفية حسابات تدفع من جيوب شعبنا الصابر الصامد ، لان من يدّعي الحرص على الشعب الفلسطيني لا يفرط بحياة الناس الابرياء ويزهق الأرواح على مذبح المصالح الخاصة والخارجية ، وليعلم الجميع أن طريق تحرير فلسطين لا يمر بتحرير المخيمات من الفلسطينيين وبحرق البيوت و الممتلكات المحلات التجارية واغلاق الحياة العامة وقطع ارزاق الناس.

20/5/2013

مقالات ذات صلة