المقالات

المفاوضات الجارية الى أين؟!

المفاوضات الجارية الى أين؟!

اسم الكاتب : عبد الرحيم ملوح*

تاريخ إدراج المقال : 2013-10-30

يجري الحديث في الشارع الفلسطيني وفي الأوساط السياسية والاجتماعية الفلسطينية عن المفاوضات الجارية ، حيث يقول البعض أن الحكومة الإسرائيلية الحالية لا تعمل من أجل الاتفاق فهي تصادر الأرض والقدس والخليل والأغوار وغيرها ، وأن أمريكا كانت ولا زالت تقف الى جانب الحكومة الإسرائيلية ومصالح إسرائيل العليا هو مصالح أمريكا العليا ، لذا نراها تضغط على أوروبا لكي تعيد النظر بقرار القمة الأوروبية الخاص بالمستوطنات وبضائعها ونراها تعمل كل ما تستطيع دولياً دفاعاً عن ممارسات الحكومة الصهيونية.

والبعض الآخر يرى أن لا شيء يمكن خسرانه من المفاوضات الجارية ما دمنا ممسكين بحقوقنا الوطنية المتمثلة في الحدود وعودة اللاجئين الى ديارهم وبحقنا في الاستقلال الوطني وفي القدس عاصمة لنا . لكن هذا البعض لا ينتبه اننا بهذه المفاوضات نخسر الكثير وفي مقدمته نخسر شعبنا الذي يزداد إحباطاً في ظل هذه المفاوضات لأنه يعاني من عدم اليقينية السياسية ومن الانقسام بين تجمعات الشعب الفلسطيني ويخسر في هذا ، كما بدأ يتندر بذلك بعض القادة الإسرائيليين من المفاوضات في ظل الاستيطان وكأن شعبنا يقبل بالاستيطان لأنه يفاوض في ظل استمرارها.

إننا نرفض كل أشكال الاستيطان أو قبول المستوطنين وممارساتهم بحماية الجيش فالاحتلال الجاثم على أرضنا هو الاحتلال الذي لا يمكن أن يرحل إلا بالمقاومة ، مقاومة الشعب الفلسطيني بكل أشكالها ، صحيح ان مقتضيات السياسة تفترض التفاوض في مرحلة ما . لكن متى يكون هذا ممكناً ؟ فالحياة ليست دائماً مفاوضات ؟

ان المفاوضات ممكنه عندما تكون هناك مرجعية للمفاوضات ، وعندما يكون هناك ميزان قوى متوازن بين المحتل والمحتل أرضة ووطنه وشعبه ، ويفرض على الاحتلال الرحيل.

وبدون ذلك فإن المفاوضات تخدم الطرف الأقوى وتكون عبثية وعقيمة وإضاعة للوقت والجهد معاً. ولا لزوم لها ولا فائدة ترجى منها للشعب المحتل أرضه، وفي الحالية العينية نحن.

وهناك من يتشكك وإن لم يكن لديه الإثباتات على تشككه ، بان الطرف الأمريكي والى حد كبير الطرف الفلسطيني المقرر، سوف يمددان المفاوضات بعد التسعة شهور ، ولديهما الاتفاقية النهائية وهي جاهزة بالدرج ، ويخشى من هذا ، لأن كل اتفاقية في هذه المرحلة ستكون بالضرورة على حساب المشروع الوطني الفلسطيني ، أي على حساب الشعب والقضية الفلسطينية . في ظل ميزان القوى المختل الآن لصالح الاحتلال على مختلف المستويات.

ورغم كون هذا الفريق أقلية في الشعب الفلسطيني إلا أن اخذ رأيه بالاعتبار قضية هامة وضرورية.

ان مواجهة هذا الوضع الفلسطيني القلق والمقلق ومعه الوضع العربي تطلب:

1- وحدة الشعب الفلسطيني دفاعاً عن قضيته الوطنية ومشروعه الوطني وفق برنامجه الوطني العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة وعاصمتها القدس .

2- العمل الميداني اولاً ، مقاومة الاحتلال ، وثانياً ، العمل السياسي دولياً وفي مختلف المجالات من أجل جذب المساندة والدعم لشعبنا وحركته الوطنية وفق الشرعية الدولية.

3- عدم الرهان على المفاوضات الراهنة وعلى أمريكا لأنهما تريدان إشغال الناس بها وخلق حقائق أمر واقع متجددة دائماً . وهذا يتطلب رفض المفاوضات الجارية الآن ، وعدم القبول بأن تكون الإدارة الأمريكية بظل رئيس ابيض أم أسود ، المرجعية للمفاوضات الجارية ، والمرجعية المقبولة علينا هي الشرعية الدولية فقط.

هذه هي مصلحة الشعب الفلسطيني العليا في هذه المرحلة وهذا هو المطلوب والممكن في هذه المرحلة التاريخية التي نمر بها وتمر بها قضيتنا الوطنية.

عضو ل. ت لمنظمة التحرير الفلسطينية

26/10/2013

مقالات ذات صلة