المقالات

حملة البناء في القدس هدفها انتخابي

حملة البناء في القدس هدفها انتخابي

مزال معلم

حملة المصادقة على البناء في القدس، التي تدار في الاسبوعين الاخيرين من داخل مكتب رئيس الوزراء، هي حملة انتخابات بكل معنى الكلمة، ترمي الى السيطرة على جدول الاعمال ومنع تسرب المقاعد نحو رئيس “البيت اليهودي”، نفتالي بينيت.

هذه حملة بسيطة، وحالياً ناجحة: في الوقت الذي أحيا مؤتمر سديروت للشؤون الاجتماعية، الذي افتتح، أول من امس، عقدا من الزمان في ظل الاحتجاج الاجتماعي، عنيت وسائل الاعلام اساسا بالبناء في القدس. شيلي يحيموفتش، التي كان يفترض أن تحيي في مثل هذا اليوم المواضيع الاجتماعية التي أعادت حزب العمل الى الحياة، تجد صعوبة في الانخراط في جدول الاعمال وفي أن تكون ذات صلة. حملتها الاجتماعية تفقد الارتفاع في مثل هذه الايام، وتضع علامة استفهام حول اصرارها على عدم الخروج عنها والتواضع في الانشغال في المواضيع السياسية، حسب عقيدة المستشار الاميركي، ستانلي غرينبرغ.

ومن الجهة الاخرى يعمل نتنياهو وليبرمان حسب عقيدة المستشار الاميركي، أرثور فينكلشتاين.

الصيغة بسيطة: بنيامين نتنياهو هو رئيس الوزراء، وهو المتحكم بجدول الاعمال، وهو الزعيم، وهو المقرر وهو المتحمل للمسؤولية.

هذه في واقع الامر حملة بلا حملة، تشبه في واقع الامر الشكل الذي عمل فيه ارئيل شارون في 2003. ومن حيث تصرف نتنياهو فانه يقول عملياً لباقي المتنافسين، للاحزاب وللجمهور: أنتم تتحدثون وأنا أفعل.

لهذه الحملة الهادئة هدفان: الاول – ليبرمان ونتنياهو ينجحان من خلالها في المس بشكل كبير بجدول الاعمال الاجتماعي، فيرفعان الى رأس جدول الاعمال المواضيع السياسية والامنية، في ظل اتجاهها نحو اليمين. على مدى ولاية كاملة، نحو أربع سنوات، بقيت مخططات البناء في رمات شلومو لدى سلطات التخطيط ولم يجرِ المضي بها قدماً. نتنياهو ليس فقط لم يمضِ قدماً في مخططات البناء في هذه الفترة، بل انه وقع على تجميد البناء داخل الكتل، الأمر الذي لم يتجرأ اي رئيس وزراء قبله على فعله ولا حتى اولمرت. وها هو في اسبوعين لا يتوقف عن ان ينثر على الجمهور المزيد فالمزيد من وحدات السكن في الكتل، من المشكوك فيه أن تصل الى حد البناء. وهكذا فانه يكفر عن سنوات التجميد ويطبق عمليا السياسة الكلاسيكية لليمين في البناء في المستوطنات.

الميزة من ناحية “الليكود بيتنا” هي أنه حتى من يهاجمهم في هذه النقطة سيجد نفسه في مشكلة اعلامية، حيث إنه يوجد اجماع على البناء في الكتل، وهو معترف به حتى في مبادرة جنيف التي يقف خلفها اليسار، حيث ان يحيموفتش أو لفني ستستصعبان توفير رد على ذلك، واذا ما هاجمتا فانهما تخدمان حملة نتنياهو وليبرمان. الهدف الثاني والذي لا يقل أهمية هو وقف تسرب المقترعين، ولا سيما الشباب، من “الليكود بيتنا” الى نفتالي بينيت.

حسب استطلاع نشر، أول من أمس، في أخبار قناة 2، فان بينيت هو الحزب الثالث في حجمه حيث يحصل لى 12 مقعدا. وانخفضت القائمة المشتركة لـ “الليكود بيتنا” الى 35 مقعدا. والسبب المباشر لذلك ليس لائحة الاتهام التي يفترض أن ترفع بحق افيغدور ليبرمان، بل جاذبية بينيت بين الجمهور اليميني، حيث يعتبر ممثلا أكثر أصالة لهذا الجمهور من نتنياهو.

بينيت لم يقل الكلمة الاخيرة، وفرصه تزداد، وحتى حسب الاستطلاعات في “الليكود” يمكن أن يحصد 15 مقعدا. من هنا فان المعركة التي يديرها نتنياهو هي داخل كتلة اليمين، ولا يبدو أن هذا الوضع سيتغير حتى الانتخابات، وبالتأكيد ليس عندما تجري في الكتلة المقابلة معارك داخلية.

في هذه الاثناء، في اختبار النتيجة، ينجح نتنياهو في السيطرة على جدول الاعمال، ولكن هذا ليس مؤكداً أنه سيساعده حيال بينيت.

“معاريف”

الأيام، رام الله، 20/12/2012

مقالات ذات صلة