المقالات

الحدود الساخنة التالية

الحدود الساخنة التالية

امنون لورد

ما يحصل على الحدود السورية ينبغي أن يكون نداء الصحوة للاعبي القمار الاكفاء في المفاوضات الائتلافية. في هذا حدث يذكر بحالات كلاسيكية قديمة. في الشارع الرئيسي للبلدة بات منذ الان ينطلق الرصاص. ولكن في الداخل، على الطاولة توجد الاوراق وحاملا مسدسين شابين يواصلان اللعب لتحقيق أقصى الارباح على حساب الشرطي الذي يجلس امامهما. حدث اختطاف رجال الامم المتحدة قرب حدود هضبة الجولان هو اشارة الى نفتالي بينيت ويئير لبيد بان منظمة جبهة النصرة لا تنضم الى حسابات علاقات القوى في الائتلاف المتبلور. هذا هو الوقت للإنهاء ولإقامة حكومة في صالح الدولة.

اختطاف رجال الامم المتحدة على حدود الجولان هو اشارة واضحة من الثوار في سورية بانهم لا يعترفون باي تسوية دولية على ما يرونه كأرض سورية. وهذا يتضمن كل هضبة الجولان وليس فقط الاراضي المجردة من السلاح شرقي الخط الليلكي. من الافضل التشدد في التقديرات بشأن التصعيد على الحدود السورية.

في البداية قال التحليل ان القذائف التي تسقط مرة بين الحين والاخر في بلدة اسرائيلية قرب الحدود هي قذائف تائهة. وفي الايام ما قبل الاختطاف اقتربت سيارات الثوار حتى مسافة قريبة جدا من الجدار الحدودي. هذا اسلوب يذكر بطريقة حزب الله بعد الانسحاب العاجل للجيش الاسرائيلي في صيف العام 2000 من منطقة الحزام الامني في جنوب لبنان.

فقد قضم رجال حزب الله فورا وبالتدريج على ما كان يمكن أن يعرف في حينه كحال ثابت. وقد التصقوا بالجدار ونشأ تسليم لدى الجيش الاسرائيلي بالوضع الجديد. ذات الوضع أدى الى اختطاف غولدفاسر وريغف والذي في اعقابه اندلعت حرب لبنان الثانية. وعليه، فمن الافضل التشدد والتوقع بان الثوار وربما ايضا الرئيس الاسد بهذه الطريقة او ذاك سيحاولون ادخال هضبة الجولان الى معادلة الحرب بين الطرفين. اما كيف سيفعلون ذلك، فنحن لا نعرف. يمكن فقط ان نرى بان كل منطقة الحدود السورية تستيقظ. وهي بالتأكيد قد تصبح الحدود الاكثر سخونة لـ”إسرائيل”. وحيال منظمات الثوار لا يوجد ردع. والتقدير في قيادة المنطقة الشمالية منذ الصيف الماضي كان ان هذا هو الاتجاه الذي نسير نحوه. تسخين الحدود لن يتخذ الشكل القديم الذي تمثل باندفاع الدبابات أو أيام القتال. يمكن التقدير بأن نمط العمل سيكون مشابها لطريقة عمل حماس من حدود غزة. نار صاروخية، قذائف، محاولات تسلل. في الماضي كان في الجيش الاسرائيلي تقدير بان الجيش السوري يتعلم من حزب الله اساليب الدفاع. كان هذا قبل الحرب الاهلية. اما الان فتوجد امكانية أن يقرر الاسد ايضا بانه مجدٍ له أن يعمل كمنظمة ارهاب وعصابات على الحدود.

وفي اطار المنظمات التي تعتبر ثوارا، حيث أن الزعيم البارز في المعارضة هو رجل الاخوان المسلمين معاذ الخطيب، يمكن ان ينشأ ايضا جسم ارهابي يستخدمه الاسد تجاه هضبة الجولان الاسرائيلية. ليس لـ”إسرائيل” الكثير من الخيارات. الاصح هو ان لها فقط خيارا واحدا الدفاع عن المنطقة وعن سكان الجولان بأفضل ما تستطيع.

لقد رأت المحافل المتقاتلة في سورية وبالتأكيد بشار الاسد اي بروز دولي يتلقاه هجوم واحد مشبوه فيه كإسرائيلي. فإمكانية أن تكون ربما “إسرائيل” هي التي هاجمت مخزونات السلاح او بعض الاسلحة تفوق كل مذبحة في سورية. وهكذا يمكن ايجاد الاسباب لماذا يمكن ان يكون ملائما للطرفين المقاتلين في سورية تسخين الحدود مع “إسرائيل”. “إسرائيل” من جهتها لا تحتاج لان ترد حسب النمط الاعتيادي للسيطرة على حزام امني آخر. ولكن يجب الاستيعاب بان لنا الان حدودا مع القاعدة، ومن هذه النقطة يجب الخروج عند البحث عن الحلول.

معاريف 8/3/2013

القدس العربي، لندن، 9/3/2013

مقالات ذات صلة