أخبار الجاليات العربية

توضيح || من الاخ اسماعيل سرداح رئيس جمعية أصدقاء مخيم البداوي في استراليا

عيب،،، والله عيب…

أبو حسام غاضب وقد حُقَّ له أن يغضب…

حاولت أقصى جهدي أن أكتم غيظي، لُذتُ إلى الصمت ليس ليوم أو أسبوع واحد، ليس لشهر واحد، بل لسنة حتى الآن…

قررتُ مؤخرا أن الصمت ما عاد يجدي نفعا… سأرفع صوتي وسأصرخ…

ليس لغضبي سببٌ شخصي والله يعلم ذلك… إنه ينبعُ من سببٍ أكثرَ سُمُواً ونـُبـْلا…

وإليكم التفاصيل: …

في استراليا خمس مؤسسات إسلامية خيرية كبرى. لكل منها مقرات كبيرة حيث ترى بداخلها العديد من العاملين والفاخر من المكاتب… في كل عام تحصل هذه المؤسسات على تبرعات من مسلمي استراليا وبالملايين من الدولارات. تراهم يعرضون بكل تركيز نشاطاتهم الخيرية ومساعداتهم لسكان بلاد الفقر والمعاناة في افريقيا وبورما وأفغانستان وما شابه…

ولكن أين فلسطين وأبناؤها المعذَبون في لبنان في حساباتهم؟ لا أحد يعلم…! يبدو لي أننا بالنسبة لهم لسنا من سكان هذا الكوكب…

بحكم موقعي كرئيس لجمعية أصدقاء مخيم البداوي، أجريتُ مع مسؤولي جميع هذه المؤسسات محادثات واتصالات حثيثة. عرضتُ عليهم معاناة أهلنـا… أتـَّصلتُ بهم شخصيا وعبر الهاتف والإيميل،،، ذهبتُ إلى مكاتبهم الفارهة وتناقشتُ معهم… أجـَبْـتُ على جميع تساؤلاتهم واسئلتهم… حتى أنني زودتهم وبناء على طلبهم بمعلومات دقيقة عن جمعيتنا وعن العاملين فيها على الساحة الأسترالية بهدف إجراء مسح معلوماتي من الأجهزة المختصة هنا في استراليا… زودتهم بكل ما يلزم من وثائق قانونية تخص جمعيتنا… وكان ملف طلبنا لديهم كاملا متكاملا…

فما الذي حصل منذ سنة أو أكثر؟ لا شيء… لم يردوا علينا ولو بعبارة “آسف لا نستطيع مساعدتكم”… طلبا للإنصاف أذكر أن هيئة الأعمال الخيرية هي المؤسسة الوحيدة التي قدمت لجمعيتنا العام الماضي مبلغ سبعة الاف دولار استرالي  كمساعدة في دفع رواتب معلمات روضة يافا في مخيم البداوي…

ما هـذا؟ إنه الإهمال واللامبالاة… لا بل إنه التخلي عن المسؤولية المهنية والإنسانية بكل المقاييس… لا بل أقول إن التعامل بهذه الطريقة لا احترام فيه وإذا دلَّ على شيء فإنما يدل على الأوضاع البائسة التي تعيشها هذه المؤسسات وعلى الذهنية “التعيسة” التي تتحكم بالذين يملكون صلاحية اتخاذ القرار فيها…

نعم أنا غاضب… إنه الغضب الذي يجب أن يعصف بكل غيور على من يـُدير ظهره لفلسطين وأهلها، أطفالها وأيتامها… فقراؤها ومساكينها، كهولها وأمهاتها، أخص منهم بالذكر من هم أهلي وعزوتي في مخيم البداوي…

لن يتوقف الأمر عند هذه النقطة… هناك المزيد مما سيقال والمزيد مما يجب أن يـُفعل… تابعونا…

جمعيتنا تنفق ما يقارب العشرة ملايين ليرة لبنانية (٩٣٧٠ دولار استرالي في الشهر الماضي – كانون الاول ٢٠٢٠) وضعت كلها في خدمة فقراء ومساكين ومرضى وأيتام وأطفال مخيم البداوي المعدمين…

ربنا لك الحمد كله ولك الفضل كله إذ قدرتنا على القيام به… اللهم تقبل صدقات من ساهم في إنجاز هذا العمل الجليل وأكرمهم من عطائك يوم القيامة يا رب…

آمين يا رب العالمين

مقالات ذات صلة