المقالات

التّسحيج في عصر فيروس الكورونا ..!! لماذا هذا التّدليس والنّفاق ..

أذناب الإنتهازيّين تتسارع في الإهتزاز في عصر الكورونا ..!!

في عصر جائحة وباء فيروس الكورونا .. شاهدنا فيديو يصف محمود عبّاس ابو مازن .. بأنّه هو المُلهم المنقذ لشعبه .. وهو الحامي الواقي من ضرر الكورونا .. وهو الحكيم الصّامد .. الحارس الأمين .. القائد الحكيم .. والأب لشعبه رجل السّياسة المُحنّك .. الدّبلوماسي العريق .. المعروف بثقافته الواسعة .. وقراراته الحكيمة.. يحمي شعبه ويصون حقوقهم بكل جلد وصبر .. إلى آخر الصّفات الجبّارة الخارقة فوق العادة .. الّتي سيقت في تسجيل شريط الفيديو .. وقد تمّ وصف محمود عبّاس بها .. في توجيهاته وأدائه وإمكانيّاته وقدراته بأنّها غير عاديّة وستُدخله التّاريخ من أوسع أبوابه .. في عمليّة التّصدّي لفيروس كورونا والإنتصار عليه ..

لقد سمعنا لما ورد في الفيديو كلاماً تقشعرّ لسماعه الأبدان .. وحديث يُنسف من هوله أبراج الدّماغ .. ويضع العقل بالكف .. ويجعل الحليم حيراناً ..

لقد ورد في هذا الفيديو قولاً بمديح محمود عبّاس في تصدّيه للكورونا .. لم يصدّقه محمود عباس نفسه .. وقد تجاوز كلّ قاع في قيعان الإبتذال .. وتفوّق هذا المشهد على كلّ مشاهد العبوديّة والصنميّة .. ولا تُضاهي سخافة المشهد كما تمّ إخراجه .. كلّ المشاهد الّتي شهدتها البشريّة .. فِي سرد عمليّات الخنوع والذلّ والمهانة وتسوّل العبيد على أبواب معابد أسيادهم ..

لقد تفوّق هؤلاء مُخرجي الفلم بوقايتهم وببلاهتهم وبجهلهم .. على جهل الجهلاء .. ممّن عبد الأصنام عزّة والّلات وهُبَل ..

حيث تجاهل هؤلاء بأنّه لا يختلف العقلاء اليوم .. على صفات هذا الإنسان وأفعاله .. الّتي أضرّت بالقضيّة الفلسطينيّة .. ضرراً يُوازي ضرر الإحتلال بشعبنا .. ويُدرك شعبنا ويَعي تفاصيل ذلك .. وأوصلت تصرّفات وأفعال محمود عبّاس قضيّتنا إلى صفقة القرن ..

إنّ محمود عبّاس أبو مازن .. هو مغتصب السّلطة والقيادة لشعبنا.. وهو نفسه الّذي شتم وأهان قبل فترة وجيزة الأطبّاء على الهواء في بثّ حيّ ومباشر .. وهو نفسه الّذي ترك شعبنا في المخيّمات وفي قطاع غزة .. يتصدّون لجائحة فيروس الكورونا لوحدهم .. دون مساعدات ومعونات ودون تأمين المستلزمات الوقائيّة والطبيّة .. وهو نفسه ابو مازن من يستحوذ على الملايين الّتي تُقدَّم معونة لكلّ الشعب الفلسطيني .. ولا يعرف شعبنا مصير إنفاقها كيف يكون ..

يا سحّيجة السّحيجة .. يا مطبّلين ومزمّرين للباطل .. إنّكم بمدحيكم هذا لمحمود عبّاس في عصر الكورونا .. بأنّه حامي الحِمى .. وبأنّه “هو من أتى بالذّئب من ذيله ” كما يُقال بالمثل الشّعبي .. إنّكم بذلك لم تتركوا مكاناً ولا دوراً لمراكز الأبحاث ولا الجامعات والمعاهد .. ممن يتصدّون بعلمهم وأبحاثهم بالفعل والعمل للفيروس كورونا..

أتُريدون أن تُفهِموا العالم وتخدعون شعبنا بتسحيجكم وبنفاقكم لسيّد نعمتكم .. بأنّ صنمكم محمود عبّاس أبو مازن .. قد تجاوز بحنكته وعلمه وقدراته في محاربته لفيروس كورونا .. قدرات كلّ الباحثين في معهد روبرت كوخ الألماني .. وإمكانيّات الباحثين في المركز الألماني لأبحاث العدوى .. ولبقيّة العلماء في المعاهد والشركات المطوّرة للأمصال والّلقاحات والمضادّات والأدوية في مكافحة الفيروسات في العالم ..؟!

لم يشاهد العالم .. بأنّ الشّعب الألماني بكلّ أطيافه وألوانه وأحزابه وأجهزته ومقدّراته .. قد أنجز مثل هذا الفيديو ليتحدّثوا عن بطولات ميركل مثلاً .. ولم نشاهد مثل هذا الفيديو لبقيّة ساسة وقادة العالم .. الّذين نزلوا للميادين في خدمة أبناء شعبهم .. ووضعوا كلّ إمكانيّات بلدانهم في خدمة الشعب ..

كفاكم سخافة واستخفاف بعقول الناس .. وكفاكم عبوديّة وعبادة للأصنام .. الّتي حان وقت تحطيمها ..كفاكم متاجرة بقضيّة شعبنا وبمعاناة أهلنا ..

إنّ شعبنا وأبناء أمتنا لا يصدّقونكم .. إنّه الإستغلال الرّخيص لفيروس كورونا .. وإنه ركوب لموجة فيروس الكورونا .. من أجل المتاجرة بمعاناة شعبنا ..

د. احمد محيسن – برلين في 2020/04/20

مقالات ذات صلة