المقالات

عودة الاخوان الى الحظيرة السعودية

عودة الاخوان الى الحظيرة السعودية

المستشار : عماد العيسى

ان غدآ لناظره قريب , هذا ما قيل بعد توقيع الاتفاق النووي بين ايران والدول 5+1 والقريب هذا بدأ بالظهور الى الملءمن قبل من يعارض هذا الاتفاق خوفآ وطمعآ والمملكة العربية السعودية هي المعني الاول , لذلك لا بد من العمل ولكن مع من ؟ وكيف ؟ من الواضح ان المملكة العربية السعودية وبعد صراع مرير مع حركة الاخوان الملسمين في العالم , والاحتضان الكلي للحركة السلفية كبديل اسلامي يمكن له ان يملك القوة العسكرية على الارض , ولكن وبعد الفلتان السلفي الجهادي وفقدان السيطرة عليه من قبل السعودية وخاصة بعد خلق تنظيم الدولة الاسلامية ( داعش ) دخلت السعودية كما هو معروف في حرب اليمن القاتلة ووجدت معظم الدول العربية قد تخلت عن الالتزامات العسكرية بعد ايام قليلة من بدء معركة ( الحزم ) , فكان لا بد من التوجه الى جمهورية مصر العربية والطلب اليها بشكل رسمي الدخول على ارض المعركة بشكل فعلي والمقابل طبعآ المساعدات المالية اضافة الى المساعدة الفعلية على المستوى الامني من خلال الطلب من قيادات امارة سيناء التوقف عن العمل الامني ضد مصر جيشآ وشعبآ , والجميع يعلم ان مصر تعاني ما تعاني من الازمات المالية والامنية اما لماذا الطلب من مصر ؟ لسبب بسيط ان مصر هي الدولة الوحيدة التي تملك جيش مقاتل بكل معنى الكلمة وليس اسم على غير مسمى وخاصة في هذه الايام والسبب بسيط , لأن معظم الجيوش العربية تم اشغالها بحل مشاكلها الداخلية المفتعلة , فالجيش العراقي تمت شرذمته من خلال الاحتلال الامريكي وما بعد الاحتلال من خلال احتلال الفتنة المذهبية التي تحرق الاخضر واليابس وانهاك ما تبقى منه في معركة المصير مع تنظيم داعش , اما الجيش السوري فهو غير معني بمعارك خارجية في حين انه يواجه حرب كونية على الارض السورية ناهيك عن ان الجيشين السوري والعراقي لا يمكن ان يدخلا بمعركة على الارض بالتحالف مع السعودية ضد انصار الله في اليمن وهناك تحالف مع الجمهورية الاسلامية الايرانية التي تتحالف مع انصار الله في اليمن , ومن هنا لم يبقى الا الجيش المصري ولكن دخل التاريخ على ما يبدو واعيدت الى الذاكرة الاحداث الاليمة التي ادت الى تقسيم اليمن الى يمن جنوبي ويمن شمالي ما بين 1962 و1970 وللتذكير فقط فأن الزعيم جمال عبد الناصر قال في ذلك الوقت .. «معركة اليمن معركتنا وثورة اليمن ثورتنا» واليوم نجد ان طهران هي التي تقف مع الثورة اليمنية ولذلك لا يمكن للرئيس السيسي ان يخالف قرار الشعب المصري وهو الحامل للامانة الناصرية ويدعم المملكة العربية السعوية بحربها اليمنية , فلم يبقى امام المملكة الا العمل على اعادة ضم ا حركة الاخوان المسلمين الى صدرها وايجاد حلف قطري تركي سعودي اضافة الى فروع حركة الاخوان في العالم ومنهم حركة الاخوان في مصر او حركة حماس او الجماعة الاسلامية في لبنان او غيره والمقصود هنا ليس فقط ما يجري في اليمن بل اكثر من ذلك فحماس تمتلك غزة وهي على الحدود المصرية من جهة سيناء الخاصرة الرخوة الحاضنة لتنظيم داعش واخواتها , والجماعة الاسلامية في لبنان يمكن لها ان تلعب دور مستقبلي في حلف جديد يمكن ان يتبلور قريبأ يضم الحريرية السياسية اضافة الى حزب القوات اللبنانية وهو الحزب الذي يمتلك عناصر قوة في القرى المسيحية المتاخمة لعرسال اضافة الى حزب الكتائب ومن يسبح في نفس الفلك والهدف هو تشكيل قوة مركزية ضاغطة على حزب الله وحكمآ على طهران وزيارة رئيس حزب القوات اللبنانية الى المملكة منذ ايام قليلة واستقبال الملك سليمان له شخصيآ , له دلالات ومعاني كبيرة تصب في نفس الاتجاه , لذلك فأنني اعتقد اننا سنرى في الساعات بل الايام القليلة القادمة تشكيلات محلية واقليمية يمكن ان تتوج بقمة تركية قطرية سعودية قريبآ , وبالتأكيد فأن المنطقة ذاهبة الى دمار ونار ودماء اكبر بكثير مما نراه مع العلم ان هذه النار لن تسلم منها لا قطر ولا تركيا ولا السعودية . المستشار : عماد العيسى

مقالات ذات صلة