تأملات وتساؤلات في عالم ما بعد كورونا
بقلم: الدكتور نزار محمود
كثيرون يتحدثون أن عالم ما بعد كورونا سيصبح غير ما قبله. ولكن كيف تبدو الملامح الأساسية لذلك العالم الجديد؟
ما الذي أحدثه وباء كورونا في فهمنا للحياة وفلسفتها. هل سيساهم ما أتخذ من إجراءات وما أبتدع من طرق حياة في تغيير نمط حياة الإنسان وتفكيره سياسياً واقتصادياً واجتماعياً وثقافياً؟
لم يعد اتخاذ كثير من القرارات المهمة وحتى الخطيرة عسيرة على رؤساء الدول والحكومات عن طريق اللقاءات والاجتماعات الافتراضية الرقمية. كما تحول مئات الملايين من التلاميذ والطلبة وفي غضون أيام قليلة إلى التعلم والتعليم عن بعد وبتفاعلية برمجية إلكترونية. وهكذا كذلك يتم إنجاز كم كبير من المهام المكتبية والمالية والتخطيطية والتنظيمية وتقديم الطلبات وغيرها من البيت دون الحاجة إلى الذهاب إلى مكتب العمل أو مراجعة الدوائر المعنية.
ماذا سيحصل لو جرى التوسع في استخدام الرجل الآلي لأسباب كفاءة إنجازية أو دقة أو حساب تكاليف؟ هل سيضطروا إلى حقننا بشرائح رقمية لترشيد معارفنا ومهاراتنا وحتى ميولنا وأمزجتنا؟ ماذا سيكون مصير مئات الملايين من الموظفين والعمال الذين سيفقدون بسبب ذلك أماكن عملهم؟ هل سنبقى بحاجة إلى النقود، ورقية أو معدنية؟
وستبقى هنالك أسئلة أكثر خطورة، مثل:
ما هو الإنسان الذي تحتاجه الحياة في أخلاقياته وتأهيله وقدراته الإنجازية المنافسة؟ ما الذي سيحل بمن لا يمتلك تلك الأخلاقيات والمؤهلات والقدرات؟ هل ستبقى من حاجة لمثل هؤلاء البشر؟ وهل سيشكلون حقاً عبئاً على البشرية الجديدة؟
تساؤلات بحاجة، ربما، إلى سيكارة وفنجان قهوة!!
برلين، ٤/٥/٢٠٢٠
