اخبار الوطن العربي

“طومان” لغزة بوست: لحم الجبهة الشعبية ليس رخيصًا ولن نكون “سحيجة” للسلطة الفلسطينية

تاريخ النشر : الجمعة , 22 مايو 2020

غزة- خاص غزة بوست

أسعد البيروتي

قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد طومان: إن ” الجبهة كان لها موقفًا لكل المسار السياسي الذي سارت به السلطة الفلسطينية منذ توقيع اتفاق اوسلو حتى اللحظة، وكان بين السلطة والشعبية خلافًا دائمًا لكن ذلك الخلاف يتم ادارته بالطريقة الديمقراطية التي عهدها الجميع على الجبهة الشعبية”.

وأضاف “طومان” في تصريحات خاصة لموقع غزة بوست الاخباري، أن الجبهة الشعبية لا تجعل من التناقض الثانوي تناقضًا رئيسيًا حيث التناقض الأخير هو مع الاحتلال والثانوي مع السُلطة الوطنية والكل الفلسطيني مُوحدٌ بمواجهة الاحتلال في خندق وبوتقة واحدة.

وتابع “طومان” السُلطة تريد من الجميع سيما فصائل المنظمة أن يكونوا عباءة يستترون خلفها وتُريد الجميع ” سحيجة ” لها، لافتًا إلى أنه بعهد الراحل ياسر عرفات كانت هناك خلافات بسيطة جدًا كانت تُحل بطريقة حكيمة وديمقراطية، حيث هناك فرق كبير بين كاريزما الراحل القائد ياسر عرفات وبين الرئيس الحالي محمود عباس.

وأوضح “طومان” لغزة بوست، أن الخلاف السياسي بدأ منذ رفض الجبهة الشعبية حضور جلسة المجلس الوطني المنعقد قبل سنوات، على اعتبار أنه لا يوحد الشعب الفلسطيني واعتبرته أداة لتكريس الانقسام إن لم يُدعى الكل الوطني، ويُسبق الاجتماع بعقد الاطار القيادي المؤقت لمنظمة التحرير ودعوة الأمناء العامين للفصائل الفلسطينية والجبهة الشعبية دعت لذلك منذ سنوات لصياغة استراتيجية موحدة للشعب الفلسطيني.

وبيّن طومان أن هذه الاستراتيجية تستند لعناصر أساسية تشمل تقييم المرحلة السابقة وتُستخلص منها الدروس والعِبر ويتم من خلالها تحديد أوقات مقاومة الاحتلال ومفاوضته، مؤكدًا ان الجبهة الشعبية ليست ضد المفاوضات متسائلًا في ذات الوقت ” أي مفاوضات التي تريدها السلطة الفلسطينية ؟!” إذا لم تكن مفاوضات تتحكم فيها موازين القوى والتي من خلالها تستطيع فرض شروطنا على الاحتلال، مؤكدًا أن مفاوضات 25 عامًا قضتها السلطة الفلسطينية مع الاحتلال كان الأخير المستفيد الأكبر منها وكانت تصب في مصلحته.

واعتبر “طومان” في حديثه لغزة بوست، أن انتظار ما سيقرره الاسرائيليون وحكومتهم من ضم للأغوار ومناطق الضفة الغربية ومن بعدها القيام بمجابهة تلك القرارات كما هو حاصل اليوم، هو أمر غير وارد لدى حركات التحرر والمطلوب وطنيًا وفلسطينيًا تشكيل جبهة موحدة للتصدي لكافة المخططات الاسرائيلية/الأمريكية قبل الاعلان عنها والبدء بتنفيذها وليس انتظار ” وقوع الفأس في الرأس”.

وحول تعقيب الجبهة الشعبية على بيان الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قال عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد طومان: إن ” البيان هناك بعض الامور الجيدة فيه يُمكن البناء عليها، لكن المشكلة لا تكمن بالنصوص إنما بآليات التطبيق والتنفيذ على الأرض، حيث كان من المُفترض توضيح آليات تطبيق قرار وقف الاتفاقيات الموقعة كذلك الدعوة بشكل مباشر للقاء وطني شامل يُشارك به الكل الفلسطيني بمستوى قيادي أول ” الأمناء العامون” أو بذات المستوى ويكون مقدمة لانهاء الانقسام.

ولفت “طومان” إلى أن آليات التطبيق المفترضة، تحتاج إلى موافقة وحشد جماهيري فلسطيني وتضمن مشاركة الكل الوطني في هذا السياق، مؤكدًا ان بيان الرئيس عباس لم يعطي أهمية للوضع الداخلي الفلسطيني وكان مليئًا بالتعويل على المجتمع الدولي”.

واستهجن “طومان” عدم تطرق الرئيس الفلسطيني (عباس) للحديث عن آليات المقاومة التي سيتبناها المجتمعون في وجه الاحتلال ولو بكلمة واحدة، ولم يتطرق له لا من قريب أو من بعيد، وكان الواجب الدعوة لحراكات شعبية وجماهيرية لتعزيز المقاومة بكافة أشكالها في وجه الاحتلال.

قطع مخصصات الجبهة الشعبية وما حدث مؤخرًا !

أوضح عضو اللجنة المركزية للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين محمد طومان، أن قطع السلطة الفلسطينية لمخصصات الشعبية جاء نتيجة مواقف الجبهة الرافضة ازاء المشاركة في المجلس الوطني حيث كان لها موقفًا واضحًا، كون أن الجبهة تعتبر ثاني أكبر فصيل بمنظمة التحرير الفلسطينية ولها موقفًا وازنًا في ظل ادراكه أن الوضع المالي حرج للجميع، لكنه توهم وكان مغشوشًا عندما ظن أن قطع المخصصات سيلوي ذراع الجبهة الشعبية.

وشدد ” طومان” على أن لحم الجبهة الشعبية ليس رخيصًا ولن يكون رخيصًا يومًا مقابل حفنة من الدولارات.

جدير بالذكر أن ممثل الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين عمر شحادة، كان قد اعترض على بيان الرئيس محمود عباس وتم الاعتداء عليها من قِبل طاقم حرس “أبو مازن” في خطوة لاقصاء الصوت الفلسطيني للاستفراد بالقرار الوطني.

مقالات ذات صلة