المقالات

لكي لا يلغي بعضنا بعضاً!

بقلم: الدكتور نزار محمود

إن قول: الاتحاد قوة، ليس بجديد أو خاف على أحد منا، لكننا غالباً ما ننساه أو نتناساه أو نصر على عدم العمل به، لأسباب شخصية في غالبيتها.

ومن الطريف أن يعمد الأقوياء أنفسهم على توحيد قواهم وتنسيق جهودهم، بينما يذهب الضعفاء إلى التناحر والفرقة والتشرذم، فيؤكل أسودهم يوم أكل أبيضهم!

نحن العرب نمر هذه الأيام بأحلك أيام ضعفنا، بعد ما حل، ويحل، في فلسطين والعراق وسورية واليمن والسودان وليبيا وغيرها من البلدان العربية. ولست في معرض بحث أسباب ذلك في هذا المقام. فالأمر يطول. لكني بصدد التذكير بأهمية وضرورة، لا بل وخطورة ظاهرة الغاء بعضنا البعض.

فعلى مستوى جالياتنا العربية في ألمانيا وبرلين يؤلمنا التشرذم والتناحر وبالتالي الضعف واللا دور في الدفاع عن حقوقنا المشروعة كمواطنين، وعن حقوقنا الإنسانية والوجدانية في أهلينا وأوطاننا

ومستقبل أبنائنا.

فجالية كل بلد عربي أصبحت جاليات يقوم عليها أشخاص مرتدين ثياباً سياسية وثقافية متنافرة، يعيشون مشايخهم المستقلة بحكم القانون والقضاء.

إنه من النادر أن ترى من يكون مستعداً للتنازل عن كرسي “رئاسته” أو راية جمعيته، أو يكون مستعداً لتلبية دعوة فصيل آخر، ناهيك عن العمل معه.

نعم، لا يجب علينا الاستغراق في الأحلام ونكران الواقع، وليس في يد أحدنا عصاً سحرية لتحل خلافاتنا ومشاكلنا بضربة واحدة.

إن ما يجب علينا، ونستطيعه، لو أردنا، وعلى الأقل، أن لا يلغي بعضنا بعضا في تخوين أو تسفيه أو تناحر، حتى يحين زمن نتذكر فيه أن قوتنا في وحدتنا، وأن كل واحد فينا، ومهما أحس بقوة، هو ضعيف لوحده.

لنراجع أنفسنا قبل أن يسبقها الندم!

برلين، ٣٠/٦/٢٠٢٠

مقالات ذات صلة