أرشيف المنتدى

من يُحاول سرقة مخيمنا!

نقاط على الحروف!

منذ زمن ليس ببعيد، كان (مخيمنا) مخيم البداوي، يجمع في داخله عائلات تعرف بعضها البعض حتى أدق التفاصيل.. وكان الحاج علي الهنداوي (رحمه الله) يقوم برفع آذان الإفطار في شهر رمضان من أمام دكانته بدون ميكرفون ولا مكبرات صوتية، ورغم ذلك.. كان يستمع لصوته أكثر من نصف سكان المخيم ويؤمنون بصدقية توقيت آذانه.

وكان الحاج المرحوم ابو صواي صاحب الصوت الشجي هو المُسحّر الوحيد المعتمد (بالفطرة) للمخيم. وكان مدير المخيم أبو النمر(الله يرحمه) بمثابة أب وأخ لكل فرد من أبناء المخيم، يشاركهم الأفراح والأحزان. وكانت أكبر القضايا تعقيدا في المخيم.. تُحل بكلمة من وجهاء المخيم أمثال الحاج خليل عبد الغني والحاج أبو خليل نعيم والحاج أبو عبدالله قشقوش، وغيرهم من الوجهاء الأفاضل.. رحمهم الله جميعاً.

لماذا تغيّرت ملامح مخيم البداوي هذه الأيام، حتى بات يُشبه كل شيء إلا ذلك المخيم الذي وُلدنا وترعرعنا داخل أزقته وبين جدرانه! تغير ليس لكثرة أبنيته، وليس لزيادة عدد ساكنيه. بل هناك شيء سُرق من عنوانه، سرق من ميزاته، من أصالته، من أمنه.. من آمانه! شيء إفتقدنا معه ملامح مخيمنا الذي نحب ونعشق حتى غبار تربته.. وصوت المطر على صفيح منازله!

من يُحاول سرقة مخيمنا.. من يحاول محو ملامحنا من على جدرانه.. من يسعى لإخفاء رائحته العطرة !؟

إليكم أيها الواقفون على أبواب ملامحه، أوقفوا إقتلاع ثقافة المخيم.. أوقفوا إقتلاع ملامح المخيم.. أوقفوا إقتلاع لُحمة المخيم. قبل أن يهون في العيون، فيتجرأ عليه المتربصون به.. وما أكثرهم!!

“اللهم أني قد بلغت اللهم فأشهد”

أبورياض