أرشيف المنتدى

للمسنّين ناديهم.. في مخيّم البرج الشمالي

للمسنّين ناديهم.. في مخيّم البرج الشمالي

1_1459936080.webp

30-09-2014

لأن كبار السنّ يستحقون الاحترام، وبهدف الإبقاء على الإلفة والمحبة بين الأجيال، كان نادي المسنّين في “جمعيّة الحولة” في مخيّم البرج الشمالي للاجئين الفلسطينيّين بالقرب من مدينة صور جنوبي لبنان.

يقول أبو وسيم محمود الحاج وهو نائب رئيس الجمعيّة والمشرف على اللجنة الاجتماعيّة في المخيّم، إن “للرجل المسنّ قيمته المعنويّة. وهذه القيمة بدأت تتراجع نتيجة الغزو الثقافي والتدنّي الذي يُسجّل على المستوى الاجتماعي محلياً.

وبالتالي صارت قيمة المسنّ من دون اعتبار. لذا تمّ إنشاء نادي المسنّين في مخيّم البرج الشمالي، للإضاءة على خبرة الكبار وتجاربهم التي تعتبر مهمّة لنا، نحن الشعب الفلسطيني”. يضيف: “أنا ضدّ موجة التطوّر والصرعات. ففي تاريخنا وحياتنا الاجتماعيّة، تراثٌ إذا انتُزع منا يتفكّك مجتمعنا وينهار”.

من هنا، كان نادي المسنّين الذي تم تأسيسه في عام 1997 “بمثابة إعادة اعتبار للمسنّ وتقديم وسائل الترفيه له، وذلك من خلال تنظيم رحلات وجلسات وإقامة تواصل بين المسنّين والشباب. فللمسنّون خبرة اكتسبوها من تجربة قد لا تكون من خلال مدرسة أو جامعة، لكنهم استطاعوا التغلب على مشاكلهم بالإرادة”، بحسب ما يشدّد أبو وسيم.

ويوضح “في نادي المسنّين نعمل دائماً على الاهتمام بالمسنّ ومراعاة ما يحتاجه من حنان واهتمام، بخاصة لجهة الترفيه عنه وتأمين الأماكن المناسبة لذلك، وبحسب ما يرغب”. يضيف: “لدينا أيضاً برنامج تكفل المسنّ، إذ ثمّة مسنّون يعيشون في المخيّم من دون أن يكون لديهم معيل أو كفيل. فكان هذا المشروع لحمايتهم والوقوف إلى جانبهم. وكخطوة أولى، قمنا حتى اليوم بتكفل خمسة أشخاص”.

أما عدد المسنّين الذين ينتسبون إلى النادي ويرتادونه ويستفيدون من الخدمات التي يقدّمها، فقد بلغ تسعين شخصاً مشاركا في النشاطات العامة.

ويشير أبو وسيم إلى أن من “أبرز الرحلات التي قمنا بها، رحلة نحو الحدود اللبنانيّة-الفلسطينيّة. وقد شملت الرحلة مختلف الفئات العمريّة، وقام كبار السنّ بتعريف الأصغر سناً على أسماء القرى الفلسطينيّة الموجودة على الحدود اللبنانيّة، وقصوا عليهم حكاية اللجوء وكيف خرجوا من فلسطين وسط إرهاب صهيوني”.

أما الأهم بالنسبة إلى أبو وسيم، فيبقى اجتماع هؤلاء كل أسبوع وتشارك الأحاديث واستعادة الذكريات الماضية وقصّ حكايا عن الحياة التي خبروها في فلسطين وعن اللجوء، كل ذلك مع حسرة على أيام فلسطين الغابرة.

انتصار الدنان – العربي الجديد